التفاصيل الكاملة للمؤتمر الأدبي الثالث لباحثات المدرسة الألمانية لراهبات سان شارل بورومي بـ «تربية الإسكندرية»
تقرير: كريم جابر
منهجية التربية البحثية تفتح أروقة جامعة الإسكندرية لباحثات المدرسة الألمانية
شراكةٌ غير تقليدية بين مدرسة وجامعة في مؤتمرٍ علميٍ غير تقليديٍ.. تشارك فيه المدرسة الألمانية لراهبات سان شارل بورمي بالإسكندرية، التي شاركت بالباحثات وما أعددنه من بحوثٍ في الأدب المفارن، وشاركت كلية التربية جامعة الإسكندرية بالتنظيم والاستضافة وتشكيل اللجنة العلمية للمؤتمر.. مبادرةٍ رائدةٍ في خدمة شئون المجتمع وتنمية البيئة، برعاية الأستاذ الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، والأخت أنطونيا فهمي نائب الهيئة المالكة بمصر، وبدعمٍ فائق من أ.د. محمد أنور فرَاج عميد كلية التربية، ومدير المدرسة السيد/ فرانك فايجند..
رئيس المؤتمر:
الأستاذ الدكتور فوزي عيسى أستاذ الأدب العربي بكلية الٱداب جامعة الإسكندرية، وأمينه العام أ.د. سالم عبد الرازق أستاذ الأدب العربي ووكيل كلية التربية جامعة الإسكندرية، وتضم اللجنة العلمية معهما: أ. عبد المنعم سالم الشاعر المترجم، نائب رئيس اتحاد الكُتَاب، والسيد الدكتور/ أحمد المصري قسم اللغة العربية بكلية التربية..
اشتمل برنامج المؤتمر على ثلاث عشرة باحثة رئيسة، وأربعة أوراق عمل لست باحثات ناشئات، واتسمت الإشكاليات البحثية بطابعٍ جدليٍ عميق، عماده تضافر الفكر والفن معًا، وتوظيف المنهج المقارن في إيجاد علاقات التقارب من التباعد بين النصوص المدروسة في إطارٍ من فحص التفاضل من التكامل..
وبدوره أشاد عميد الكلية بهذه التجربة التربوية المدهشة، موضحًا أنَ رعايته ودعمه الفائق لها، وحرصه على تكرارها تأتي في إطار رؤيته المتسعة لدور كلية التربية، بوصفها يناط بها تقديم الدعم غير المحدود لكل التجارب التربوية، وخاصة المبادرات غير التقليدية منها.
ونبهت الأخت أنطونيا إلى إيلاء المدرسة عنايةً فائقةً للغة العربية بوصفها مفتاح الهوية، مشبدةً بأطراف تشكيل طريق الرقي البحثي، من معلمين مميزين، وفتيات نابهات، وأسر متفهمة لمشقة البحث العلمي، وأعربت عن امتنانها الفائق لشركاء بزوغ المؤتمر للنور من القيادات الجامعية ثاقبة الرؤية.
كما كشف أ.د. فوزي عيسى رئيس المؤتمر عن انبهاره بالعقلية الإبداعية للباحثات، منوهًا إلى أنَ وراء هذا الجهد الرائع أساتذةً عظامًا متفردين، استطاعت تشكيل هذه العقليات بحيث لم تعد نمطيةً، بل مبدعةً، تناولت أعمالًا أدبيةً مميزةً لعميد الرواية العربية نجيب محفوظ، وغيره من الأدباء العالميبن..
أشهد أنني طوال رحلتي الأكاديمية في الجامعات العربية المختلفة لم أجد إبداعًا مثلما رأيت، لدرجة أني تمنيت ترك عملي بالجامعة متحولًا إلى مدرستكم للتدريس للنابهات مثلكن..
فخورُ كل الفخر بهذه التجربة..
بينما تطرق أ.د. سالم عبد الرازق أمين عام المؤتمر ووكيل كلية التربية إلى أنَ كلية التربية بيتٌ نستضيف فيه كل مّنْ ينتمون للعمل التربوي، وأن استضافة المدرسة تأتي في إطار ريادة كلية التربية وتميزها بين الجامعات المصرية، معربًا عن بالغ تقديره لكل أطراف التجربة من ناحية المدرسة، إذ إننا أمام باحثاتٍ استطاعت المدرسة الألمانية ومعلموها تكوين العقلية القادرة على التفكير والبحث، وتملك أدواته، وذلك ليس سهلًا، وبخاصةً في تلك السن الصغيرة، والبحوث المقدمة علاماتٌ مضيئة في مسيرة الباحثات المتميزات.
