الأهلي يسير بأمجاد الماضي والزمالك يترنح والإسماعيلي "موزون"

كتب : أحمد علي

الدوري المصري المسابقة الأهم والأشهر في مصر . دوري الأضواء والشهرة والذي يقام هذا العام في ظروف استثنائية فالمسابقة أقيمت بعد عدة قرارات متفاوتة .. وبعد تضارب المواعيد أكثر من مره يتم الإعلان عن بدء المسابقة ثم التراجع حتى أن الجميع فقد الأمل في أن تقام المسابقة هذا الموسم إلا أن تعليمات سيادية عليا كانت وراء الإصرار على إقامة المسابقة وتحدي كل الظروف والأحداث.

 ووصل الأمر إلى أن طلب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أن تقام المسابقة وذلك بعد إصرار أيضا من الكابتن طاهر أبو زيد وزير الرياضة  إلا أن القرار كان إقامة المسابقة على أن تقام جميع المباريات دون حضور جماهيري فالمسابقة باتت أقرب للسرية والمباريات أصبحت كالتدريبات فالجمهور هو عصب كرة القدم وهو العنصر الأهم.

 والهدف الرئيسي الذي أقيمت من أجله مسابقات كرة القدم هو إمتاع الناس .. وبعد  مرور خمسة أسابيع على بدء المسابقة توقف قطار الدوري لدواعي أمنية وتم تأجيل مباريات الأسبوع السادس لدواعي أمنية بسبب الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير وجاء التوقف المفاجئ ليربك الخطط والبرامج التدريبية للمديرين الفنيين مما يؤثر بالسلب على المستوى الفني للمسابقة .

ولكن كان هناك بعض المستفيدين من هذا التوقف فهناك فرق قامت بإقصاء المدير الفني لها وتعيين مدير فني جديد وجاء التوقف بكل تأكيد في صالح هذه الأندية وذلك حتى تستطيع ترتيب الصفوف وعلاج السلبيات التي ظهرت خلال المباريات المنقضية  .

ولعل من أبرز هذه الأندية هو نادي الزمالك الذي أقدم على تجربة جديدة من نوعها ربما تحدث لأول مرة بالملاعب المصرية وفاجأ الزمالك الجميع بإعلان التعاقد مع النجم أحمد حسام ميدو ليس كلاعب ولكن كمدير فني للفريق وجاء التعاقد مع ميدو خلفا للكابتن حلمي طولان وذلك بعد أن لعب الفريق 4 مباريات فاز في مبارتين وهزم في واحدة أمام الإسماعيلي وتعادل في آخر لقاء مع حرس الحدود .

ويحظى ميدو بشعبية عالية بين جمهور الزمالك لما له من تاريخ مشرف كلاعب صال وجال بالملاعب الأوروبية ويرى فريقا آخر أن طولان كان يستحق فرصة أخرى والبقاء لفترة أطول مع الفريق ولكنه قرار يستحق أن يوصف بالجرئ لمجلس إدارة نادي الزمالك .

ولم يكن طولان هو الضحية الوحيدة ولكن انضم إليه صبري المنياوي الذي كان يتولى تدريب نادي المصري البورسعيدي والذي قام مجلس إدارة المصري  بإقالته عقب الهزيمة من الإسماعيلي في الأسبوع الخامس وتذيل المصري مجموعته ولكن منذ الأسبوع الأول والكل في بورسعيد يتحدث عن إقالة صبري المنياوي وفتح مفاوضات مع جهاز فني آخر في محاولة لإحراج الجهاز الفني لتقديم استقالته إلا أن المنياوي أصر على عدم الاستقالة حتى يكون له الحق في الحصول على مستحقاته كاملة بالإضافة للشرط الجزائي وتعاقدت إدارة المصري مع محمد صلاح ليتولى الإدارة الفنية للفريق .

ومدينة المحلة تعاقد فريق غزل المحلة مع المدير الفني غانم سلطان  خلفا للمخضرم فاروق جعفر الذي تعاقد مع الاتحاد المصري لكرة القدم ليتولى منصب المدير الفني لإتحاد الكره . هذا المنصب الذي كان يشغله الراحل محمود الجوهري ووصل التغيير أيضا إلى نادي الرجاء الصاعد حديثا للدوري الممتاز وأقال أيمن المزين المدير الفني وقام بتعيين خالد عيد نجم المحلة السابق مديرا فنيا للفريق ..

