راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

السجين والزنزانة!

بقلم: العميد محمد سمير

كان أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر محكوم عليه بالإعدام فى سجنه فى جناح القلعة، ولم يتبق على موعد إعدامه سوى ليلة واحدة.

وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يُفتح ولويس يدخل عليه مع حراسه ويقول له:

سأعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجو!.

هناك مخرج موجود في زنزانتك بدون حراسة، إن تمكّنت من العثور عليه يمكنك الخروج والنجاة بحياتك.. وإن لم تتمكّن فإن الحرّاس سيأتون غدًا مع شروق الشمس لأخذك لتنفيذ حكم الإعدام.

غادر الحرّاس الزنزانة مع الإمبراطور بعد أن فكّوا سلاسله وبدأت المحاولات.. وبدأ يفتّش في الجناح الذي سُجن فيه ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحة مغطّاة بسجادة بالية على الأرض وما أن فتحها حتّى وجدها تؤدّي إلى سلّمً ينزل إلى سرداب سفلي ويليه درج آخر يصعد مرة أخرى وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بثّ في نفسه الأمل، إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض لا يكاد يراها.. ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح، فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه وما إن أزاحه إذا به يجد سردابًا ضيّقا لا يكاد يتّسع للزحف، فبدأ يزحف إلى أن بدأ يسمع صوت خرير مياه وأحس بالأمل لعلمه إن القلعة تطل على نهر لكنّه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها.

وهكذا ظلّ طوال اللّيل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مرة من هنا ومرة من هناك وكلّها توحي له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل.

و أخيرًا انقضت ليلة السجين كلها ولاحت له الشمس من خلال النافذة، وهنا وجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له:

أراك لا زلت هنا!!.

فقال السجين: كنت أتوقع أنك صادق معي أيها الإمبراطور!.

قال له الإمبراطور: لقد كنت صادقًا.

سأله السجين: لم اترك بقعة في الزنزانة لم أحاول فيها، فأين المخرج الذي قلت لي؟!.

قال له الإمبراطور:

لقد كان باب الزنزانة مفتوحًا وغير مغلق!.

سبحان الله.. صعوبات كثيرة فى حياتنا من الممكن أن يكون حلها بسيطًا جدًا إذا أدركنا أن الله سبحانه وتعالى أرشدنا ألا نستصعب أى شىء فى هذه الحياة وأن نهون الأمور على أنفسنا "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها".. فواحد من أهم القوانين التى يجب أن نقف عندها كثيرًا لفهم واقعنا بشكل أفضل، ذلك الذى يقول:

"لا تدع الأشياء التى ليس لك يد فى تغييرها، تأخذك من الأشياء التى تستطيع أن تغيرها".

فكر دائمًا فى الأمور بشكل بسيط ولا تسجن نفسك داخل طريقة تفكير معقدة، لأنه كثيرًا ما يكون الحل أمامك ولكنك لا تراه بسبب طريقة تفكيرك.. لا تحاول تغيير سنن الحياة يا صديقى لأنها قوانين إلهية باقية إلى يوم الدين.. فقط استعن دائمًا  بالله، وجرب أن تفهمها بشكل مختلف.

تعلمت طوال حياتى عندما كنت اصطدم بمشكلة صعبة وأبدأ فى التفكير فى الحلول، أن استحضر فى ذهنى فورًا نموذج حرب أكتوبر المجيدة.. وأضع أمام عيني كيف استطاعت القوات المسلحة آنذاك أن تتغلب بأفكار سهلة وبسيطة على جميع الصعوبات والتحديات التى كانت تبدو مستحيلة فى جميع العلوم العسكرية.

ثق أن كل شىء جميل ورائع يكمن فى بساطته.. لأن البساطة والثقة بالله هما مفتاح السعادة ومفتاح كل الحلول فى هذه الحياة الدنيا.

نقلًا عن فيتو

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register