كما شكر شريكه في هذه المبادرة د. أحمد سلًام المنسق الإقليمي للغة العربية بالمدارس الألمانية وأحد مقرري المؤتمر، الذي بدوره أبرز ملامح تطور هذه التجربة حتى المؤتمر الثالث وتناميها وداعميها.
ونبه د. المصري عضو اللجنة العلمية للمؤتمر إلى أن وضع المرحلة العمرية في الاعتبار، مع تعقيد الموضوعات البحثية، لا نملك إزاءه إلَا إكبار هذه التجربة، وخاطب الباحثات قائلًا: أنتن فخرٌ التجربة البحثية، والتقييم مباشر بباحثاتٍ واعداتٍ، يملكن العقلية الإبداعية..
ولفت أ. عبد المنعم سالم عضو اللجنة العلمية أنظار الحضور إلى دور الفكر النقدي والعقلية الإبداعية المصحوبة بحب الأداء، مما يعكسه المؤتمر في قيادة التغيير، وكذا إبراز هذه البحوث اختلافًا في نهج المكان.. المدرسة الألمانية سان شارل بورمي التي تتميز بخصوصية تفردٍ بتفاني المحب في عمله، مشيدًا بإدارة المدرسة الواعية، وبجهد القائمين على تأهيل الباحثات لهذه المؤتمرات.. د. أحمد سلًام ود. أحمد حامد وأ. محمود رضوان، بوصف المرة البحثية شديدة التميز توجب شكر الأسر الساهرة على فلذات أكبادها، كي نبلغ هذا الجهد الاستثنائي غير المسبوق.
وبدورهن مريم عمار وجنى الجارم وروان حازم كشفن في كلمة الباحثات عن معالم تفرد خصوصية اللغة العربية داخل المدرسة الألمانية.
مؤتمر ناجح بباحثاته الناشئات..
كلمة الدكتور أحمد سلام:
»توازي تقارب التضافر الفكري الفني التكاملي أم تقاطع تباعد الرؤى الفكرية الفنية التفاضلي؛ بين:
رواية نجيب محفوظ «الشحَّاذ» وأدب برتولت بريشت ورواية زيد مطيع دماج «الرهينة» – دراسات مقارنة».
تُرى أيتوقف توارد الفكر والرؤى على أهل الإقليم الواحد ارتكازًا عى مقومات الهوية المحلية؟ أم يمتد عبر الأصقاع المتباعدة؟ لعلَّ برتولت بريشت الألماني (ت: 1956م) لم يعرف أديبنا العالمي/ نجيب محفوظ المتوفى بعده بنصف قرنٍ؛ في عام 2006م، إذ ربما لم يَذِعْ صيتَه في حياة بريشت، بينما يقينًا أفاد دماج من إبداعات محفوظ، وغالبًا بريشت كذلك.. وها نحن نحتفل بمرور أحد عشر عامًا بعدَ مائةٍ على مولد محفوظ، ذلك رقمٌ غير متكررٍ.
إلَّا إنَّ الإنسانية لا تعرف الحدود الفاصلة؛ وديدنها التلاقي على التباعد؛ فقد طوَّف بريشت بإبداعه مستلهمًا التراث الشرقي، ملحًا على ثورته ضد كل صنوف الظلم والاستعباد. وأبان محفوظٍ في شحَّاذه عن أثر الفكر الغربي في الإنسان الشرقي؛ عبر: الاشتراكية، والبرجوازية، والوجودية، والصوفية.. وحيرة ذلك الإنسان وأزمة تقلباته الفكرية الإنسانية؛ في بحثه عن الماهية والمنهج.. وما غاب الشرق والغرب عن دماج؛ الذي يصور المرء الشرقي منبهرًا بالصناعة الغربية.. السيارة أنموذجًا.. ومعاناة الإنسان بين: الغربة والاغتراب، يقظة الوعي وتغييب العقل..
فأين فتياتنا من هذه الرؤى؟ أنحن بقعة تغريبٍ وطمسٍ للهوية المصرية؟ أم أرضٌ بورٌ جدباء غير واعيةٍ لمنجز الآخر الحضاري؟ أتعاني فتياتنا من أزماتٍ وجوديةٍ؟ أم ينعمن بالتناغم الإنساني الرفيع؟
نحن مدرسةُ تلاقٍ حضاريٍّ، حيث التمازج الحضاري؛ فهي واحةٌ ناضرةٌ، لا شرقية ولا غربية، لعلها شرقية طُعِّمَت بنكهةٍ غربيةٍ؛ إذ تمتص فتياتنا الرحيقين الشرقي والغربي، كُلُّا مِن منابعه، دون تماهٍ للهوية الشرقية، بل غَدَتْ كلٌّ منهن في مرج البحرين، حيث يلتقيان، وبينهما برزخٌ لا يبغيان؛ صمامُ الأمان ذلك هو: الوعي بتمييز الفوارق والحدود الفاصلة..