أما من الناحية الفنية فالأهلي يتصدر المجموعة الأولى وكالعادة الأهلي حتى وإن تأثر فنيا باعتزال أبرز نجوم الفريق اللاعبين  محمد أبو تريكة ومحمد بركات وإصابة حسام عاشور إلا أن الأهلي يعرف جيدا كيفية تحقيق الانتصار والمحافظة على القمة ويأتي في المركز الثاني فريق سموحة بقيادة المدير الفني القدير الكابتن حمادة صدقي ويقدم سموحة مستوى متميز وأداء راق .

 وفي المجموعة الثانية يغرد الاسماعيلي منفردا بالقمة وعلى الرغم من رحيل العديد من نجوم الفريق عنه إلا انه يبقى دائما محتفظا بتقديم الكرة الجميلة وكعادته يساهم في صنع نجوم جديدة كل موسم فهداف الدوري هو مهاجم الفريق جون انطواي برصيد 5 أهداف وقد أيضا اللاعب الموهوب إبراهيم حسن صاحب أجمل هدف بالمسابقة حتى الآن وهو هدف الفوز على الزمالك وللاعب هدف آخر في مرمى المصري البورسعيدي.

 ويأتي فريق بتروجيت بقيادة المدير الفني الخلوق مختار مختار في المركز الثاني . ويستحق نادي القناة صاحب المركز الثالث لقب الحصان الأسود عن جداره واستحقاق فقد استطاع أن يقدم أداءً ممتازا ونتائج جيدة .واللافت للنظر هذا الموسم هو الأداء الجيد للحكام في ظل استمرار الكابتن عصام عبدالفتاح رئيس لجنة الحكام في سياسة الدفع بالوجوه الجديدة .

 حاولنا استطلاع رأي بعض خبراء كرة القدم ومدربي الأندية للوقوف على الوضع الحالي بالدوري المصري .

في البداية يقول الكابتن مختار مختار المدير الفني لفريق بتروجيت أن البدايات دائما ماتكون صعبه ولكن المستوى العام للدوري حتى الآن جيد في ظل عدم انتظام المسابقة أو اكتمالها منذ 3 سنوات.

تابع : بالطبع التوقفات المفاجأة تؤثر بالسلب بشكل كبير جدا وهذا الأمر يغضب جميع المديرين الفنيين ولكن في النهاية لابد لنا أن نتقبل الأمر فالأوضاع في البلد غير مستقرة ومصر هي الأهم .

 ويضيف مختار: أعتقد أن المسئولين عن المنتخب القومي معذورين للغاية لأن كثرة التوقفات لا تساعدهم على الإطلاق وأكثر شيء يحزنني هو إقامة المباريات بدون جماهير فكرة القدم دون الجمهور مثل الطعام دون الملح والبهارات ويضيف مختار بخصوص فريق بتروجيت لعبنا خمس مباريات حتى الآن وجاء الآداء جيد ومرضي لدينا بعض القصور والسلبيات ولكن نعمل على علاجها واستغلال فترة التوقف .

أما الكابتن صبري المنياوي الذي كان يتولى تدريب فريق المصري حتى آخر مباراة قبل التوقف فيقول : المسابقة لم ترق بعد للمستوى المعهود ولكن مع الانتظام سوف يتحسن الآداء .

ويضيف المنياوي أن التوقفات وتأخير بدء المسابقة كان لها العديد من الآثار السلبية على كل الفرق ولكن المصلحة العامة أهم وكل شيء يهون في سبيل مصر .

 وعن تجربته مع المصري يقول المنياوي لقد استفدت كثيرا من تدريبي للمصري ولكن للأسف لم ألقى الدعم الكامل من الإدارة التي كانت تتدخل في أشياء كثيرة هي ليست بأشياء فنيه ولكنها من اختصاص المدير الفني .

ويقول الكابتن حمادة صدقي المدير الفني لفريق سموحة الأهم أن النشاط الرياضي بدأ وعادت مسابقة الدوري للحياة مره أخرى وأهم شيء أن تستمر المسابقة ولا يتم إلغاؤها مثل السنوات الماضية ويضيف صدقي من الأشياء غير الجيدة ابتعاد الجمهور الذي جعل التدريب أفضل من المباريات  بالإضافة للإيقافات المفاجئة والتي تأتي بنتائج عكسية على كل الفرق وأتمنى أن تعود المسابقة في الموسم القادم لسابق عهدها .

 وعن فريق سموحة يقول صدقي الخطوات جيده وسموحة يسير بخطى ثابتة وأتمنى استمرار هذه الروح التنافسية .

