السياسة تحرر شهادة "وفاة" الرياضة المصرية!
أعد الملف : لبنى عبدالله – معتمد عبد الغنى
أحمد إبراهيم – أحمد الشايب – محمود حسين
ريهام سعيد – أحمد سليم – خالد مصطفى
لم يكن قرار إلغاء الدوري بعيداً عن ملعب السياسة، وهو الأمر الذي فطن إليه المرتبطون بعالم الساحرة المستديرة باكراً ، وتحول الكثير من المشجعين المصريين لمتابعة الأندية الأوربية، بعدما فرغت كؤوس الانتظار والصبر على عودة الروح للكرة المصرية، التي تنتظر صك التحرير من الدولة المنشغلة بمواجهة الانفلات الأمني والانقسامات الداخلية، أما اللاعبون فيبحثون عن فرص الحفاظ على حقوقهم المادية، علاوة عن تأثر مستواهم نتيجة قرار الإلغاء، وأصبحت الخيارات المتاحة أحلاها مر، إما الاعتزال أو الاحتراف في الخارج، وهو ذات المصير الذي لاقاه لاعبو الستينيات بعد نكسة 67، فهل نحن أمام نكسة كروية؟، الإجابة ليست سهلة، لأن البعض لا يشعرون بحجم المعضلة الكروية التي يواجهها الرياضيون، الزهد في معشوقة المصريين التي خطفت قلوبهم وعقولهم لسنوات طوال، لم يأت من فراغ، السياسة سيطرت على المشهد كالممحاة التي تلتهم خطوط الغد للكرة المصرية، والجميع في انتظار توقف الممحاة السياسية عن عملها الدءوب، لتعود خطوط رسم الملعب من جديد، وتبدأ المباراة دون خوف من تكرار مأساة بورسعيد، بداية المعاناة، لمريدي عالم الساحرة المستديرة .. كرة القدم.
"زهرة التحرير " تستعرض هذا الملف من جميع جوانبه سواء توابع توقف النشاط الرياضى على كل الأصعدة أو فرص إستئناف النشاط فى الموسم المقبل وسط تحديات صعبة …
إلغاء الدوري .. فاتورة يدفع ثمنها اللاعبون من رصيد موهبتهم ومستحقاتهم المادية
استقبل لاعبو الدوري المصري قرار إلغاء الدوري لهذا الموسم بمزيج من الفتور والإحباط؛ نتيجة الاضطرابات التي تعيشها البلاد منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير حتى الآن, وبرغم وجود بعض اللاعبين الذين يملكون خيارات الاحتراف أو الاعتزال، إلا أن الغالبية العظمى من لاعبي الدوري لا يملكون هذه الخيارات.
في هذا السياق أوضح اللاعب حسن مصطفى، لاعب فريق وادي دجلة الحالي والأهلي سابقًا, أن إلغاء الدوري فُرض على الجميع، ولا يملك أحد الاعتراض؛ نظرًا للظروف المحيطة، لكن المستوى الفني للاعبي الدوري المصري لن يتأثر بهذا القرار كثيرًا؛ لأنه بطبيعة الحال لم يكن هناك مستوى يذكر، وكان الدوري لجميع اللاعبين مجرد عمل يؤدى دون استمتاع، ودون محاولة منهم لإظهار مهاراتهم أو إبراز الجديد.
وأكد، أن الضرر المادي الواقع على اللاعبين أمر واقعي يجب الاعتراف به، وهو حال دولة بأكملها، ومن الواجب على الجميع تحمل الفترة الحالية حتى تمر بسلام.
فيما أوضح اللاعب محمد فضل، مهاجم فريق سموحة الحالي والأهلي سابقًا, أن الجانب المادي لا يمثل له قلقًا نتيجة إلغاء الدوري، فهو يري أن الأندية ملتزمة بعقود مع لاعبيها لا يمكن أن تنقضها, مضيفًا أن المستوي الفني هو الهم الأكبر لجميع اللاعبين؛ نظرًا لارتباط المستوى باستمرار اللعب والمشاركة في المباريات.
وأشار "فضل" إلى أن هذا التأثير سيمتد إلى المنتخب الوطني وكذلك الأندية التي تشارك الآن في البطولات الإفريقية، مشددًا على أن الحل الوحيد يكمن في الاستقرار وتوفير الأمن، حتى يكون هناك فرصة لعودة الحياة للكرة المصرية من جديد.