إذ يُعلي المجلس الدائم لوزراء الثقافة والتعليم الألماني من شأن لغتنا الوطنية، التي هي واللغة الألمانية صنوان غير متفاضلتين.
ولقد خصَّصنا مؤتمرنا الأدبي الأول لنجيب محفوظ في موازنةٍ مع كوكبةٍ من أعلام الأدباء العرب، والثاني لتوفيق الحكيم احتفاءً به. وها نحن في مؤتمرنا الأدبي الثالث الذي ينعقد بعد ثمانية أشهرٍ وتسعة عشر يومًا من انعقاد مؤتمرنا الثاني نطرق بوابة الدرس المقارن.
ومضت مسيرتنا في تطوافٍ مع شريكٍ مختلفٍ في كُلِّ مؤتمرٍ؛ بدءًا بمركز الجزويت الثقافي في مؤتمرنا الأول،ثم وزارة الثقافة المصرية؛ ومركز الحرية للإبداع في الثاني، أمَّا مؤتمرنا الثالث فقد استقبلتنا محملين بشوق حنين رحلة العودة إلى مهوى القلب، منبع التكوين الأكاديمي.. ثغر العلم وحصنه.. جامعة الإسكندرية؛ التي فتحت بكلِّ ترحابٍ أبواب أروقتها العلمية على اتساعها.. لَكُنَّ أيتها الباحثات اللواتي سيشرف أغلبكنَّ بالانخراط في زمرة منتسبيها في قابل، ولخريجها.. معلميكُنَّ.. وهذا الود غير المسبوق تعجز أبلغ كلمات الامتنان عن التعبير عنه، وموافاة حق رب البيت سعادة العميد وسيادة الوكيل حقهما علينا..
وعبر عناوين الجلسات العلمية يتضح البعد الجدلي في عناوين البحوث، مع الارتكاز على الإنسان وجدله مع ذاته ومجتمعه، وتذبذبه، وشخصية المبدع عبر إبداعه، مع ثبات نصِّيِّ: الشحاذ لمحفوظ والرهينة لدماج؛ اللذين قُلِّبا على مختلف وجوههما الفنية وقضاياهما الفكرية، في نظرةٍ مفارنةٍ مع نصٍّ لبريشت، استجابةً لتساؤل مثقفةٍ كبيرةٍ؛ هي: السيدة/ آمال رينك النيال: لِمَ لا تطرقون باب الأدب المقارن!
وقد اتسمت الأوراق البحثية بمعايير علميةٍ؛ نحو: تعضيد وجهات النظر بالاقتباسات العلمية السديدة، والحواشي العلمية الدقيقة، مع قائمةٍ وافيةٍ للمصادر والمراجع..
وخضعت البحوث لتحكيمٍ علميٍّ على مرحلتين؛ داخل مدرستنا من مقرري المؤتمر مجتمعين، ثم من الموقرين أعضاء اللجنة العلمية للمؤتمر خارجيًّا؛ الذين قبلوا برئاسة أستاذنا جميعًا: العلَّامة الأستاذ الدكتور/ فوزي عيسى ليس تقييم عملكن وتقويمه فحسب؛ بل مواصلة تقييم وتقويم معلميكم.. وقد شرفت بالتلمذة إلى أستاذي خمسة عشر عامًا متواصلة، وما زلت أشرف بذلك، وكذا زملائي جميعًا.
وقد أتاح مؤتمركن الأدبي الثالث التلاقي بالأساتذة والأصدقاء: أ. عبد المنعم سالم، د. أحمد المصري، د. سالم عبد الرازق .. فلهم جميعًا جزيل الشكر والتقدير..
وقبل أنْ ننتقل لمتابعة البحوث ومناقشة الباجثات.. هناك تساؤلٌ ملحٌ: كيف نصل لهذا المستوى؟ ومتى نبدأ العمل على تحليل النص الأدبي؟
ستجيب عن هذا في ختام مؤتمرنا الناشئات.. ورودنا الناضرة فواحة الأريج..
وقبل ذلك ختامًا أشكر كل داعمٍ ومقرظٍ ومحتفٍ..