ويقول الكابتن طارق يحيى المدير الفني لفريق مصر الدوري بدأ  والآداء جيد ونتمنى الاستمرار ولكن نخشى أن يتم إلغاء المسابقة بسبب مايحدث من ظروف ويضيف يحيى أن الإيقافات المفاجئة للمسابقة تربك حسابات أي مدرب ولو أحضرنا أفضل مدرب في العالم فمن الصعب أن يعمل في ظل هذه الظروف لكن مصر فوق الجميع وهي الأهم .

وعن فريق مصر المقاصه يقول يحيى الأداء جيد حتى الآن ولابد ألا نغفل أن الفريق كان معرض للهبوط الموسم الماضي ولعبنا حتى الآن 4 مباريات وللأسف كلها خارج الملعب وهذه مشكلة أعاني منها ويضيف يحيى طموحي مع الفريق هذا الموسم هو الوصول للمربع الذهبي ولا أريد أن أقسو على اللاعبين وأطلب منهم أكثر من ذلك .

وعن تعاقد الزمالك مع ميدو يقول يحيى: أتمنى لميدو التوفيق فهو لاعب كبير ولعب لأندية كبيرة وتعامل مع مديرين فنيين على أعلى مستوى ولديه خبرات كبيرة جدا وأنا سوف أكون داعما له وأحضر التدريبات من أرض الملعب .

ويقول الكابتن أحمد العجوز المدير الفني للنادي الاسماعيلي هناك العديد من الفرق الجيدة بالمسابقة ومع الاستمرار يتحسن الآداء ويظهر المستوى الحقيقي لكل فريق .

وعن تجربته مع الإسماعيلي وتصدره لقمة مجموعته يقول العجوز البداية كانت مبكرة مع الكابتن محمد وهبه ثم الكابتن شوقي غريب وكانت الاستعدادات جيدة وأتمنى أن نستمر.

 ويضيف العجوز نفتقد إلى جمهورنا بكل تأكيد ولكن نحن نريد عودة الجمهور الحقيقي الذي يتابع كرة القدم من اجل المتعة فقط ويضيف العجوز أن كل الأندية تعمل في ظروف استثنائية وعلينا جميعا تقبل أي شيء لأن المصلحة العامة أهم من أي شيء .

ويقول الكابتن خالد القماش المدير الفني لفريق اتحاد الشرطة أن المسابقة بدون الجمهور بلا روح ولكن الآداء يزيد ويتحسن من مباراة لأخرى ومع مرور الوقت ويضيف القماش أن إيقاف الدوري يؤثر بالسلب كما تؤثر العودة أيضا بالسلب فعندما تصل لمستوى معين ويتم إيقاف المسابقة بكل تأكيد تتأثر سلبيا وعندما تعود المسابقة نلعب مباراة كل ثلاثة أيام واللاعب المصري غير معتاد على اللعب كل ثلاثة أيام وبالتالي يحدث نوع من الإرهاق وتزداد الإصابات.

 ويضيف القماش أن من ابرز لاعبي فريق الشرطة حتى الآن وأرشحهم للمنتخب خالد قمر وأحمد دويدار ويضيف القماش لقد تعاقدنا مع محمد محسن أبوجريشه وأحمد الجمل لتدعيم الصفوف في فترة الانتقالات .

أما الكابتن عصام عبدالفتاح رئيس لجنة الحكام وعضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم فيقول: نسير بخطى ثابتة ونحاول أن يكون لدينا تحكيم متميز وإعداد حكام للمستقبل ونعمل من الآن لكأس العالم 2018 حتى يكون لدينا وقتها طاقم تحكيم عالمي .

ويضيف عبدالفتاح: لقد تأخرت مصر تحكيميا ومنذ فترة لم نر حكما مصريا  في بطولات كأس العالم وذلك كان بسبب تهميش دور الحكم المصري والاستهانة به وبحقوقه ولكن وضعنا أسس لتطوير التحكيم في مصر ونحاول اكتشاف وجوه جديدة وكل الأمور تسير بشكل جيد ورغم كل الظروف التي يعاني منها الاتحاد إلا أنه تم إنفاق سبعة ملايين ونصف المليون في الموسم الماضي وهذا يعتبر أكبر مبلغ تم صرفه في تاريخ التحكيم المصري.

 ويتابع عبدالفتاح: منذ أن توليت لجنة الحكام ولم يأتي حكم أجنبي إلى مصر فبعد الثورات العظيمة التي شهدتها البلاد يجب أن نبتعد عن كل ماهو أجنبي ونتعلم من مبادئ الثورات وندافع عن كل ماهو مصري ولكني أرحب بالتعاون مع الأشقاء العرب وتبادل الحكام .