راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

طارق المهدي لـ"زهرة التحرير": بناء الإسكندرية "فرض" على الجميع .. والمُقصرون "لن نرحمهم"

    

اللواء طارق المهدى فى لقائه مع منال أيوب
اللواء طارق المهدى فى لقائه مع منال أيوب

 

 

الحديث عن عسكرة الدولة لا جدوى منه .. والأفضل محاسبة المسؤول على أدائه لا انتماءاته

الابتكار طريقنا لحل مشاكلنا .. وأعتمد على الشباب في تصحيح المسار

المسؤولين من أصحاب نظرية " أيام  وتعدي"  أقول لهم بكل ثقة " أيامكم قصيرة "

وضعنا خطة متكاملة لها، و أمامنا من 7 إلى 8 أيام ليس أكثر كى يتم الانتهاء من مشكلة المياه .

 

 

حاورته : منال أيوب

 بالرغم من كونه صانع سياسات من الطراز الأول .. وأحد القادة العسكريين القلائل اللذين توافق عليهم " أصحاب الرفض " لكل ماهو عسكرى، أو ذو خلفية انضباطية خضعت لقواعد الاشتباك وأصول الحياة القاسية التى امتزجت فيها أصوات المدافع بعرق البناء الصلب الذى لايلين أمام الشدائد .. إلا أنه ابتعد معنا عن دروب السياسة .. وزوغان العبارات الفضفاضة .. وفّضل أن يُكمل سيرته بحوار جاد يختص فيه بالحديث عن "متاهات الفوضى" في الإسكندرية .. وحاجات المحافظة وأهلها.. ومعرفة أسرارها التى عاشت عقود بعيدة عن رحمة ضمير المسؤولين .. إنه اللواء طارق المهدي الرجل الذى اتفق عليه الجميع ونجح في جميع المناصب التى تولاها سواء كانت مدنية أو عسكرية .. واختارته القيادة الحكيمة للعاصمة الثانية "عروس المتوسط " بعدما كانت على مدار عام متكامل فى "عهد الإخوان" ..  ساحة لإراقة للدماء  .. والاحتراب الأهلى .. مع غياب كامل لأي دور حقيقي فى النهوض  بمعشوقة  " الإسكندر والرومان" .

 

 

 الكثير ينتظر طريقة إدارتك للإسكندرية ..وخاصة أن سيادتك تعلم حجم اللغط الكثير الذى دار حول الخوف من الخلفية العسكرية للمحافظين .. كيف ترى ذلك .. وأى أسلوب ستتبع في طريقة إدارتك للمدينة ؟

   بالفعل الكلام تردد كثير عن الخلفية العسكرية للمسؤولين التنفيذيين المدنيين ..بالرغم من أن الطبيعي أن يحكم على الإنسان من الإدارة وطريقة الإدارة لاسيما وأن العسكريين المصريين من أمهر القادة عموما وأكثر قدرة على اتخاذ القرار .. وعموما لن أبتعد عن أسلوبى الذي يعرفه كل من سبق له التعامل معى .. وأعتمد على الشرح لهم " بهدوء " .. والذهاب إلي أى مكان تأتينى منه أدنى المشكلات ..  ولا أتردد فى مقابلة الجميع لشرح طريقة العمل التى أود التعامل  بها .. وأنا دائما ما أري أن الاتفاق علي أسلوب معين تجاه حل المشكلة لابد من تنفيذه .. وان لم يحدث ذلك لا أتردد مطلقا في محاسبة المتكاسل أو المخطئ سواء كان مهملا أو متكاسلا لاسيما وإن تعرض فى إهماله لمصلحة المواطن

 

 تتحدث سيادتك عن أهمية العمل بجدية .. إذاً كيف تري تراخى غالبية المسؤولين المحليين فى التوقيت الحالى، خاصة أنهم يبررون ذلك بكثرة التغيير فى المناصب وعدم إعطائهم الوقت المناسب للإصلاح .. ؟  

  لايوجد أى مبرر للهروب من تنفيذ المسئولية بإتقان، وأريد أن أؤكد أن المسؤول الذى يتفهم أو حتى يخيل له أنه يقضي أيام "وتعدي"، أقول له بكل ثقة أنت "مخطئ" لأنك مهما كانت أيامك قصيرة  لن تمر عليه دون حساب أو عقاب بل وأحيانا قد يطبق عليه الحساب والعقاب بمنتهي القسوة، وأرجو ألا يعتبر أحد من كلامى نوعا ما من التهديد أو تعبير عن خلفيتي العسكرية ..  " إطلاقًا " ..  ولكنى اشدد على أن ذلك هو العقاب الذى يكون الطبيعى للتهاون والتقصير فى حق المواطن ..  ومن هنا أقول أن الأسلوب الأمثل هو تأدية الواجب بكل قوة،  والعمل نحو تحقيق " الصالح العام " الذى من المفترض أن يكون نتاجاً طبيعياً للتعبير عن جداراته بتولى المسؤولية، خاصة مع الظروف  " المصيبة " التى تقبع فيها البلاد وبالتالى أي مسؤول غير مدرك أن المركب من الممكن أن تغرق سريعا وفي أي وقت على غير توقعه أرى فى ذلك منتهى التهاون والعجز فضلا عن أن ذلك يندرج تحت وصف عدم الإخلاص للوطن وعدم الشعور بالانتماء له.

