الشرطة الهندية تعتقل المئات في كشمير
اعتقلت الشرطة مئات الأشخاص في الشطر الهندي من كشمير في إطار التحقيق في سلسلة عمليات قتل يُشتبه بأن متمرّدين ارتكبوها، وفق ما أفاد مسؤولون وكالة الصحافة الفرنسية.
وتشهد المنطقة ذات الغالبية المسلمة والمتنازع عليها بين الهند وباكستان، توتراً متصاعداً منذ أن ألغت نيودلهي في أغسطس (آب) 2019 الحكم شبه الذاتي الذي كانت تتمتع به ووضعتها تحت وصايتها المباشرة.
وفي الأيام الستة الأخيرة قتل سبعة مدنيين بالرصاص، مما أثار غضباً شعبياً عارماً في كشمير ومختلف أنحاء البلاد. ودان سياسيون من مختلف الأطياف عمليات القتل.
وعلى خلفية عمليات القتل تم اعتقال نحو 500 من سكان المنطقة ممن يشتبه بارتباطهم بجماعات دينية ومتمرّدة محظورة، وفق ما أفاد مسؤول في الشرطة الصحافة الفرنسية، مشترطاً عدم كشف هويته.
وشدد المسؤول الأمني على أن أي جهد لن يدّخر للعثور على القتلة.
وأوفدت نيودلهي إلى المنطقة مسؤولاً استخبارياً رفيعاً لقيادة التحقيقات.
واستدعت وكالة التحقيق الوطنية، الجهاز الهندي لمكافحة الإرهاب، أربعين مدرساً في سريناغار لاستجوابهم الأحد، وفق مسؤولين.
وبحسب السلطات، قُتل بالرصاص 29 مدنياً على الأقل في كشمير هذا العام، بينهم عمال ينتمون لأحزاب مؤيدة للهند.
وذكر مسؤولون أن 22 منهم مسلمون.
والخميس قُتل بالرصاص مدرّسان من السيخ والهندوس في مدرسة حكومية في سريناغار. كما أردت قوات الأمن الخميس رجلاً في تبادل لإطلاق النار في أحد شوارع المنطقة.
وتبنّت مجموعة «جبهة المقاومة» الحديثة العهد نسبياً عمليات القتل الأخيرة، وقالت إن الذين قتلتهم كانوا يعملون لصالح «مرتزقة الاحتلال وعملائه».
وتم تداول بيانات المجموعة الصادرة بالإنجليزية فقط، على مجموعات «واتساب». وتعذّر التثبّت من صحّتها من مصادر مستقلة.
وبثّت عمليات القتل الخوف في صفوف الأقليات التي تقطن كشمير، وقد أفادت وسائل إعلام محلية بأن كثراً فروا من المنطقة.
وطالبت منظمة هيومن رايتس ووتس السبت بمحاسبة المرتكبين وقوات الأمن الهندية المتّهمة بارتكاب انتهاكات بما فيها إساءات وتعذيب وإعدامات خارج نطاق القانون.
وقالت مديرة المنظمة لمنطقة جنوب آسيا ميناكشي غانغولي في بيان إن «الكشميريين يقعون ضحية عنف لا ينتهي من جراء هجمات يشنّها متمرّدون وانتهاكات تمارسها السلطات الحكومية وقوات الأمن».
وتقاتل مجموعات متمرّدة القوات الهندية منذ أكثر من ثلاثة عقود وتطالب باستقلال كشمير أو إلحاقها بباكستان.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف بين مدنيين وجنود ومتمرّدين.