راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

التفاخر والتباهى!

بقلم: العميد محمد سمير

اشتهر أحد الأثرياء في مدينته بالكرم والسخاء الشديد فكان يساعد كل المساكين والمحتاجين والفقراء، ولكن كانت له عادتان سيئتان.. فقد كان يتفاخر علي المساكين والمحتاجين وهم يعطيهم الصدقات، فإذا جاءه أحد الفقراء يطلب منه جنيهًا كان يقول له بصوت مرتفع أمام الناس:

هل ترغب في جنيه واحد فقط؟ أنا لا أعطي جنيهًا فقط، خذ هذه الجنيهات العشرة.. وكان أيضًا إذا مر علي مكان محتاج كان قد أعطاه صدقة من قبل يقول له أمام الناس بصوت عال:

ماذا فعلت أيها الرجل بالمال الذي أعطيته لك من قبل؟ هل حللت به مشاكلك؟!.

ولذلك نفر منه الفقراء وكانوا لا يحبونه علي الرغم من أنه يتصدق عليهم بسخاء وكرم طوال الوقت، حتي وصلوا أنهم كانوا يتمنون لو يكف عن مساعدتهم حتي لا يتفاخر عليهم بين الناس بهذا الشكل المهين، ولكن الثري لم يعدل عن هذه العادات السيئة، بل استمر يتباهى ويتفاخر أمام الناس بما يملك وبما يساعد به الفقراء من أموال وخيرات .

وذات يوم قرر أحد الأشخاص أن يلقن هذا الثري المتفاخر درسًا لاينساه ابدًا ويعلمه أن ما يفعله يعد خطأً كبيرًا يضيع به أجره وثوابه عند الله سبحانه وتعالي، جلس هذا الشخص في يوم من الأيام على الطريق الذي يمر به الغني كعادته، وارتدي ملابس بالية قديمة ممزقة ووضع امامه كوبًا صغيرًا فارغًا وأخفي جزء منه في التراب، ثم انتظر حتي مر من أمامه الغني وقال له:

يا أخى هل يمكن ان تضع لي جنيهًا في هذا الكوب؟ ففعل الغني مثلما يفعل في كل مرة وضحك بصوت مرتفع قائلًا في تفاخر: أنا سوف أملأ هذا الكوب بجنيهات كثيرة، ونادى على أحد أتباعه و أمره ان يملأ  الكوب بالمال وبالفعل بدأ الرجل يضع جنيهًا تلو الآخر حتي وضع مائة جنيه ولكن الكوب لم يمتلئ !

فأمسك الرجل بحقيبة المال وأفرغها كلها في الكوب ولكن دون فائدة ايضًا، فلم يمتلئ الكوب، فقال له الفقير:

إن الكوب لم يمتلئ يا سيدي، نظر له الغني قائلًا :

ولكن أنا أموالي نفذت تمامًا و أصبح الأمر عبئًا ثقيلًا فأجابه الرجل: هل تعلم لماذا؟..

ثم رفع الكوب فوجده مثقوبًا من اسفله و قد حفر تحته حفره عميقه..

ثم قال له الرجل: لقد ابتلعت هذه الحفرة كل أموالك، وكذلك هو التفاخر والتباهي بكرمك وسخاءك للفقراء والمحتاجين فإنه يبتلع أجرك وثوابك، ثم رد إليه أمواله وهكذا فهم الغني الدرس .

يقول الله جل وعلا أحبتى:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ".

ويقول أيضًا:

"ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنًّا وَلَآ أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" صدق الله العظيم.

نقلًا عن فيتو

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register