 بعيدًا عن السياسة التى فضلنا الابتعاد عنها في حديثنا .. يرى  الكثيرون أن الإسكندرية  " شبه مهلهلة " .. فماذا أنت فاعل ؟    

  بداية .. أشكركم علي توجيه حوارنا لخدمة المواطن السكندرى المتحضر والذى أتفهم معاناته، لاسيما فى الفترات الماضية التى تشبع فيها من التلاطم السياسى وإراقة الدماء .. وأثمن على رؤيتكم .. بالفعل تعاني الإسكندرية من مشاكل عديدة وضعت يدي على أبرزها حتى الآن، وهى المرور والنظافة بخلاف مشاكل الصرف الصحي والبنية التحتية, ومن فرط اهتمامنا بضرورة اللجوء إلى الابتكار فى طريقة الحل لجأنا إلي الاستعانة بطلاب الأكاديمية لمشاركتهم والتعرف إلي أفكارهم وآرائهم لوضع خطط تساهم في حل تلك المشاكل من خلال وضع خطط لحل أزمة المرور عبر خلق حلقة وصل بين وسائل المواصلات المختلفة   وسيارات الهيئة بالمحافظة.وغيرها من الوسائل.

 البنية التحتية بالإسكندرية شبه منعدمة .. والخلل والتآكل والمخالفات الجسيمة تغلغلت بالمحافظة بشكل مخيف .. كيف ترى ذلك .. !

 نعم أدركت ذلك جيدا، ولذلك أود أن أوضح لكم أن الفترة القادمة سيتم تقسيم العمل فيها على مراحل .. أولها سيعالج بالطريقة العادية المتمثلة فى توجيه الإدارات المحلية بضرورة العمل على تلافى المشاكل ووضع الحلول العاجلة والمستقبلية لها, وبعد ذلك سيكون هناك مراقبة وتقييم للجميع .. ومن سنراه من رؤساء الأحياء لا يستطيع إدارة العمل باتخاذ القرارات الصحيحة خاصة بعد شرح الموقف تماما له من البداية ومساعدته بوضع الحلول " سيتم عزله "  مباشرة والاستعانة بغيره علي الفور, وهذا برأيى الحل الأمثل لمواجهة التقصير .. فعند فشل رئيس الحي فى تنفيذ الحلول لايسمى ذلك إلا " تقصير"  .. وهذا لايجب محاسبته بالنقل لمكان آخر بل بالعزل .. ما حدث مع رئيس حي المنتزه دليل على أنه لامجال للتهاون أوالتخاذل .

 برأيك .. ما هو السبب الحقيقى وراء  تقصير رؤساء الأحياء بالمحافظة؟

 أعتقد أنهم غير قادرين علي توصيف المشكلة نتيجة لضعف الكوادر التي تعمل تحت قياداتهم مثل المهندسين والأطباء أو أيا من المهن والوظائف الأخري في كافة المجالات المختلفة، ولا يقدمون لهم التعاون فى كيفية حل المشاكل وتسهيل الأمور, خاصة أن المشاكل تتراكم بما ينذر بكارثة للإسكندرية التى تمتلئ بالكثير من  الصعاب والمخاطر الحقيقية والعميقة ولذلك .. لايوجد مفر من ابتكار حلول قوية وجذرية ولن يفعل ذلك إلا الرجال المخلصين من أصحاب القدرة علي بذل الجهد والعرق لإنجاح مهمة من أصعب مايكون لاسيما فى وجود فساد متراكم سواء عن عمد أو بدون .

 هل حددتم مستوى مقبولاً لديكم ولو مؤقتا يقيس جدية آداء مسئولى المحليات لتنفيذ مهمامهم ؟  

المقبول بالنسبة لنا هو العمل بكل قوة لتحقيق الصالح العام للمواطن، وتوظيف كافة الأجهزة التنفيذية لتحقيق ذلك،  ونعمل بكل قوة على توفير كل الآليات التى تساعدهم على إنجاز مهامهم وبذلك نكون وفرنا لهم كل شىء حتى لايكون لأحدهم حجة تُعجزه عن العمل خاصة أن البيروقراطية التي تشعبت في المحليات وباتت الطريقة الوحيدة التى تحكم أداءهم تحتاج إلي إعادة النظر فيها،كمنظومة باتت عبئاً في طريقة التقدم، ولذلك أشدد من جديد على أننا سنحاسب من يخطئ سواء بقصد أو دون قصد, ولن نتهاون فى ذلك، وان كنت اعتقد أن هذا الوقت يحتاج لمراجعة دقيقة للجميع حتى يتسني لنا تغير الدماء والاستعانة بالكفاءات والخبرات التي تحاول النهوض بالمحافظة بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية.

