الخروج من الأزمة
بقلم: ملاك جمعة
لقد قامت ثورة يناير لتصحح أوضاع خاطئة وذلك لعدم تكافؤ الفرص والعدل والمساواة والثورة تقوم بها الشعوب لسقوط أنظمة ظالمة ،ولكن المهم لكي تكتمل الثورة أن يكون معها ثورة سلوك لكي يعرف كل ما عليه قبل ما له وبدون ثورة سلوك تسقط أشياء كثيرة، وهذا ما حدث بعد 18 يومًا من 25 يناير من حرائق منشآت مثل المجمع العلمي هجوم لوزارة الداخلية وهذا يرجع لعدم ثقافة أبناء الأمة بمفاهيم كثيرة ومنها حرية التعبير والتظاهر لعدم وجوده منذ سنين طويلة لم تنشر فيها ثقافة الوعي السياسي بالمفهوم الصحيح، وأجمل ما في 25 يناير هو فقط تلاحم كل الأطياف من مسلمين وأقباط عند بداية الثورة.
ولكن جاء اليوم العظيم 30 يونيه ( إرادة شعب ) لم يحرق فيها أي شيء بل على العكس ملحمة من أجمل الملاحم توحد الشعب والجيش والشرطة تحت شعار إيد واحدة أي نعم كان لها مؤيد ومعارض ومن حق أي مواطن أن يعبر عن رأيه وحرية التظاهر مكفولة للجميع ولكن ماذا بعد انقسام في كل الميادين تحرير رابعة، واشتباكات في كل أنحاء مصر ونتج خلالها سقوط قتلى من الشرطة والجيش ومتظاهرين لا ذنب لهم سواء مؤيد أو معارض ونود أن ننوه لشيء مهم ليس المتواجدون هم المؤيدون والمعارضون فقط بل كلنا يعلم بوجود أطراف أخرى ومنهم من لا يريد استقرار الوطن وعملاء من الغرب لافتعال المشاجرات والانفجارات من هنا وهناك سواء من تحرير أو رابعة حتى يتهم كل منهما الآخر ويقتتل المصريون بعضهم البعض ولا ننكر مع وجود قيادات أي كانت التي تحض على العنف ووضع المتظاهرين سواء نساء أو أطفال في المقدمة لاستفزاز مؤسسات الدولة.
يا شعب مصر والمتواجدين في كل الميادين انتبهوا من الخطر القادم ولا تنسوا أنكم أبناء وطن واحد في التحرير من الممكن أخوه عمه خاله في رابعة العدوية شيء محزن الوطن تقطع أوصاله بأيدي أبنائه ولا يبالون بدموع الوطن التي تتساقط على الأرض.
يا شعب مصر كم من الأوطان سقطت حولنا بسبب الصراعات والخلافات إن ما يحدث الآن ما هو إلا تقديم الوطن وأصحابه للأعداء ولكي يتم بناء الوطن والأمن الذي هو شريان الحياة لابد من المصالحة والتوافق وكم من أصوات عاقلة دعت إليه ولكن بعضًا منهم رفض وطالب بالحساب والقصاص أولًا إذا كنا جادين ونحب وطننا أن ندعو للم الشمل ويوجد أحد الحلول نختار منهم. الامتثال بنبي الأمة عند فتح مكة ورغم ما عاناه من ظلم واضطهاد وتمثيل لجثة عمه الحمزة وأصحابه ورغم ذلك كان رده العفو والسماحة وليس من منطلق الضعف ولكن كقدوة تمتثل بها الأمة فيما بعد وأيضًا للإعداد لبناء الدولة والإنسان أما في حالة تصميم الرأي المعارض للحساب والقصاص ولكي نخرج من هذه الأزمة التي قد تعصف بالوطن يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا وعادلين بما يرضاه الله عمل الآتي:
1- إعادة محاكمات ما بعد ثورة 25 يناير والمتسببين في حرق المجمع العلمي وعلى القوات المسلحة بالعباسية مع محاكمة الجميع حتى هذه اللحظة لكي نكون عادلين بلا استثناء.
2- استعمال القانون على الجميع أي من التيارات السياسية والدينية والبلطجية والمأجورين والمحرضين بداية من 25 يناير حتى الآن.
3- عدم إقصاء أي فصيل أو تهميشه ( شركاء الوطن ) .
4- عدم استخدام الإعلام لغة الهجوم بكل أجهزته سواء كانت مرئية أو سماعية مع أي من الفصائل.
5- عدم الملاحقة من كل الأجهزة المعنية حتى لا تأخذ صورة وانطباعًا للعودة للماضي من جهة التيارات الدينية ( شباب الإخوان ) .
6- احتضان المجتمع لكل الفصائل حتى لا يستقطب من الأعداء.
7- الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين فيما عدا القضايا التي تحث على التحريض والقتل والكراهية أي كانت من التيارات السياسية والحزبية والدينية والموجودة في كل الميادين.