خبراء: العنف المجتمعي في مصر يعود لمحتوى الدراما التلفزيونية.. تقرير
ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على 13 شخصاً قاموا بتقييد سيدة وتعليقها على عمود إنارة في مدينة بلبيس في محافظة الشرقية شمال مصر، بعد أن اتهموها بمحاولتها سرقة طفل، إلا أن التحقيقات الأمنية أظهرت لاحقاً عدم صحة هذا الاتهام.
وفي التفاصيل، تلقى اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية، بلاغاً يفيد بقيام مجموعة من المواطنين في منطقة أرض علوان بمدينة بلبيس بتقييد سيدة والاعتداء عليها بالضرب المبرح، وتعليقها على أحد أعمدة الإنارة لاتهامها بمحاولة خطف طفل من أمام منزله .
وذكر شهود عيان أن السيدة حاولت الإمساك بالطفل، وهو يلهو أمام منزله وخطفه، لكن الرواية الرسمية بينت في ما بعد أن الاتهام خاطئ وعار عن الصحة. وكانت مجموعة من الشبان أمسكوا بالسيدة بعد أن اعتقد الطفل أنها رمقته بنظرات غريبة وحاولت خطفه وعلى الفور أخبر والدته بذلك.
بدورها قامت الأم بإبلاغ الأهالي والجيران الذين تمكنوا من الإمساك بها وارتكبوا جريمتهم وصوروها بالفيديو ثم بثوها على مواقع التواصل.
"مشهد أخذ الحق باليد، وتعليق اللصوص والخاطفين على أعمدة بالشوارع"، أصبح مألوفا لدى المشاهدين، خاصة مع ارتفاع معدلات العنف والجريمة، بحسب خبراء اجتماع.
رواد موقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك"، تداولوا منذ أيام مقطع فيديو لعدد من أهالي مركز بلبيس في الشرقية، وقد علقوا سيدة على عمود إنارة بعد ربطها بـ"الحبال"، واعتدوا عليها بالضرب بعد محاولتها خطف طفل من داخل منزله بمنطقة "أرض علوان" بالمدينة.
ومن الوقائع المشهورة أيضا ما حدث في مارس الماضي، حيث تمكن أهالي شارع الهرم بالجيزة من ضبط "بلطجي" تعدى على أحد الأشخاص وضربه بـ"مطواة" أودت بحياته، وانهالوا عليه بالضرب المبرح، وعلقوه من قدميه أمام المارة.
وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: "هذه الوقائع في منتهى الخطورة بأن يلجأ الناس إلى الحصول على حقهم بالعنف وبطريقة غير مقبولة، وهنا يجب تفعيل دور الشرطة بشكل قوي في هذه الحالات، حتى لا يحدث انعدام في الثقة بين الشعب وجهاز الشرطة المنوط بها التحقيق في هذه الجرائم".
وأضافت : "الدراما أصبحت مليئة بأحداث العنف والتعدي على المرأة، وتداول الأسلحة والمسدسات بين أبطالها بشكل عادي دون مراعاة ثقافة المجتمع وأخلاقياته، إضافة للحوار المتدني كل ذلك عوامل تساعد على نشر فكرة العنف في المجتمع ولجوء الأفراد إلى تطبيق ما يشاهدونه في الواقع".
ويرى الدكتور محمد هاني، خبير الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن سبب حدوث هذه الواقعة هو أن الأفراد أصبحوا يفكرون في القصاص بالطريقة المرضية لهم أيًا كانت، في ظل غياب الأخلاقيات في المجتمع".
وأضاف: "رغم انتشار ظاهرة خطف الأطفال كان يجب على الأهالي التعامل مع هذه السيدة المتهمة بالشكل المناسب وتسليمها للشرطة دون تعذيبها حتى لا نعالج الخطأ بخطأ آخر ولكن ماحدث ينم عن غياب للأخلاقيات والمعايير الثابتة في المجتمع في التعامل مع مثل هذه الحالات".