الرضاعة الطبيعية..10 إرشادات هامة لصحة الأم والطفل والمجتمع
"الرضاعة الطبيعية تتسبب في إفراز هرمون الأوكسيتوسين، المسؤول عن الحب وتشكل العاطفة والتوازن العاطفي للمرأة بعد الولادة العنيفة، وهو ما يقي الأم الاكتئاب ويقوي غريزة الأمومة ويعيد الأعضاء التناسلية إلى وضعها الطبيعي بعد الولادة". هذا ما يؤكده أخصائي التغذية الدكتور جميل القدسي، في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".
ويعكس ذلك، والكثير من الفوائد الأخرى، أهمية الرضاعة الطبيعية، التي أثبتت الدراسات الطبية، القديمة منها والحديثة، فوائدها الجمة للأم والرضيع على السواء.
وعلى رغم إدراك جميع الأمهات لهذه الفوائد، إلا أن كثيرات منهن يلجأن عادة إلى الخلط بين الرضاعة الطبيعية والصناعية، كما أن أخريات، وبسبب بعض الشائعات حول الرضاعة الطبيعية، يحاولن تجنبها بالكامل، وهو ما يعرضهن وأطفالهن لمشاكل صحية عديدة.
وعلى رغم الاتجاه العالمي لتشجيع الرضاعة الطبيعية، إلا أن أموراً أخرى تعرقل ذلك، من قبيل الالتزامات العديدة على عاتق المرأة، بخاصة في ظل اتجاه الكثير من النساء إلى العمل خارج المنزل، إضافة إلى الدعاية الكبيرة لمنتجات شركات الحليب وأغذية الأطفال، التي عادة ما تبرز الإيجابيات وتتغاضى عن السلبيات لهذه المنتجات، وهو ما يبرر كثرة الحملات الوطنية في عديد من الدول لتشجيع الرضاعة الطبيعية، ومنح الأم المرضعة امتيازات مالية وغيرها.
منظمتا الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أصدرتا أخيراً إرشادات من عشرة بنود بهدف تعزيز أسلوب الرضاعة الطبيعية في المرافق الصحية المتخصصة بتقديم خدمات الأمومة والطفولة، إذ تشير المنظمتان إلى أن إرضاع المواليد عامين كاملين، سيسهم في إنقاذ أكثر من 820 ألف طفل سنوياً دون سن الخامسة.
الإرشادات تؤكد على ضرورة إرضاع الطفل بشكل طبيعي خلال الأشهر الستة الأولى دون إدخال أية أغذية تكميلية، ومع ضرورة استمرارها لمدة عامين أو أكثر، إذ تشير المنظمتان إلى أن ذلك يؤدي إلى حماية الطفل من أمراض الطفولة، كونه يمنحه جميع عناصر التغذية واحتوائه على مضادات الأمراض الشائعة.
كما تؤكدان على الفوائد التي تعود على الأم المرضعة، من ضمنها أن الرضاعة الطبيعية تمثل وسيلة تنظيم للنسل خلال الأشهر الستة الأولى بنسبة 98 في المئة تقريبا، إضافة إلى أنها تقلل من نسبة الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، وتحد من البدانة وتساعد على عودة النساء إلى الوزن الطبيعي قبل الحمل.
كما تعود الرضاعة الطبيعية بفوائد على الطفل على المدى الطويل، إذ أثبتت دراسات علمية أنها تسهم في تحقيق الصحة الجيدة مدى الحياة له، وتساعد على الوقاية من السمنة المفرطة ومرض السكر، وهو ما أكدته دراسة سابقة نشرت في مجلة "جاما" للطب الداخلي، وجدت أن الرضاعة الطبيعية لمدة تزيد عن ستة أشهر تقلل مخاطر إصابة الأمهات بداء السكري إلى النصف، ويعتقد العلماء بأن بعض هرمونات الرضاعة الطبيعية لها تأثير على خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين.
وبحسب إرشادات "الصحة العالمية" و"اليونيسف"، فإن الأغذية التكميلية لا تحتوي على الأضداد الموجودة في لبن الأم، وأن الإرضاع يسهم في استمرار إدرار الحليب، في حين التوقف عنه لفترة ثم العودة إليه، يؤدي إلى شح في إنتاج الحليب.
وتدعو إرشادات المنظمتين الدوليتين إلى الحد من تسويق بدائل لبن الأم، من خلال إرفاق إرشادات بها تشدد على أهمية الرضاعة الطبيعية والمخاطر الصحية للبدائل، كما تدعو المنظمتان إلى عدم منح الأمهات والعاملين في المراكز الصحية أية عينات مجانية أو مدعومة.
الإرشادات تشدد على توفير مرشدين مؤهلين لدعم الأمهات الجدد وتشجيعهن على الرضاعة الطبيعية، كما تحث المنظمتان الأمهات على مواصلة الإرضاع في أماكن العمل، وأخيراً التدرج في إدخال المكملات الغذائية، منذ الشهر السادس، مع ضرورة الإبقاء على الرضاعة الطبيعية بنفس المستويات قدر الإمكان.
وفي دراسة برازيلية شملت 3500 طفل ونشرتها مجلة "ذا لانسيت غلوبال هيلث"، اكتشف الباحثون أن ذكاء الطفل يرتبط بمدى حصوله على رضاعة طبيعية كافية، كما أن فوائد الرضاعة الطبيعية لا تقتصر على تحسن صحة الأم والطفل، وإنما تسهم أيضا في تخفيض تكاليف الرعاية الصحية على الأسر والحكومات، من خلال الحد من انتشار الأمراض وتفشي الأوبئة، بسبب زيادة المناعة والقدرة على المقاومة.
نقلاً عن "شبكة الحياة الاجتماعية"