السلفيون من لجان الاقتراع« جميعاً خلف القيادة لاستكمال طريق الإصلاح»
ظهر حزب «النور» أكبر الأحزاب السلفية في مصر، بشكل لافت جداً خلال الاقتراع الرئاسي الذي تشهده مصر، وساهم في حشد أعضاء الحزب للتصويت في الانتخابات ورفض دعوات المقاطعة. كما نظم الحزب عدداً من الفعاليات والمسيرات النسائية، التي حثت على ضرورة المشاركة في الاقتراع.
وقال النائب أحمد خليل، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور بمجلس النواب (البرلمان)، إن «الهدف مشاركة كبيرة في الانتخابات، وهي رسالة للخارج بتماسك الدولة ومؤسساتها، وبأن الجميع خلف القيادة لاستكمال طريق الإصلاح»؛ مضيفاً أن «احتشاد أعضاء (النور) والدعوة السلفية الذي ظهر أمام اللجان خلال اليومين الماضيين للتصويت، هو واجب وطني ورسالة للجميع في الداخل والخارج، لتأكيد أن حزب النور يؤدي دوره الوطني للنهوض بمستقبل مصر».
وقال مراقبون إن «السلفيين لم يستجيبوا للفتاوى المتطرفة التي أطلقها عدد من الدعاة المحسوبين على (الإخوان)، وعلى رأسهم الداعية وجدي غنيم (هارب)، الذي أفتى قبل يومين بحرمة المشاركة في الانتخابات؛ بل وكفر المشاركين فيها».
وأدلى قيادات التيار السلفي، وعلى رأسهم الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، وعبد المنعم الشحات، متحدث الدعوة، ومصطفى دياب عضو مجلس الشيوخ بالحزب، بأصواتهم في الإسكندرية، بينما أدلى رئيس حزب النور الدكتور يونس مخيون بصوته في محافظة البحيرة. كما حرص نواب الحزب في البرلمان على الإدلاء بأصواتهم، وعلى رأسهم أحمد خليل، وأحمد الشريف، وأحمد العرجاوي، وعبد الرحمن البكري، ومحمد عبيدي.
وأعلن حزب النور في يناير الماضي، تأييده لترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية رئاسية ثانية. وقال رئيس الحزب في مؤتمر صحافي بمقر الحزب بالقاهرة، إن «السيسي هو أقدر من يقوم بهذه المهام الجسيمة خلال السنوات الأربع المقبلة، خصوصاً في تحسين الوضع الاقتصادي، ومكافحة الإرهاب، وترسيخ المرجعية العليا للشريعة الإسلامية في جميع نواحي الحياة».
و«النور» هو الذراع السياسية للدعوة السلفية، وقد مُني في آخر اختبار له في الشارع المصري بخسارة هي الأقوى له، منذ ثورة «30 يونيو» التي أطاحت بحكم «الإخوان» التي تعتبرها مصر جماعة إرهابية، وفاز بـ«12 مقعداً» فقط في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بسبب تناقص شعبية الحزب، الممثل الوحيد للإسلام السياسي في الشارع المصري.
وحرص أعضاء «النور» من رجال وسيدات على المشاركة في اليوم الأول والثاني للانتخابات الرئاسية، من خلال مساعدة الناخبين في استخراج أرقامهم وأماكن لجانهم، فضلاً عن تصويتهم بصناديق الاقتراع. كما حرصت سيدات الحزب على حشد المواطنات أمام اللجان، وإرشاد غير المتعلمات منهن إلى الطريقة الصحيحة للتصويت.
وقال مصدر بالحزب، إن «النور» دشن غرفة عمليات مركزية بالقاهرة، وغرفاً فرعية لمتابعة سير الانتخابات في مختلف محافظات مصر، إلى جانب اللجان التي مهمتها استخراج بيانات الناخبين ونقلهم لمقار الانتخابات.
ونشرت الصفحة الرسمية للحزب على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صوراً لتخصيص سيارات بالمحافظات كافة، وضعوا عليها شعار «النور»، وصور الرئيس السيسي، خصصوها لنقل أعضائهم إلى المقار الانتخابية.
من جانبه، دعا الشيخ عادل نصر، عضو مجلس الشيوخ بحزب النور، أعضاء الحزب في الفيوم إلى النزول والإدلاء بأصواتهم.
ويشار إلى أن من أشهر فتاوى السلفيين التي ترد على دعوات «الإخوان» بعدم المشاركة في الانتخابات، كانت فتوى الداعية السلفي الشيخ حسين مطاوع، الذي أكد أن «السيسي هو الرئيس الشرعي لمصر، وولي أمر شعبها دون حاجة لانتخابات واستفتاءات… وأن من يدعو لمقاطعة الانتخابات لا يرغب في إقامة الشرع، بقدر ما يهدف للإضرار بالدولة وإحراجها أمام المتربصين بها، ولإحداث فوضى بها». كما أفتى أيضاً بأن إبطال الصوت في الانتخابات الرئاسية حرام شرعاً، وأن إبطال الصوت يعد نوعاً من أنواع التزوير الذي حرمه الإسلام.
وسبق أن طالب الداعية السلفي الشيخ محمد سعيد رسلان، السيسي «بعدم خوض انتخابات الرئاسة، كونه ولي أمر شرعي، ولا يحتاج انتخابات كي يبقى في منصبه كرئيس لمصر».