كما أكد "فضل" علي ضرورة احترام مجموعات الأولتراس للقرارات واللوائح؛ حتى لا تكون هذه المجموعات بمثابة مساحة خصبة للعناصر الإرهابية تتحكم فيها كيف تشاء, مشيرًا كذلك إلى ضرورة بدء الموسم الجديد بدون جمهور.
إلغاء الدوري أفسد صفقات شراء اللاعبين
أكد عدد من خبراء الرياضة أن الغياب الأمني، و توتر الأوضاع السياسية حالياً، من أهم الأسباب التي أدت إلى توقف النشاط الرياضي، وعملت على ركود سوق اللاعبين الذين ضاعت عليهم صفقات هامة، مما جعلهم يلجئون إلى الاحتراف الخارجى حتى تمر هذه الأزمة.
في البداية قال محمد شيحة، وكيل لاعبين، إن النشاط الرياضي تأثر بشكل كبير بسبب الوضع السياسي الحالي، مشيرا إلى أن الغياب الأمني أدى لانهيار المنظومة الرياضية بشكل كامل، والوضع الحالي عمل على ركود سوق اللاعبين، ولن يحصل أي لاعب فى الفترة القادمة على أجر كبير كما كان في السابق؛ بسبب الوضع الاقتصادي السيئ، وقد ضاع على عدد من اللاعبين صفقات هامة، مثل باسم علي، و احمد رؤوف، و على فتحي، و أحمد علي؛ لأن الأندية الرياضية ليست بها أموال تغطى مصاريف اللاعبين، وأكثر من 300 لاعب ستنتهي عقودهم مع الأندية التي يلعبون لها العام المقبل، و لا توجد أموال للتجديد، مؤكدا أنه من الممكن أن يعتزل جيل كامل هذا العام بسبب الأوضاع الحالية.
و يتفق معه في الرأي أحمد حسن، وكيل لاعبين، قائلاً أن "الوضع السياسي أثر على النشاط الرياضي بنسبه 80 % ، و الغياب الأمني بعد ثورة يناير، جعل عدد من الفرق الخليجية التي تقيم معسكراتها في مصر، تتجه إلى أوروبا الشرقية؛ لأن أسعارها مناسبة، بالإضافة إلى إيقاف نشاط الدوري الممتاز الذي جعل بعض الأندية تتوقف عن شراء اللاعبين، لأنها لن تستفيد بهم في المرحلة الحالية، مشيرا إلى أن الملاعب المصرية فقدت عدد كبير من اللاعبين المحترفين الذين يلجئون حاليا إلى أندية خارجية من الدرجة الثانية و الثالثة؛ بسبب توقف النشاط .
إلغاء الدوري .. بين القبول والرفض
فور صدور قرار إلغاء الدوري العام، أثيرت العديد من علامات التعجب، بسبب فرحة بعض الأندية المهددة بالهبوط لدورى المجموعة الأولى، وحزن بعض الأندية التي كانت على وشك الحصول على الدوري هذا العام، مما جعلنا نرصد آراء خبراء الكرة المصرية لمعرفة مصير الأندية ومستقبل الدوري العام .
أكد كابتن طارق يحي المدير الفني لنادي مصر المقاصة، أن قرار إلغاء الدوري أنقذ الأندية من الهبوط لدوري المجموعة الأولى، مثل غزل المحلة والمقاصة ووادي دجلة، مما يتيح الفرصة لمواصلة المشوار الكروي في الدوري العام مستقبلاً، لكن نحن كرياضيين لا نتوقع أن يكتمل النشاط الكروي، ولن يعود الدوري العام مرة أخرى؛ بسبب الأزمات السياسية المستمرة على الساحة المصرية، مما يشكل خطرا كبيرا على مستقبل الكرة فى مصر.
وتابع، قرار إلغاء الدوري العام أفقد لاعبي منتخب مصر التركيز في مباريات تصفيات كأس العالم؛ بسبب توقف النشاط الكروي، مما يؤكد أن المنتخب المصري سوف يفتقد العديد من العناصر البارزة من لاعبي الأندية المحلية؛ لأن معظم الأندية أوقفت النشاط الرياضي قبل إلغاء الدوري العام .
