بقلم: أحمد فوزي سالم

 شهور قليلة من حكم مرسى جعلتنا  نكتشف ان رجال " المدنية "  حتى الان ليسوا أكثر من مشروب " كحولى " .. يُسكر الوعى .. لكنه لايصلح للتعامل مع الواقع

  مكثنا طوال فترة حكم المرحومة  " مدنية "   فى حالة " حيض ثورى " لاينفض ولايتطهر .. بعدما أظهر " أميرها "  الأول إنتماءا فاضحاً لجماعته واتباعها على حساب مصلحة البلاد والعباد .        

  نعم ..  عاش فينا هذا الشعار .. وعشنا فى جلبابه الفضفاض عامين من الزمان بعد سقوط مبارك ونظامه الذى اغلق أبواب المدنية حتى شوه تماماً الرداء العسكرى ..  وساء الأمر أكثر .. وانتكس " الميري "  بعد الترنح و سوء الأداء والترهل اثناء ادارة المجلس العسكري السابق لأمور الحكم فى البلاد .

   ومرت الأيام .. وغادر " الكاب العجوز "  الكرسى .. الذى ظل محتفظاً بشفرته السحرية لأكثر من ستون عاماً .. شهدت حالة من التزاوج النفسي أيام ناصر .. وحب وصل لمرتبة العشق  .. ثم ترنح وغموض .. وشد وجذب أواخر حكم السادات .. ليصل فى نهاية المطاف الى حالة أشبه بالإنفصام التام .. بعدما غاب الجيش عن المشهد تماماً .. وترك البلاد فى أحضان فساد وفقر وجبروت  نظام مبارك.

  وجاء الرئيس المدنى المنتخب محمد مرسى حاملاً راية الدولة المدنية بعدما بات الخيار الوحيد  لحلم  تلاعب بخيالنا طوال عامين .. وبعد شهور قليلة من حكم الرجل .. اكتشفنا ان رجال " المدنية "  ليسوا أكثر من مشروب " كحولى " .. يُسكر الوعى .. لكنه لايصلح للتعامل مع الواقع .. وفي نفس الوقت بدأ رجال العسكر لملمة أوراقهم .. والعودة أكثر حنكة وكفاءة .. وأشد بأساً فى إتخاذ أخطر القرارات المصيرية التي انعدم أثرها طوال عاما كاملاً قضتها البلاد فى " أحضان "  الإخوان .

  وأصبح الظهور الذى انتظرناه محملاً بالأحلام لأول رئيس مدنى مقترنا بإنتكاسة الوحده الوطنية التى فقدت عذريتها على يده .. وأصبحت الساحات الثورية التي شهدت أروع عمل بشرى ربما فى القرون الماضية .. شاهدة على فشل وعجز و " دناوة "  فرقاء المرحومة " مدنية " .. ومكثنا طوال فترة حكمها  فى حالة " حيض ثورى " لاينفض ولايتطهر .. بعدما أظهر " أميرها "  الأول انتماءا فاضحاً لجماعته واتباعها على حساب مصلحة البلاد .. ودخل فى صراع مرير مع جميع مؤسسات الدولة السيادية .. وجعلهم جميعا فى شوق لعزله عن مكانة كبيرة لايليق بها تحمل أكثر من ذلك .

   بإختصار حتى لا أطيل .. بعد كل المرار الذي عشناه .. من لايزال يرفع شعار يسقط يسقط حكم العسكر .. سواء كان من النشطاء أصحاب الهيستريا التي تهاجمهم لمجرد مشاهدتهم لـ "عسكري "  يمر من امامهم فى الشارع  .. أو من مؤيدي مرسى الذين مازالوا يعتقدون انهم وحدهم أصحاب  الذاكرة الحديدية التي لاتنسى " الاعيب العسكر "  سنقول له حسناً .

  نريد ان نعرف .. ما البديل .. أين الحزب الذي يستطيع ملئ الفراغ ويضم خبراء عسكريون على درجة عالية من الكفاءة تستطيع مواجهة جنرالات الجيش اذا ماوثق الشعب فيهم وولاهم على كبار قادة قواته المسلحة .. اين الحزب الذى يضم خبراء فى كل المجالات ولديه ارضية شعبية تستطيع أن تحقق أحلامنا التى فشل فى مجرد حملها مرسى .. أين الحزب الذى لديه القدرة على تطويع كافة مؤسسات الدولة والتحليق بينها فى تناغم يدفعها للأمام .. ولايزج بها فى صراع قاتل مع جماعته أو مريديه ..

   من ذلك الرجل " الكاجول " .. الذى يمتلك شموخ الكبار .. ومكر الثعالب فى نفس الوقت .. ولديه من الكاريزما والحضور والقوة أضعاف مايراه الشعب محصوراً فى شخص وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي سيكون أحد أهم أعمده نظام حكمه لو لم يترشح للرئاسة .. ومن ذلك الرجل الذى لديه القوة والحنكة لإعادة  " المدنية "  مرة أخرى لأحضان الشعب .. ويكرر النجاح الكبير الذى حققه السيسي باقتدار .. بعدما أعاد تشغيل التركيبة النفسية بين المصريون وجيشهم التي كانت تجمعهم دوما " أيد واحدة " .

  ان كان لديك رداً فمرحبا بك .. وان لم يكن لديك .. عليك ترك حديثى انا وغيري وتجول بين البسطاء باعتبارهم المنبر الوحيد " الصادق " على  ماّذِن  السياسة المصرية .. وكلما رفضت اكثر .. تجول بعمق أكثر فى ساحات القرى والنجوع والأحياء واعرض عليهم رفضك الهلامى  للعسكريين .. وانتظر رد فعلهم الذى ربما لم يداعب خيالك فى يوم من الايام ان تتوقعه اذا " سقطت " انت  فى تقديم بديل حقيقي لهم بعيدا عن مراهقى الدولة المدنية .. الذين تفننوا فى قتل أي أمل يجعل شعارك الشهير يسقط يسقط حكم العسكر حلاً لاسترداد أمة افقدها سعار المدنين  للحكم ..  وحدتها وإستقراها  !