الصراع فوق قِباب الجماجم!
معركة " أكون او لا أكون" .. تجتاح عقول غالبية الإسلاميين.. إما العودة بالرئاسة .. " أو الموت "
وفجأة اكتشفت التيارات الإسلامية كل مافينا من " تمرد " على الدين .. ونكران لأحكامه .. وبالتالى " تجرد " الإسلاميون من أفكار التعايش .. وقرروا الخروج عن بكرة أبيهم للتصدى للجيش والشرطة وسائر أجهزة الدولة الفاسدة
بقلم: أحمد فوزى السيد
لاصوت يعلو على صوت التخويف .. صوت التأميم الفكرى والعقلى .. صوت التفزيع والترهيب من الأخر .. المصريون جميعا دون الإسلاميين ومن ورائهم " عبيدا للبيادة .. هذا مسيحى .. وذلك ليبرالى .. والآخر يساري.. وجميعهم مجتمعون على التخلص منك .. من دينك .. من حريتك الفكرية والعقائدية .. يريدونك دائما خلف الستار .. تحت الأقدام .. منزوياً داخل السجون.
كل ذلك وأكثر تسمعه على المنصات .. تقرأه فى الصحف ووسائل الاعلام الدينية .. يردده غالبية قادة التيار الإسلامى اللذين يمارسون واحدة من أبشع التصنيفات التى فرقت المجتمع منذ بداية صعودهم لدفة الحكم بواسطة نفس العناصر التى شيطنونها بعد أقل من عام فى حكمهم .. وقبله بالطبع حكم المجلس العسكرى السابق واللذين تحالفوا معه " ضد الجميع ".. وكأن الحياة لم تكن موجودة ومستقيمة قبل 30 يناير .. وفجأة اكتشفت التيارات الإسلامية كل مافينا من " تمرد " على الدين .. ونكران لأحكامه .. وبالتالى " تجرد " الإسلاميون من أفكار التعايش .. وقرروا الخروج عن بكرة أبيهم للتصدى للجيش والشرطة وسائر أجهزة الدولة الفاسدة .. ومعهم ماتبقى من فئات الشعب ممن فضلوا العيش بعيدًا عن أغلال التصنيف القاتل الحادث اليوم .. سواء كان ذلك على أساس دينى أو فكرى واللذين وضحت ميلوهم الدموية سواء كانوا شرطة أو جيش .. أو أي جهاز أخر له علاقة باستخدام القوة .. وبات قتل الركع السجود .. وذبح الأطفال والنساء فى الشوارع مهمتهم الأساسية ..
سماع أفكار من هذا النوع .. يجعلك فى حاجة للانعزال عن العالم .. الغرابة تنهشك عندما تستمع لأحدهم يشرح بشكل وافى مُطعم بالخوف الشديد .. والغيرة المصحوبة بانفعالات جسدية تجاد تقتلع قلب صاحبها دون يأس أو ضيق من حالة الاحتراق العصبى والعضلى خلال محاولات إقناعك إن عزل محمد مرسى ماهو إلا بداية حقيقية للحرب على الدين .. لا صوت فوق صوت معركة " أكون او لا أكون" .. التى تجتاح عقول غالبية الإسلاميين.
التضحية بالنساء والاطفال فى " إمامة " الصفوف
.. يكاد عقلك يحترق .. وقلبك يعتصر ألما عندما تجد فتيات فى عمر الزهور وتراق دماؤهن على الطرقات .. يذهبن ضحية الانفلات الأخلاقى لدي بعض بنى البشر .. واللذين لايطيب لك ان تضعهم لو حتى فى مقارنة مع أبشع الحيوانات غدرا وميولا للخيانة والخسة ..
يكاد عقلك يقف من التفكير فى السؤال .. لماذا النساء تتصدرن الصفوف فى بعض مظاهرات الإسلاميين .. والجميع يعلم جيدا حالة الاحتقان الشديدة التى تغلب على الجميع .. ومن جهه أخري هناك منهم من يتنفسون الغضب والتعصب .. مما قد يجعله يتحرش بمن يظهرون معادة صريحة لأفكاره وسلوكياته .. ومن يضيقون زراعًا بما يفعلونه من اعتصامات .. وكثرة وقفات تشل حياتهم بجانب حياة الإسلاميين أنفسهم .. وقد تصدر تصرفات هوجاء غير مسؤولة تجعل الموقف يتحول فى لحظة لتفريخ الغضب المكبوت منذ عقود وتتحول الساحة لمعارك يراق فيها الدماء وتستحل فيها الأعراض ويتوج المشهد العام فى النهاية بمشاعد النعوش والنواح .. خاصة لو تبنينا فى التحليل نظرية المؤامرة وهى بالمناسبة الأنسب لتحليل مواقف هذه الأيام السوداء .. سنجد أن هناك من خطط ودبر لإجهاض مسيرات الإسلاميين عن طريق العنف .. وبالتالى أول من سيضيع ضحية النساء والأطفال " .. ومن الإسلام أن تمنع عنهن الأذى .. " وتتصدر برجولتك " .. لما تزعمه من أفكار .. وإلا قياسا بنفس نظرية المؤامرة تصبح أنت من يريد التضحية بالنساء والأطفال لرغبة رخيصة في إظهار قادة الجيش ومن تبعهم فى ثياب السفاحين .. قتلة النساء والأطفال .. الخونة الطامحون فى المنصب على حتى لو على " قباب الجماجم" .!