وأضاف، أن الدوري العام افتقد بعضٌ من الجماهيرية، بسبب منع المشجعين من حضور المباريات، رغم وجود حالة من الهدوء في الدوري العام، لكن للأسف رفضت وزارة الداخلية دخول الجماهير للمباريات وقتها .
وبدوره قال عماد سليمان، لاعب نادي الإسماعيلي السابق، أن وقوف الدوري العام يشكل كارثة كبرى للأندية المصرية، لأن وقف النشاط الكروي، سوف يعود بخسائر مادية ومعنوية على الفرق في الدوري العام، وهذه الخسائر تقضي على الأندية الصغيرة، التي لم تقدر على تسديد مستحقات اللاعبين؛ بسبب تورط الأندية في عدم حصولهم على المستحقات المادية من الرعاة والذين كانت حجتهم توقف النشاط الكروي في مصر .
وأضاف، سينهار المستوى الفنى للأندية بسبب توقف النشاط الرياضي، لأن الأوضاع السياسية ملتهبة في الشارع، والحل الوحيد عودة الدوري مرة أخرى، حتى لا يتم تصنيف مصر من ضمن الدول التي توقفت عن النشاط الكروي مما يؤثر على وقف صعود المنتخب لنقطة كبيرة بين دول العالم .
إلغاء الدوري..
صدمة للمنتخب الوطني .. و "برادلي" في مأزق
جاء قرار إلغاء الدوري، بمثابة الصدمة العنيفة التي وقعت على عاتق المنتخب الوطني، الذي يستعد للدور النهائي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 في البرازيل, الأمر الذي يُزيد من صعوبة المهمة التي جاء من أجلها المدرب الأمريكي "بوب برادلى"، الذي لا يملك سوى الإقرار بالأمر الواقع، والبحث عن طرق جديدة في اتجاهات مختلفة تساعده في تخطى المرحلة بسلام.
وفي هذا الصدد قال الكابتن أيمن منصور، نجم نادي الزمالك ومنتخب مصر, أن قرار إلغاء الدوري كان قرار حتمي؛ نتيجة للظروف الصعبة التي نمر بها، وبالتالي فإن الأجواء غير مهيأة لإقامة مباريات كرة القدم التي قد ينتج عنها عنف أكثر بين الجماهير, مشيرًا إلى أن المنتخب الوطني، وجهازه الفني يجب أن يتقبل الوضع، وأن يعمل على تجهيز الفريق دون الاعتماد على مباريات الدوري كما فعل في الفترة السابقة.
وتابع منصور، أن المنتخب يجب أن يكون لدية فترة كافية للإعداد، عن طريق معسكرات ومباريات ودية دولية قوية، تساعد على إعداد الفريق بالشكل الصحيح, مؤكدًا على ضرورة التماس العذر للجهاز الفني واللاعبين؛ لأن الجو العام في مصر لن يجعل المنتخب في كامل قواه البدنية والفنية.
ومن جانبه، أكد الكابتن فاروق جعفر، المدير الفني لمنتخب مصر الأسبق, أن قرار إلغاء الدوري سيكون له تأثير واضح على المنتخب المصري في الفترة القادمة، ولكن من الأمور الجيدة أن فريقي الأهلي والزمالك، يشاركان في دوري أبطال أفريقيا، وهذا قد يخفف قليلاً معاناة الجهاز الفني للمنتخب.
وأوضح "جعفر" أن المنتخب الوطني قطع شوطًا كبيرًا في تصفيات كأس العالم، حتى وصل إلى المباراة الفاصلة، وهذه فرصة كبيرة يجب أن ينظر إليها المنتخب بعناية، وألا يسمح لأي شيء يصرفه عن التركيز، ويستعد لهذه المباراة جيدًا من خلال المباريات الودية التي لا يوجد أمامه غيرها.
..والقنوات الفضائية ينتظرها "المجهول"
أصبح مصير القنوات الرياضية مجهولاً، بعد توقف النشاط الكروي في مصر، مما أثار العديد من علامات الاستفهام حول مستقبل تلك القنوات، ووسط أقاويل عن قرب إغلاق قناة "مودرن سبورت"؛ بسبب الخسائر المالية واستمرار توقف النشاط الرياضي، ترددت أنباء عن مواجهة "قناة الأهلي" ، لنفس المصير؛ مما جعلنا نرصد آراء الخبراء الرياضيين؛ في محاولة لمعرفة مصير غلق القنوات الرياضية.
