الشباب والاستفتاء ؟!
بقلم:أحمد شحتوت
أخشي أن يكون هذا العنوان مرحلة ثانية من مراحل شق الصف المجتمعي أو شرائحه ، ولكن الأمل يبقى دائماً في الشباب .
لقد شاهدتفى يومى الاستفتاء الطوابيرالتي كانت تقف أمام اللجان ، للإلاء بصوتها , ولاحظت أنها تتألف من كبار السن بالإضافه الي العنصر النسائي في ظل غياب واضح وملحوظ للشباب في المشاركة في هذا الاستفتاء .
لن أقول أن جميع الشباب لم يشاركوا في الاستفتاء ، ولكن نسبة قليلة منهم لم يشاركوا فيه ، وهذا الغياب ينذر بكارثة كبيرة نعيشها الآن ، وهي الإعتماد علي " دولة العواجيز" والإبتعاد التام عن الشباب .
من وجهة نظري أن غياب الشباب يرجع إلي عدة عوامل وأهمها :
1- حملات الترويج الضخمة لهذا الاستفتاء بالتصويت له بنعم سواء المتمثلة في الإعلام ، أو في المؤتمرات التي أقيمت ، أو اللافتات التي تم إلصاقها ، أو الدعايا التي سابقت الاستفتاء والتي كان يتصدرها رجال أعمال مبارك مما أشعرهم الغالية العظمى من هؤلاء الشباب باليأس وان دولة مبارك بدأت تعود من جديد
2- اعتقال بعض الشباب التي كانت تدعو بالتصويت "بلا " على الدستور كان له أثر كبير في تراجع الشباب ,الذين قد نختلف مع انتماءات بعضهم السياسية ولكن هذا لا يعطي لنا الحق في مصادرة حقهم في التعبير عن أرائهم حتي وإن كنا على اختلاف مع النظام .
3- حملات الاعتقال التي يشهدها الشباب المعارض للنظام والتنكيل بهم , اتجه النظام الي تصفيه حساباته مع الثوار والقبض عليهم ورميهم في السجون بلا أي تهم واضحة ، كان له أثر واضح في غضب الشباب .
4- أصبح الشباب إما شهيد ، أو معتقل ، أو مصاب ، أو مطارد من الأمن، أو مخون من النظام ، أو ملتزم بيته خوفاً من الإعتقالات ، أو متنقلا من نيابة الي أخري بحثا عن زميله المعتقل .
5- تمكن اليأس من بعض الشباب وضاع أملهم في التغير وتحقيق أهداف الثورة ، وأ صبح شبه مستحيل بعدما وجدوا من قتلوهم يصوتون علي الاستفتاء بل ووصلت لهم الجرأه أن يتحدثوا عن اهداف الثورة !!
عن أي ثورة يتحدثون عنها ؟
هل نسوا ؟ أم تناسوا نهبهم لثرواتنا و قتلهم لشبابنا و سحلهم لنسائنا و تعذيبهم في معتقلاتهم و بطشهم في المظاهرات ؟!
لقد وهموا أنفسهم بأن دولة مبارك قد عادت وهاهم الآن يعودوا ويتحدثوا بل ووصلنا لقمة الفجور عندما تسمع بأذنك علي شاشات التلفاز تخوين لثوار يناير واتهامهم بالعمالة وأنهم كانوا يريدون خراب الدولة وليس إصلاحها .
6- عندما يري الشباب حملات التنكيل التي تمارس ضد كل من شارك في ثورة يناير فلا تنتظر منهم أن يشاركوا في أي حراك ديمقراطي بل انتظر منهم حراك ثوري يعبرون فيه عن غضبهم .
7- وصول النظام إلي قمة الفجور لكي يقوم بتسجيل مكالمات للشخصيات العامة ويقوم بتحويرها وإذاعتها عبر وسائل الإعلام ، مخترقاً بذلك جميع الأعراف القانونية التي عاهدناها ونشاهد سكوت الدولة علي هذا , فذاك دليل علي اشتراك الدولة في تصفية ثوار يناير .
لابد للدولة أن تعي خطورة هذا في الأيام القادمة , لابد من سرعة التحقيق والإفراج عن الشباب المعتقل داخل السجون , من يثبت عليه خطأ يعاقب ومن لا يثبت عليه شيء فلابد أن يتم الإفراج عليه , شباب الثورة يحمل غضب شديد وهذا مؤشر غير جيد لمصر التي نتمناها , فمصر التي نتمناها هي مصر للجميع وليست مصر لطبقة واحدة دون الأخري .
رجاءاً لا نكرر أخطاء الماضي حتي لا تكون العواقب وخيمة فالشباب ثائر وأصبح لا يعرف طعم الخوف , فلا بد من حوار موسع مع الشباب ومراجعه النفس فيما تم ذكره سابقاً عن بعض أسباب غضب الشباب .