2. الترويح لانشقاق الجيش
لايوجد إنسان فى العالم كامل الأهلية وعنده استقامة فكرية يتمنى انشقاق جيشه .. والأمر لا يطرح على سبيل المزايدة لحب الوطن وسيفه ودرعه " الجيش " .. ولكن عندما تجد بنى وطنك .. ومن كنت تراهم مؤهلون لتولى أعظم المسؤوليات فى بلادك يتصرفون بهذا الشكل العصابى .. فتجد أنك كنت فى زيف شديد .. وفقدان للحكم الجيد على طريقة تفكير تبتعد عن أقل البشر احتراما للإنسانية وليس للإسلام
فى الآونة الأخيرة .. ذادت اللجان الإلكترونية من تكثيف حربها والترويج على نطاق واسع لانشقاق الجيش .. وزعموا أن هناك بيانات ممن أسموهم ضباط النخبة الرافضين لما فعله الفريق السيسى .. ويلقون بين الحين والآخر تهديداتهم على مختلف المواقع التى تتبنى مواقفهم فى الداخل والخارج ..فى حين تزيد منصة رابعة عن ذلك وتتجاوزه بمراحل عندما تكشف النقاب عن شخص ملثم يزعم أنه من المؤيدين لشرعية الرئيس السابق ويخرج على الجماهير الغاضبة بالزى العسكرى معلنا الخبر المحزن .. هناك نار مشتعلة في الجيش .. والحرس الجمهورى والجيش الثانى والثالث الميدانى يهددون " السيسى " ووصل الأمر إلى حد الترويج لاعتقال السيسى ووضعه تحت رهن الإقامة الجبرية إذا "ماتفاقمت الأوضاع فى البلاد " ..
كلام غريب .. وتفكير سطحى لايرتقى لمستوى الفهم .. فكل المهللين الفرحين بنصرهم لم يسألوا انفسهم لحظة واحدة .. القائد المغوار الملثم لماذا يخفى وجهه اذا كان اعلن تمرده على الملأ فى وجه قياداته معلنا رفضه التام بل مهددًا ومتوعدًا حال عدم إرجاع مرسى.. وجميعا نعلم جيدا عقوبة عدم تنفيذ الأوامر.. أو شق الطاعة فى العسكرية .. وبالتالى بما أنه انشق .. فما الداعى لإخفاء وجهه ! ..
حيل ساذجة .. وتصرفات لاترتقى لأدنى مستوى المسؤولية .. إن دلت على شىء فإنما تدل على زيف التفكير وسطحية الكيفية التى يتخذون بها القرارات .. بالضبط مثلما كانوا فى السلطة .. ظلوا طوال عام كامل لايعبئون بما يحدث فى الشارع مرددين نفس الأكاذيب حتى وقعت الصدمة الكبرى وضيعوا من أيديهم فرصة ربما لن تعود مرة أخرى .. وإلى الآن لم يتبينوا خطأهم أو يستدركوه و لو بمحاكاة النموذج التركى– حلفاؤهم الأبرز- بعدما خلع الجيش هناك حكومة نجم الدين أربكان .. فتواري الإسلاميون .. وعملوا على تولى قيادة جديدة تسطيع الخروج من المأزق " بفكر جديد ".. وبالفعل ظلوا لمدة 15 عام .. ثم عادوا مرة أخري على رأس الحكم بعد تجربة قادت أن تقتلعه من الحياة الساسية التركية شديدة التعقيد ..
.. هل سيظل الإسلاميون بهذه القيادات المتشنجة غير القادرة على التوقف عن الصياح فى مواجه السراب .. أم أنهم سيعلنون التغيير والقبول بالأمر الواقع مع الاعتراف بالفشل الذريع حتى تظل القضية ..ولا تمحى بمحو هذه القيادات .. سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة .