راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

الخيارات الصعبة للإسلاميين بعد عزل الدكتور مرسي

ناجح إبراهيم
ناجح إبراهيم

 

 

بقلم د/ ناجح إبراهيم:

–        بات في حكم المؤكد أن السلطة قد ضاعت من الإسلاميين وأن عودة د/ مرسي أصبحت في حكم المستحيل.. فما هي الخيارات المتاحة أمام الحركة الإسلامية الآن لاستعادة الشرعية المفقودة .

–        الحقيقة إن الخيارات المتاحة قليلة وتنحصر في الأتي:-

–        أولا ً: الخيار الجزائري "أو خيار العنف والدم":

–         وقد انتهجته جبهة الإنقاذ الجزائرية وحلفائها الإسلاميين بعد أن ألغي الجيش الجزائري نتائج الانتخابات البرلمانية 1992م  التي اكتسحتها الجبهة وعزل الرئيس بن جديد .. وقد خلف هذا الخيار 100 ألف قتيل و 180 ألف جريح " تأمل الأرقام جيدا ً" معظمهم من المدنيين الأبرياء.. وظهرت جماعات تكفيرية تستبيح دماء وأعراض الجزائريين البسطاء في القرى والجبال وحشر كل الإسلاميين حشرا إلي السجون .. ورغم هذا الثمن الباهظ  .. فإن الشرعية لم تعد .. ولا الشرعية طبقت.. ولا الدماء حقنت .. ولا الدعوة بقيت.. ولا الجزائر تقدمت .. ولكن هذا الخيار جاء بكل المفاسد وضيع كل المصالح.. ولم يحفظ الموجود من الشريعة ولم يأت بالمفقود منها .

–        ثانيا ً: خيار أربكان أردوغان:

–        اختير الدكتور مهندس أربكان رئيسا ً لوزراء تركيا بعد انتخابات نزيهة .. ولم يكن له عهد بالسياسة والحكم من قبل .. ولم يكن من رجالات الدولة .. ولكنه كان أكاديميا ً من الحركة الإسلامية التركية الوليدة .. ولم يتفاعل مع الأحزاب السياسية التركية الأخرى أو تتفاعل معه  .. ولم يبدأ بحل مشكلات رجل الشارع التركي .. أو يتفاعل مع المنظومة الإقليمية والدولية لتركيا .. كان يريد حكم تركيا بمنظومة حزبه الإسلامي.. لم يفقه سنة التدرج كسنة كونية ماضية .. فقد بدأ بفكرة إعادة الخلافة العثمانية وأراد الانفتاح علي العالم العربي والإسلامي الذي لم يتجاوب معه.

–        لم يشعر بالمواطن التركي ولم يبدأ بقضاياه .. وعاش في قضايا غير قضاياه الحياتية.. أراد أن يحكم تركيا بفكر إسلامي لم يتهيأ له المواطن التركي ولا الأحزاب التركية .. انقلب عليه الجيش التركي.. ترك الحكم وكون حزباً آخر لم ينجح أيضا ً.. سجن خمس سنوات.

–        جاء شاب واعد اسمه أردوغان رأي أن طريقة أربكان خاطئة فقام بمراجعة شاملة لأخطاء مرحلته .. لم يعتمد نظرية المؤامرة وأدرك أن المؤامرة موجودة ولكنها لا تحرك الكون .. لا تصنع نصرا ً أو هزيمة لأحد .. أدرك أن أي جماعة أو حزب مهما كانت قوته في الشارع لا يستطيع ابتلاع الدولة .. أيقن أن الدولة أبقى من الجماعة والحزب

–        قاد الدولة بعقلية الدولة وفقهها ولم يقدها بعقلية وفكر الجماعة أو الحزب .. بدأ بالوصول إلي الإنسان التركي البسيط فحقق كل طموحاته المعيشية البسيطة .. أدرك أن هذا هو الأهم والأبقى والذي سيجعله يتربع علي عرش القلوب دائما ً سواء ً كان في السلطة أم خارجها .

–        لم يحاول أن يأخذ كل شيء فيفقد كل شيء .. تحالف مع الجميع .. تعاون مع الجميع .. حل كل المشكلات مع الجميع فكسب الأصدقاء .. وحول الأعداء والخصوم مثل الأكراد إلي أصدقاء .. لم يربط  نفسه بخطاب ديني متشدد يطلقه دعاة بعضهم يحمل فكرة التكفير أو يطلق خطاب الاستعلاء والاستعداء .. أطلق خطابا ً وسطيا ً متدرجا ً متسامحاً .. نجح فيما فشل فيه أربكان .

–        ألستم معي في أن هذا الخيار أفضل وأيسر بكثير من إراقة دماء أبنائنا من أجل إعادة اللبن المسكوب إلي الكوب مرة أخرى.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register