قال الكابتن خالد الغندور، لاعب الزمالك السابق ومقدم البرامج الرياضية بفضائية دريم، أن فشل قناة الأهلي؛ بسبب فساد حسن حمدي، رئيس مجلس إدارة نادي الأهلي، الذي تسبب في فشل النشاط الإعلامي الكروي داخل القناة، من خلال الرشاوى التي دفعها للكسب من القناة، ووضع هذا المكسب في حسابه الخاص .
وتابع لاعب الزمالك السابق ، أن مصير القنوات الرياضية أصبح مجهولاً بسبب توقف الدوري العام إلى أجلٍ غير مسمى؛ مما تسبب في قطع العديد من القنوات المرتبطة بالنشاط الكروي؛ لأن المشهد السياسي المرتبك الآن يسيطر على كافة وسائل الإعلام المصري العام والخاص؛ مما جعل القنوات الرياضية تلجأ إلى إغلاق قنواتها، أو تغيير النشاط الإعلامي في تلك القنوات .
وأضاف الغندور، الوضع السياسي سبب خسائر مادية فادحة للقنوات ، مما سيؤثر بالفعل على النشاط الكروي، الذي تجمد في عهد الإخوان المسلمين؛ بسبب تخاذل رجال الشرطة في حماية مباريات الدوري العام، ورفضهم لحماية مباريات البطولة الإفريقية، مما يؤكد على ضعف وزارة الداخلية- على حد قوله .
ومن جانبه، أكد الكابتن حازم إمام، مقدم البرامج الرياضية بقناة الحياة و نجم نادي الزمالك السابق، أن الحياة الكروية توقفت بسبب فقدان الوعي، الذي سيطر على كافة مؤسسات الدولة، والتي من المفترض أن تحمي الشعب المصري، ومكتسبات الثورة المجيدة؛ مما جعل كافة وسائل الإعلام المصرية العام والخاص، تلجأ إلى تغيير النشاط الإعلامي من الكروي إلى أي شيء يتلاءم مع أفكار الشارع المصري، وفقًا للوضع السياسي الموجود، مما يؤكد أن الشارع لا يريد النشاط الكروي على الإطلاق لأنه مشغول بالأوضاع السياسية الآن، لكن القنوات الرياضية سوف تعود مع بداية مباريات دوري أبطال أفريقيا، التي يشارك فيها نادي الزمالك والأهلي
هل يكرر لاعبو اليوم معاناة جيل الستينيات؟!
بعدما قرر اتحاد الكرة إلغاء مسابقة الدوري هذا الموسم، أصبح شبح جيل الستينيات يطارد لاعبي هذا الجيل، أحداث الأمس تتطابق نتائجها مع الأمس؛ فبعد إلغاء المسابقة بسبب نكسة 1967، قرر معظم اللاعبين الاعتزال، ومنهم من احترف خارج مصر، فهل يواجه الجيل الحالي مصير مشابه مثلما تشابهت الظروف والملابسات !!
أكد الكابتن طه بصري، نجم نادي الزمالك في الستينيات، أن ما يمر به النشاط الرياضي في مصر أسوأ مما مر به أثناء نكسة 1967، موضحاً أن مصر بدأت عقب النكسة مباشرة تستعد وتتهيأ لعودة النشاط الرياضي مرة أخرى، ولم تنقطع بشكل تام في الستينيات، حيث كانت تُقام مباريات ودية داخلية ومباريات للمنتخب المصري خارج حدود الدولة بالإضافة إلى مباريات الأندية في إفريقيا.
وأضاف "بصرى" ، في الستينيات والسبعينيات كان اللاعبون "موظفين" لدى الأندية، وكانوا يأخذون مرتباتهم حتى فى حال توقف الدوري.
وأوضح بصري، أننا لا نستطيع التكهن بعودة الدوري والنشاط الرياضي مرة أخري، قائلًا "الظروف تؤكد على عدم استئناف النشاط في السنوات القادمة".
