الحلم الاسرائيلى مابين الخيال والحقيقة 1-2
بقلم : حسام صبرى
ان ما تعيشة مصر الان من احداث على الساحة السياسية بشان مفاوضات سد النهضة والتعنت الاثيوبى بعدم التوصل لايجاد حلول مرضية للجانبين والمضى قدما للانتهاء من اعمال بناء السد رغم المعارضات الفنية للتصميم ومكان الانشاء من قبل الجانب المصرى سنتوقف عندها قليلا لنقوم بالتحليل السياسى لمجرى الاحداث . – ان فكرة انشاء وبناء سد النهضة الاثيوبى هى بمثابة دقات لطبول حرب من نوع جديد ومن لم يسمعها فهو أصم وهى حرب من اقوى الحروب منذ الحرب العالمية الاولى وحتى الان لانها حرب من اجل الحياة وهى حرب المياة ان عدم امتلاك أى دولة للماء والغذاء الكافى لاحتياج شعبها يعنى تهديد الامن القومى لتلك الدولة لان مقومات بناء الدولة من الامن العسكرى والامن الاقتصادى يعتمد على الامن الغذائى وعصب الأمن الغذائى هى المياة فأى اضرار او مخاطر تلحق بموارد المياة هى خط احمر لكيان الدولة ومن ثم يستوجب علينا ان نعى خطرة الحرب القادمة !! ان محاولات الصهيونية للحصول على مياة النيل هى احلامة قديمة منذ عهد (تيودور هيرتزل ) مؤسس الحركة الصهيونية عام 1903 بفكرة توطين اليهود فى سيناء واستغلال المياة الجوفية باراضى سيناء ثم قام بعد ذلك المهندس (اليشع ليكى ) والذى نشر فى جريدة معاريف عاريف عام 1978 والذى تحدث فية عن كيفية ايجاد الحل لمشاكل اسرائيل المائية وذلك على حد قولة باستغلال 1% من مياة النيل والتى تعادل 800مليون متر مكعب سنويا . كما دابت اسرائيل على امتلاك الاراضى الزراعية براس مال يهودى وقامة المشروعات فى دول اعالى حوض النيل ( أثيوبيا & والكنغو ) وقامت باعداد دراسات تفصيلية لكل من أثيوبيا & زائير & روندا 7 أوغندا لبناء سدود ومشروعات زراعية كما تفاعلت اجهزة الموساد على التوازى مع تلك الدول بزرع بذور التحريض للمطالبة باعادة النظر فى حصص المياة الخاصة بنهر النيل لكل دولة وجاء ذلك فى تقرير صادر من قسم لتخطيط بوزارة الخارجية الاسرائلية سمى ( معاقبة مصر ) فى حالة اذا استمرت فى تبنى موقف سلبى تجاة اسرائيل ان لاسرائيل مصالح استراتيجية فى دول حوض النيل وان اعادة توزيع المياة بين دول حوض النيل سيكون لة الاثر الايجابى لصالح اسرائيل وقام وزير الخارجية الاسرائيلى ليبرمان فى 11/9/2009 بعدة زيارات مكوكية لدول حوض النيل وفى 5/10 من نفس العام وافقت اسرائيل على انشاء ثمانية سدود لتخزين مياة النيل اربعة منها بتنزانيا وثلاثة بأوغندا وواحد ببروندى . ومن هنا ينكشف الغطاء عن المخطط الصهيو امريكى القذر لاستغلال مياة النيل و الحث على أثارة الفتن والمكائد بين دول حوض النيل مستغلا تراجع مصر عن دورها الرائد فى القارة الافريقية فى عهد مبارك وتجنبة الاندماج بأقامة مشروعات تعمير وتنمية مصرية مع دول حوض النيل للتواجد فى الساحة الافريقية ثم ماعاشتة مصر من احداث اثناء الثورة أدت الى االغياب عن الساحة الافريقية وبا التالى دول حوض النيل فعبثت اسرائيل كيفما شاءت وادى هذا العبث الى كارثة انشاء سد النهضة الاثيوبى والذى يعتبر من اهم واخطر التحديات التى تواجها الدولة المصرية وسوف نستعرض عدة سينوريهات مطروحة طبقا لاحداث الراهنة . السيناريو الكارثى : الاستسلام للامر الواقع لبناء السدود تحت الضغط الدولى وفشل جميع المفاوضات الدولية للخروج من هذة الازمة . وفى هذة الحالة ستفقد مصر حوالى اكثر من 25 % من حصتها المائية الحالية والتى لاتناسب اساسا مع الزيادة السكانية واعمال استصلاح الاراضى ومن ثم يجب البحث عن ايجاد بدائل لتجنب دخول مصر فى مرحلة الفقر المائى وما ينتج عنة من اضرار كارثية تلحق بالثروة الزراعية والحيوانية واستصلاح الاراضى وتبوير اكثر من مليونى فدان وانخفاض منسوب المياة فى بحيرة ناصر مما يودى الى الضرر البالغ با الثروة السمكية ونفوق الاسماك وانتشار الامراض والاوبئة نتيجة للعجز المائى بالاضافة الى الارتفاع الجنونى فى اسعار المواد الغذائية هذا بخلاف ما سيلحقة السد الاثيوبى من اضرار جسيمة فى مجال انتاج الطاقة الكهربائية والذى سيؤثر على امدادت الكهرباء فى مصر بنسبة 25% الى 40% والتاثير المباشر على قدرة السد العالى لانتاج الطاقة الكهرومائية نتيجة لانخفاض منسوب المياة با السد وطبعا نتيجة لذلك سيتاثر قطاع الصناعة فى مصر على مختلف مجالاتة تاثيرا مباشرا ويلحق بة ضررا بالغا كذلك ستتكبد الدولة نفقات هائلة لاقامة العديد من مشروعات اعذاب المياة لسد العجز فى الموازنة المائية وتغطية متطلبات الشرب والصناعة وهذا أمر لاتستطيع مصر أن تتعايش معه باى حال من الاحوال حيث سيؤثر بشكل واضح على الحياة الاقتصادية والاجتماعية فى البلاد ويمس حاضرها ومستقبلها بشكل مباشر . ولاحول ولا قوة الا با الله