وأخص بشكري إدارة المدرسة الداعمة، وإدارة الكلية الموقرة الراعية، واللجنة العلمية المكرمة، الزملاء الكرام؛ الذين بذلوا قصارى جهدهم، ابنة مدرستنا أ. نهى عبد الرسول التي قدمت لباحثاتنا عونًا مرجعيًّا فيما يخص بريشت، الأسر التي يسرت للباحثات المناخ الإيجابي، وقبل كل هؤلاء الباحثات اللواتي يتفنن في تجاوز طاقات الذات ويفقن كل التصورات..
كلمة الباحثات:
الحضور الكرام، ضيوفنا الأعزاء…
نرحب بكم جميعًا في المؤتمر الأدبي الثالث لباحثات الصف الثاني عشر بمدرستنا.. المدرسة الألمانية سان شارل بورومى بالإسكندرية…
نود في البداية أن نتحدث بإيجاز عن الدور الذي تلعبه اللغة العربية في مدرستنا بشكلٍ عامٍ، التي هي كما يعلم بعض الحضور تابعة للنظام الدراسي الألماني، تأهيلًا لنا إلى نظام شهادة الأبيتور، أي أننا ملتزماتٌ في المدرسة منذ أول صفٍّ دراسيٍّ وحتى آخر صفوفها بالمناهج التعليمية الألمانية، ولذا فمن السهل أنْ يحكمَ أيُّ شخصٍ مِن الخارج ويظن أنَّ اللغة العربية لا تمثل إلا مادة دراسية جانبية -أو حتى هامشية- بين بقية المواد مثلما هو الحال في بعض المدارس الدولية في مصر…
ولكن في حقيقة الأمر وبكلِّ صراحةٍ فإنَّ الوضع في مدرستنا على العكس من ذلك تمامًا، فقد ظلت اللغة العربية لها اهتمامٌ خاصٌ وكبيرٌ في المدرسة منذ قديم السنوات وحتى الآن، بل بدءًا من المرحلة الابتدائية، حيث إن هذه المادة لم تكن عبارة عن دروسٍ تُحفظ بلا فهمٍ، نمتحن فيها ثم نتركها، وإنما نجد أساتذة اللغة العربية في المدرسة يبدون اهتمامًا واضحًا بهذه اللغة، ويعملون على تطوير اهتمام الطالبات بها ودعمه بشكلٍ مختلفٍ في كل مرحلةٍ سنيةٍ؛ بما يواكب عقليتهن في المراحل الفكرية المختلفة، إذ كان أساتذتنا يدعوننا مثلًا إلى ورش عمل، نناقش فيها مثلًا قصةً قرأناها جميعًا، أو نؤلفُ قصةً قصيرةً، مع تصميم غلافها، وإعداد كل ما تحتاجه حتى تشبه القصص الحقيقية، بَيْدَ أنَّه كانت تنعقد مسابقاتُ القراءة باللغة العربية، لا على مستوى المدرسة فقط؛ وإنما أيضًا في المرحلة الثانية على مستوى المدارس الألمانية في مصر، سافر بعضنا فيها إلى القاهرة وفاز بالجوائز، وبالإضافة إلى ذلك فقد جرت أيضًا مسابقاتُ كتابة، وهناك أمثلةٌ أخرى، كل هذا نمَّى لدينا الاهتمام بهذه اللغة العظيمة والغنية كما نمَّى مستوانا الفكري منذ سنٍّ صغيرةٍ.
حتى جاءت السنة الانتقالية التي فوجئنا فيها وتعرفنا أثناءها على مجموعةٍ هائلةٍ من المعلومات، والأساليب التحليلية الجديدة علينا، وهي السنة الأولى من المرحة الثانوية، التي تحولنا فيها من دراسة منهج الوزارة إلى دراسة التحليل النقدي، وشكَّل ذلك التحول المنهجي أمرًا غريبًا بالنسبة لنا لم نتوقع أن نتعايش معه قط.