ويري الكابتن طه بصري، أن الحل الأنسب للاعبي اليوم هو الاحتراف في الخارج؛ نظراً لعدم وضوح الرؤية المستقبلية لوجود النشاط الرياضي في مصر من عدمه، مؤكداً أن الحالة الأمنية لو استمرت بهذا الشكل سوف تنهار الرياضة المصرية للأبد، وسيقوم العديد من اللاعبين باعتزال الكرة بشكل نهائي.
من جانبه، أكد الكابتن شوقي عبد الشافي، مدير عام أكاديمية النادي الأهلي، ولاعب الأهلي في الستينيات، أن الأوضاع حاليًا تختلف عن الحال بعد النكسة، فقد حدث انهيار كلي للرياضة المصرية وتوقفت تمامًا لمدة 3 سنوات، كما اعتزل معظم اللاعبين بينما سافر الكثيرين إلى الخليج وأوربا.
وأضاف عبد الشافي، أن بطوله الدوري لا تؤثر تأثيرًا حقيقيًا على أداء اللاعبين، لافتًا إلى أن معظم البطولات تُقام كدوري أبطال إفريقيا، ودوري الدرجة الثانية، بالإضافة إلى اللقاءات الودية على مستوى الأندية والمنتخبات.
وأشار مدير عام أكاديمية النادي الأهلي، إلى أن الاحتراف الخارجي فرصة لللاعبين، لأنه في النهاية يصب في مصلحة المنتخب المصري، بالإضافة إلى أنه تجربة تٌفيد اللاعب في مشواره الرياضي بعد ذلك.
رجل الشارع يزهد كرة القدم .. والبركة في السياسة!
أكد عاشور جلال، "30 عاما – طبيب صيدلي "، أن كرة القدم توحد الشعب المصري بكل طوائفه، ومنذ مجزرة بورسعيد، كره كثيرون اللعبة، وعن نفسي لا يوجد فارق بين فوز أو هزيمة أي نادي، ولعل سوء الإدارة وضعف المستوى جعلنا نتوجه لكرة أوروبا الممتعة.
بينما أوضح أحمد فرغلي، "20 عاما – طالب بكلية الآداب"، أن غياب الكرة المصرية روج كثيراً للكرة الأوربية، وشهدت ملاعبنا عقب الثورة أحداث عنف وصولاً إلى كارثة بورسعيد التي راح فيها شباب هدفهم الوحيد رفع الروح المعنوية للاعبي ناديهم، ثم توالى توقف النشاط الرياضي، ولعب مباريات بدون جمهور، مما أفقد الكرة نكهتها المعهودة.
وقال كريم مصطفى، "21 عاما- لاعب بترول أسيوط"، غياب الكرة أثر على الجماهير وعلى شعبيه المسابقات المحلية، التي انخفضت بسبب عدم اكتمال الدوري لعامين، مما آثر على المستوى الفني للاعبين ولكن حب الجماهير للكرة لا يقل؛ بدليل مباريات المنتخب التي تحظى بمتابعه كبيرة وكذلك متابعه مباريات أوربا .
وقال بهاء شفيق، "39 عامًا – محامي"، لا يتابع أحد الكرة في هذه الفترة؛ لأن الجميع مشغول بمتابعه القنوات الإخبارية، وعن نفسي أحب كرة القدم، ولكنى لا أتابعها هذه الأيام، لأن السياسة طغت على كل شيء فى حياتنا .
ورأى عماد حسني، "28 عاما – مدرس"، أن هذه المرحلة تتطلب من المسئولين عن الكرة سواء اتحاد أو وزارة شباب ووزارة رياضة، ألا يغفلوا دور الكرة، ويحاولوا أن يبعدوها عن مشاكل البلد السياسية؛ لأن ربط الكرة بالسياسة مبالغة شديدة، وهذا لم يحدث فى أى بلد فتونس قامت بها ثورة وعلى الرغم من ذلك لم يتوقف النشاط الكروي بها.
أكد محمد صلاح، "33عاما- مطرب"، أن الرياضة هي متنفس المصريين للاستمتاع، وتوقف النشاط الرياضي أدى لفقدان الكثير أعمالهم وأصابهم بالحزن، ولكنى نفسياً ليس لدى استعداد لمشاهده مباريات فى ذلك الوقت العصيب؛ بسبب ظروف البلاد التي جعلت كثيرين لا يلتفتوا للرياضة .
