تسببت وسيلة المواصلات الأشهر بمصر الـ "توك توك" في أزمة حقيقية بقطاع العقارات المصري، وفقاً لعاملين ومطورين عقاريين، الذين قالوا في تصريحات خاصة لـ "العربية.نت"، إن الـ "توك توك" سحب الجزء الأكبر من حصيلة العمالة التي كانت تطرق أبواب قطاع البناء والتشييد، حيث خرج من العاملين في هذا القطاع ما يقارب 60% خلال السنوات الماضية، بسبب لجوء غالبية هذه النسبة إلى شراء "توك توك"، والعمل عليه.
وقال محمد عبد العظيم، صاحب شركة مقاولات بالقاهرة، إن شريحة كبيرة من العمالة التي كانت موجودة بقطاع البناء والتشييد، انسحبت وخرجت بشكل نهائي من سوق العمل الخاصة بالقطاع، وأضاف: "غالبية العمالة التي خرجت اشترت "توك توك" واعتبرته مشروعاً خاصاً".
وأوضح أن العائد المالي الهزيل للعمالة في هذا القطاع، تسبب في هروب شريحة كبيرة، خاصة أنه لا يتجاوز 100 جنيه في اليوم بالنسبة للعامل العادي، وهذا المبلغ يمكن توفيره بسهولة ودون شقاء وتعب من خلال الـ "توك توك".
وأشار إلى أن غالبية شركات المقاولات، خاصة الشركات التي تعمل من الباطن تواجه صعوبة شديدة في إيجاد العمالة، ما دفع أصحاب الشركات إلى زيادة أجرة العامل، لكن رغم ذلك هناك شح كبير في العمالة الخاصة بقطاع البناء والتشييد، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في مصر بشكل غير مسبوق ما تسبب في تفاقم الأزمة.
وفي الوقت الذي لم تظهر إحصائية حقيقية حول أعداد الـ"توك توك" المنتشرة في مصر، لكن الإدارة العامة للمرور بمصر، أعلنت أن هناك حوالي مليوني "توك توك" تجوب شوارع البلاد، لكن المركبات المرخصة بينها لا تتعدى 109 آلاف مركبة.
أما الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقدر عدد المرخص منها في مصر بنحو 85.2 ألف مركبة.
وتشير الأرقام الصادرة عن الجهاز إلى أن قطاع التشييد والبناء جذب نحو 463 ألف عامل، في الوقت الذي يحتاج فيه القطاع إلى أضعاف هذا الرقم مع زيادة عدد المشاريع العقارية، سواء الخاصة أو الحكومية التي تعد العاصمة الإدارية المشروع الأكبر فيها.
وقدرت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية حجم استثمارات السوق العقارية في مصر بنحو 200 مليار جنيه خلال العام الماضي، بمعدل نمو سنوي من المتوقع أن يصل إلى 20% خلال الفترة المقبلة، مقابل نحو 16% خلال العام الماضي.
وقال محمد حمزة، صاحب شركة مقاولات، إن توفير العمالة أصبح المهمة الأصعب في قطاع البناء والتشييد، خاصة مع انصراف شريحة كبيرة للالتحاق بمهن وحرف أخرى أهمها العمل كسائق "توك توك".
وأشار في حديثه لـ "العربية.نت" إلى أن السعر البسيط لـ "توك توك" دفع عدداً كبيراً من العمالة إلى شرائه والعمل عليه، بدلاً من الاستمرار كعامل في قطاع البناء والتشييد الذي يعد من المهن الأصعب.