راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

الحوار المجتمعي (1)

ملاك جمعة
ملاك جمعة

بقلم – ملاك جمعة :

في حين كانت نهاية التسعينات هى نهاية لقدرة الأجيال الكلاسيكية للقوى المدنية على تنوع اتجاهاتها في إبداع وإخراج أشكال متجددة من المقاومة والمعارضة للنظام السياسي القائم.. حيث أفنت ما يزيد على ثلاثة عقود في مقاومة شمولية وديكتاتورية ناصر والسادات ومبارك على تنويعاتهم المختلفة.. وكان النصف الثاني من التسعينات هو الميلاد الجديد لقوى الانتهازية المدنية وبزوغ أسماء بعينها توزعت على أحزاب المعارضة وقواها السياسية وأقامت روابطها مع النظام الأسبق البائد لتتحرك في المساحات التي سمح لها بالتحرك فيها.. تحت شعار «مالا يؤخذ كله لا يترك جله» فكان لتلك المظاهرات الانتهازية أسوأ الأثر على شكل القوى المدنية وأحزابها وقواها السياسية. وفي ظل احتدام حالة الإحباط والفشل والفقر المادي والحصار الأمني للقوى المدنية وأحزابها.. كانت قوى الدين المسيس في حالة انتعاش في ظل امتلاكها لتدفقات نقدية وتمويلية هائلة تأتيها من كل فج عميق سواء عبر تنظيمها الدولي الرابض في برلين ولندن أو عبر التمويلات القادمة للجمعيات الأهلية الدينية التابعة لها.. وكذا شبكة الاتصالات والعلاقات الجيدة مع النظام المترهل العجوز والدولة الرخوة التي أطلقت العنان لكافة الأنشطة الخاصة للجماعات الدينية التابعة لتيار الدين المسيس من إقامة زوايا ومستوصفات والتواجد الحي في العشوائيات والفقر المدقع، فوجد أرضية خصبة وقدرة على التمدد والرسوخ. وجاءت سياسات الفوضى المنظمة التي دعت إليها رايس وفي ظل دعم امريكي واضح وانضغاط وقبول للنظام الأسبق البائد أمكن لجماعة الإخوان أن تحظى في البرلمان بـ 88 مقعداً مما أعطاها ورقة ضغط للطنطنة والتعبير عن امتلاكها للشارع وأنها القوة السياسية الوحيدة المنظمة.. وتلك الدعاية دأبت على ترويجها منذ منتصف التسعينات على كافة المحافل السياسية والبحثية الأمريكية والغربية وأملتها بصلف على القوي السياسية المدنية. فلما حدث انفجار 25 يناير كانت الأجيال الكلاسيكية للقوى المدنية تمارس نشاطها بالطرق البالية فلم تفطن لأجيال شابة تكونت عبر العقد والنصف الماضي في ظل الحداثة والعوالم المفتوحة.. أجيال لم تتأسس على تلك الخلفيات الفكرية النافذة لأعماق تاريخ الوطن والدولة الحديثة..
ولكنها أجيال تنتمي لحقوق الكرامة والحياة والمعرفة والمعلومات وحق الإنسانية والاقتسام والمشاركة.. فجاءت ثورة يناير عاصفة ومفاجئة للجميع.. للنظام البليد المترهل العاجز.. وللقوى المدنية الغارقة في إحباطها وأيضاً لقوى الدين المسيس التي استطاعت سريعاً أن تعيد تصدير طنطنتها الكاذبة للخارج وبحسها التآمري التاريخي الواسع الراكض خلف كل مستبد وذلك هو تاريخ البنا وخلفائه من التحالف مع فؤاد وقارون وصدقي إلى التحالف مع الضباط الأحرار في مواجهة القوى الديمقراطية إلى التفاهم والتفاوض مع نظامي السادات ومبارك..
فكانوا الأسرع والأخف في الولوج إلى داخل المجلس العسكري السابق وأن يلقوا بظلهم على كافة السياسات والإجراءات التي أنتجتها المرحلة الانتقالية في ظل ترحيب وتأييد ودعم أمريكي.. وكانت الانتخابات أولاً وما تلاها من كوارث. في تلك المرحلة تم بث وترويج أكبر كمية من الأوهام وفقاقيع الهواء.. ألم يكن هناك الحوار الوطني.. مؤتمر الوفاق الوطني.. مجلس استشاري.. حوارات مجتمعية قادها د. حجازي ود. الجمل.. ألم يكن هناك ائتلافات ثورية وحركات شبابية (جبهة شباب الثورة جناح عبد الرازق عيد – جبهة اتحاد الطلاب الديمقراطية – تكتل الجمهورية لدعم الثورة – اتحاد المناطق الشعبية – شباب 25 يناير بمحافظات الغربية وحلوان – الكتلة الليبرالية – ائتلاف ثورة مصر الحرة – طارق زيدان – تحالف ثوار مصر محمد عبد الجابر – لجنة الإغاثة الميدانية – حزب شباب التحرير – مجلس أمناء الثورة – ائتلاف الوعي المصري وطبعاً 6 ابريل بأجنحتها المختلفة «ماهر – الخولي – عمرو عز» – تحالف ثوار مصر.. إلخ) وبغض النظر عن توجهات ائتلافات وتحركاتها بالتوازي مع امتناع أو قبول جماعة الإخوان.. فإن كل هذا كان قبض الريح!!

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register