هل "الأولتراس" مسئول عن توقف النشاط الكروي في مصر؟!
اشتهرت روابط "الأولتراس" في مصر خاصة فى الفترة الأخيرة، وبعد ثورة 25 يناير أصبح لـ الأولتراس دوراً كبيراً في الرياضة المصرية، فلم يعد "الأولتراس" مجرد جماهير ترسم لوحة فنية في المباريات وتشجع اللاعبين، بل تحول لكائن مؤثر في الحياة الرياضية لا يمكن التكهن برده فعله تجاه توقف أو استئناف الدوري هذا الموسم.
قال الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، رئيس رابطة النقاد الرياضيين، أن ما تعانيه الرياضة المصرية الآن، هو نتاج ما ارتكبه "الألتراس" بعد مجزرة بورسعيد وحتى توقف الدوري حاليًا، مشيرًا إلى أن الرياضة المصرية في تاريخها لم تتأثر بالأحداث السياسية.
وحمل رئيس رابطة النقاد الرياضيين، "الألتراس" المسئولية الكاملة تجاه ما يحدث للرياضة المصرية حاليًا، من توقف الدوري العام الماضي واستئنافه بدون جمهور ثم إلغاءه للمرة الثانية، لافتًا إلى أن بعض القوى السياسية حاولوا إيجاد دور لـ"الألتراس" في ثورة يناير لمصالحهم الشخصية.
وطالب أبو عابد، جميع روابط "الألتراس" بالكشف عن تمويلهم منذ ثورة 25 يناير، مؤكدًا أن تحركاتهم المريبة تدل على وجود أشخاص تريد الزج بهم في الحياة السياسية.
وبدوره، رفض خالد طلعت، الناقد الرياضي، اتهام روابط "الألتراس" بإلغاء الدوري، لافتًا إلى أن الحالة السياسية والأمنية والظروف الصعبة التي تمر بها مصر، هي السبب الرئيسي في إلغاء مسابقة الدوري هذا الموسم.
وأضاف طلعت، أن "الألتراس" لن يخلط السياسة بالرياضة، كما يٌصرح بعض الإعلاميين الذين يتهمونهم بأنهم سبب فساد الحياة الكروية في مصر، مُشيرًا إلى أن الإعلاميين أنفسهم سبب إفساد الكرة المصرية من خلال تحويل برامجهم الرياضية إلى ساحة سياسية.
وأشار الناقد الرياضي، أن قرارات اضطراب النشاط الرياضي في مصر سببه حادثة بورسعيد، التي جعلت الجميع ينفر عن الرياضة، مؤكدًا أن سببها التواطؤ الأمني الذي سمح لجماهير المصري الوصول إلى مدرجات جماهير النادي الأهلي، وليس لـ "الألتراس" ذنب من قريب أو من بعيد.
رياضيون : الموسم الجديد في مهب الريح
اتفق الرياضيون على أن تحديد الموعد النهائي لموسم الدوري القادم في شهر أغسطس، يتوقف على إعادة الوضع الأمني في مصر، مؤكدين أن الوضع الحالي لا يسمح بالحديث عن الكرة، في وقت يشهد الوطن انقسامات وأحداث دموية عنيفة.
بدايةً، قال اللواء حرب الدهشوري رئيس اتحاد الكرة الأسبق، أن الموسم الجديد لن يُلغى، لأن الأحداث الدموية ستنتهي قريباً، وبالتالي سيعود الدوري المصري، أما الآن فالأجهزة الأمنية متفرغة لحماية مصر، ومحاولة دمج الانقسامات التي أحدثها النظام الإخواني في البلد، لذا يجب الانتظار؛ لأن كرة القدم حتماً ستعود عندما تهدأ الأوضاع في مصر.
وفي ذات السياق، أضاف عزمي مجاهد، المتحدث الإعلامي لاتحاد الكرة ، أن الدوري المقبل سوف يقام في نفس الموعد المحدد له في شهر أغسطس ، بعد أن تعود وتتحسن الحالة الأمنية لمصر كما كانت من قبل، أما فى الوضع الراهن لا يمكن الحديث عن الكرة، لأن الدولة في حالة فقدان للتوازن السياسي والأمني.