ولكن تحولنا بالفعل منذ تلك السنة الدراسية من دراسة النصوص الأدبية الجامدة إلى التعرف على نطاقٍ واسعٍ من الفنون الأدبية الحقيقية، تعرفنا خلال ذلك على فنّ الرواية، والقصة القصيرة، والمسرح، والقصيدة، والمقال، ودرسنا التقنيات الفنية المختلفة والمتعددة لتلك الفنون الأدبية كلها، متوسعات ومتوغلات في آفاقٍ ذهنيةٍ وفكريةٍ عميقةٍ، مع مقارنة الأدباء العرب المختلفين بين تأثرهم بالثقافات الغربية، والتوجهات الفكرية المختلفة، فأصبح مستوى دراستنا للغة العربية أكثر صعوبةً وتعمقًا، إذن فقد تحولت دراستنا ثمانين ومائةَ درجةٍ، من الحفظ المجرد للتعبيرات الجمالية في النصوص الشعرية إلى استخدام أذهاننا فيما هو أعمق وأنضج فكريًّا، والتحليل الأدبي المفصل والمدقق للفنون الأدبية المختلفة والمتنوعة، بناءً على التعليل المنطقي والبرهنة، فقد اتجهت أنظارنا وعقولنا إلى ما هو وراء ستار الرموز، حتى وصلنا بفضل الله تعالى ثم بفضل جهد أساتذتنا د. أحمد سلام و د. أحمد عبد الحميد المتواصل وعملهما الدؤوب إلى مستوى عالٍ من النقد الأدبي، وهما اللذان ظلا معنا منذ الصف الأول الثانوي وحتى الآن، واللذان دائمًا ما كانا يحرصان على تحصين كلِّ واحدة منا بالعلم النافع وأساسيات التحليل الأدبي، ممَّا عددناه عاملًا مميِّزًا لكلٍّ مِنَّا بين أفراد المجتمع مِن حولنا.
وهما يستحقان صراحةً خالص التقدير، حيث إنَّهما يعملان حاليًا على تعليم الطالبات في المراحل المبكرة وتمرينهن على مبادئ التحليل الأدبي وأسسه الأولية؛ عبر التقنيات الفنية وغيرها، وهذا ما سوف نراه جميعنا اليوم من خلال أربع ورقات عمل سوف تعرضها علينا اليوم طالباتٌ من المرحلة المتوسطة.
وبعد عملٍ وجهدٍ متواصلٍ على مدار ثلاثة أعوام تقريبًا، شمل إعداد ثلاثة بحوث وانعقاد مؤتمرين.. حتى الآن، كان التطور الفكريُّ لكلِّ طالبةٍ خلال تلك الفترة، وخاصةً في البحث الأخير مقارنةً بالأول واضحًا أشد الوضوح بفضل الله تعالى، ويسرنا أنْ نعرض عليكم اليوم في المؤتمر الثاني لنا (الثالث للمدرسة) ثلاث عشر ة بحثًا من بحوث طالبات الصف الثاني عشر بمدرستنا، جمعت تلك الأبحاث بين جدليات ومحاور فكرية عديدة، وكان العملان المشتركان بين تلك البحوث رواية "الشحاذ" لنجيب محفوظ ورواية "الرهينة" لزيد مطيع دماج، بينما تنوع العمل الثالث الذي يقف في مقارنةٍ مع هذين النصين من طالبة إلى أخرى ولكنه دائمًا من أعمال بريخت.
وأخيرًا وليس آخرًا طبعًا نود أن نشكر :
السيد الأستاذ الدكتور/ محمد أنور فرَّاج عميد الكلية
الأخت/ أنطونيا فهمي نائب الهيئة المالكة للمدرسة
السيد/ فرانك فايجند مدير المدرسة
أ.د. فوزي عيسى رئيس المؤتمر
أ.د. سالم عبد الرازق سليمان أمين عام المؤتمر
وتضم معهما اللجنة العلمية للمؤتمر.. د. أحمد المصري، وأ. عبد المنعم سالم..لهما منا عميق الامتنان..
أساتذتنا مقرري المؤتمر: د. أحمد سلام – د. أحمد عبد الحميد حامد فقد بذلتما معنا فائق الجهد في إشرافكما الأكاديمي على بحوثنا، ودربتنا على المنهجية البحثية بدأبٍ وأناةٍ– وأ. محمود رضوان إبراهيم الذي تكرَّم بمراجعة بحوثنا بدقةٍ قبل تقديمها للجنة العلمية..
نشكركم جميعًا على وقتكم الثمين وجهدكم وعملكم الذي يستحق التقدير كي يخرجَ هذا المؤتمر إلى النور ونأمل أن تسعدوا بعروض بحوثنا على حضراتكم بقدر ما نحن سعداء بحظوتنا بتلك الفرصة لحضور مؤتمرٍ أدبيٍّ كهذا؛ نراه في غاية الأهمية بالنسبة لكلِّ واحدةٍ منا.
ولا بُدَّ أنْ نتقدم بامتناننا البالغ لأسرنا الذي تجشموا عناءً بالغًا في مرافقة مسيرتنا البحثية الشاقة، وكم سهروا على راحتنا بمحبةٍ بالغةٍ.
شكرًا جزيلًا…
عن الباحثات/ مريم عمَّار، جنى الجارم، روان حازم