ولكن إلا تري أن التلويح بالقوة ربما يزعج كثيرين، خاصة أن البعض بدأ يري في المنصب أرقاً دائماً.. وتعريض بالسلامة الشخصية للمسؤول على خلاف الماضي عندما كان المنصب يخدم الوجاهة الاجتماعية أكثر مايخدم المواطن !

 من المؤلم اعتبار المنصب وجاهة اجتماعية على حساب العمل بجد واجتهاد لخدمة الوطن والمواطن .. والمجتهد يأخذ الوجاهة والتقدير .. والحساب سيكون فقط علي الفترة التي قضاها دون أن يقدم شىء للمواطن السكندرى وهو مايعتبر استهانة بحقوقه, والاستهانة بحقوق المواطن لدينا خطا أحمر لن نسكت عليه.

مشكلة قطع المياه باتت صداعاً فى رأس كل مواطن سكندرى .. هل هناك حلول عاجلة لديكم للقضاء على هذه الأزمة ؟

 وضعنا خطة متكاملة لها، و أمامنا من 7 إلى 8 أيام ليس أكثر كى يتم الانتهاء من مشكلة المياه، وفى خلال شهر ونصف سيتم القضاء عليها نهائيا

    

.. كيف ترى دور وزارة الإسكان فى الفترة القادمة خاصة بعد الاهتمام الشديد بعقد بروتكولات مستقبلية لتنفيذ مشاريع عاجلة تخدم البنية التحتية بالمحافظة ؟

  دورها هام ورئيسي خاصة فى ظل الحاجة لها لإنقاذ المحافظة من مشاكل المياه والصرف الصحي التى تتساوى الإسكندرية مع غيرها من محافظات الجمهورية      فى قلة الاهتمام بالخدمات والصيانة والتى لايقل وصفها عن "كارثي"  خاصة أنى تعودت من المسئولين التنفيذيين عدم المصداقية والضبابية وعدم الشفافية وعدم وضوح الرؤية والأفكار, مما يؤكد أننا نحتاج إلي بذل مجهود شخصي شاق ومتعب للوصول إلي التوصيف السليم والصحيح للمشاكل حتى يمكننا حلها . ولذلك تم التنسيق مع المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان النشيط للنهوض بالبنية التحتية للمحافظة .

 هل لديكم إحصائية دقيقة لعدد  العقارات المخالفة بالإسكندرية؟

 نعم لدينها أرقام شبة مؤكدة عن المخالفات العقارية حيث يوجد في الإسكندرية 13000 عقار مخالف قبل الثورة، و12000عقار مخالف أيضا بعد الثورة ليصبح إجمالي عدد العقارات المخالفة 25000 عقار , تم إصدار أكثر من 47000 إلف قرار إزالة إلي 13000 عقار مخالف دون فائدة مما يدل عن أن العقار الواحد المخالف صدر له أكثر من 8 قرارات إزالة , وان نسبة تنفيذ قرارات الإزالة  بعد الثورة ضعيفة جدا لا تتجاوز 1.5 % وقبل الثورة لم تتخطي نسبتها 15% وهو مانعتبره  " مؤامره جماعية ".

 ما الحل المناسب من وجهة نظركم للقضاء على مافيا العقارات المخالفة !

 الحل يكمن فى تشكيل لجنة أو عدة لجان لكتابة تقرير عن حالة هذه العقارات ومعرفة حالتها سواء كانت جيدة أم سيئة فإذا أصدرت اللجان قرارها بأنها سيئة يتم التعامل معها بالشكل القانوني، أما إذا كان قراراها بغير ذلك سيتم إعادة النظر فيها.

  

 تردد فى الآونة الأخيرة وجود مبادرة من أصحاب تلك العمارات المخالفة لتقنين أوضاعهم ..  مارأيك ؟

بالفعل تم طرح مبادرة من أصحاب العقارات المخالفة يتم التجاوز من خلالها عن مخالفتهم مقابل تحصيل المحافظة رسوم معنية عن كل دور مخالفات نفهم من ذلك أنكم قد ترتضون الحل المادي كخيار للتراضي مع المخالفين

لا أقصد ذلك ولكن إذا كانت هناك حلولا وسط لحل قضية ما لا أري مشكلة فى ذلك .. وأفترض أن هناك عمارة صادر لها ترخيص ببناء 8 طوابق فقط، وقام صاحبها ببناء 20 طابق سيتم السماح له بهدم 8 طوابق من إجمالي 20 طابق ويكون العقار 12 دور فقط وسيتم تحصيل غرامات علي الأدوار المخالفة.

 بنظرة مسؤول وقائد عسكري محنك .. كيف ترى المستقبل فى ظل التعقيدات الحالية سواء علي الجبهة الداخلية أو الخارجية .

 أعتقد أن القادم أفضل بكثير .. هذه البلاد لن تنكسر مهما اشتدت عليها الأزمات بمزيد من العمل والتفاني في خدمتها سنضعها من جديد في مكانتها اللائقة التى تستحقها بسواعد وعقول أبنائها

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register