ثورة يناير وردة سرقها " الإخوان " ..  والشباب لن يقدر على تصدر " المشهد السياسى "

  سيناء مرتع للإرهاب وإبادة الجيش المصرى هدفه المتطرفين

أجري الحوار : محمود حسين ورحاب محمود بدر .

  الحوار مع قائد ميداني، سبق له إدارة المعارك على الأرض، ويختلف بالطبع عن أي محلل إستراتيجي من خلفية عسكرية، فيستطيع تحليل ماحدث بدقة، ورصد كل الافتراءات والتجاوزات في ان واحد، فيما يتعلق بفض اعتصام رابعة والنهضة . لذا كان حوارنا مع اللواء محمد على بلال قائدالقوات المصرية في حرب الخليج حيث سالناه .

1 ــــ ما رايك في المشهد السياسي المصري ، وهل نعيش مرحلة محاصرة للحريات،  أم نستعد لما هو أفضل ؟

 هناك تغيير فى فكر المواطنين المصريين بوجه عام ، فنجد أن قبل 25 يناير كان اهتمام الجمهور المصرى بوجه عام منصب على الكرة وكان كل الجمهور المصرى تقريبا يتحدث كمدرب او كناقد او كلاعب ، ولم يكن للشعب المصرى أى حراك سياسي ، حتى الاحزاب التى كانت موجودة سابقا لم يكن لها أى حراك سياسي، ثم انفتح المجال لاحزاب كثيرة لم يكن لها وجود فى الشارع، وانما كانت كما كان يقال عنها ورقية .

  وبعد 25 يناير، انحل القيد السياسى الذى كان يُقيد المواطنين ككل فأصبح كل المواطنين سياسيين، وأغلب احاديثهم سياسية ، كما اصبح كل مواطن يتحدث فى كيفية التعامل مع الدولة والاوضاع  السياسية وكأنه عالم سياسى، وبات الشعب كله خبراء، دون أن يكون لدينا القاعدة السياسية التى نتحرك على من خلالها، ومن هناا فشل الشباب في صنع سياسة، بأليات جديدة،  دون أن يكون لديه الخلفية الكاملة لذلك .

  وبدلا منأن يكونوا يداً واحدة،  اسسوا اكثر من 60 أئتلاف مما يعنى أن كلا منهم يرى من وجهة نظره الشخصية،  أنه الاقدر على احداث حالة حراك سياسى،   وجهة النظر اصبح بينهم الخلاف كبيراً،  وليس مجرد إختلاف بسيط فى وجهات النظر وبالتالى لن يرضى احدهم أن يكون الآخر رئيس الائتلاف،  وكلا حاول أن يصنع له أئتلافا علما بأنه كان من المفروض أن يكونوا يدا واحدة بعد الثورة حتى يستطيعوا قيادة  المجتمع طبقا لقيادتهم للثورة .

2ــــــ كيف نصل إلى حوار وطنى سليم فى الفترة القادمة ؟

لن نصل إلى حوار وطنى سليم إلا عن طريق الممارسة والتعلم من الاخطاء، فلابد أن نخطئ لنتعلم من الاخطاء،  وبالتالى لابد أن نتدرج للتغيير فمن المستحيل أن نتغير 180 درجة مرة واحدة، ومن الطبيعى أن نتدرج حتى نصل إلى الزاوية المنفرجة، وهذا يحتاج إلى وقت وصبر وممارسة، خاصة ان الممارسات التى تمت فى الاوقات السابقة سواء كان دستور 2012، ثم دستور 2013 ، وانتخابات مجلس شعب ، انتخابات رئاسة سابقة ، و انتخابات رئاسة قادمة .

   كل تلك الممارسات سوف تدربنا وتعلمنا السياسة و كل ما اخشاه أن يفقد الشباب مكاسبه، ولهذا اطالبه  بالتعلم من خبرات الكهول، فدائما تجد الشباب يولى الشباب ويطلب تعاون الشباب، ويرفض الشيوخ والكهول، وهذا خطأ كبير فعلى الشباب كى يتقدم أن يستعين بخبرات من هم لديهم الخبرة لذلك، ولابد أن يُطلب مشاركة الكهول والشيوخ ولا يجوز أن تطلب أن يكون الشباب فقط فى الصدارة كى لا تفقد التعليم والتدريب والخبرة ..

3ــــــ بعض المحللين السياسيين بدأوا أن يتحدوثوا بأن هناك تغيير فى الحراك السياسى والحراك الثورى فى الشارع السياسى. . . ما تعليقك  ؟

  بالفعل هناك تغيير فى الحراك السياسى داخل الشارع المصري ولكن البعض يسعى لتغيير سريع، وهذا من الخطأ بسبب صعوبة التغيير السياسى على وجه السرع،ة لأنه من المستحيل مثلا أن يتم تغير فريق كرة بالكامل، لنأتى بفريق جديد من الشباب، لابد من تغيير بعض الأفراد في الفريق مع الاحتفاظ بأصحاب الخبرة كى يقودوا الشباب الجديد ويعلموهم اصول اللعب، ليصبح هؤلاء الشباب فى المستقبل قادرون على المحافظة على مركز النادى الذى يلعبون له .

  وهذا التشبيه مماثل لما يحدث تماما فى الوضع السياسى الآن، فالشباب يريدون الدخول مرة واحدة في الحراك السياسي، وبأي شكل،  وفي نفس الوقت هناك ركود سياسى في الشارع المصري وقت انتفاضة الشباب على النظام الإسبق لأن السياسة كانت قائمة على المصالح والمشاركين فى الحزب الوطنى لم يكونوا يعلموا حتى مبادئ الحزب، وإنما كان يسعى لمصلحته وهذا الركود السياسى خلق كبت سياسى فى نفوس الشعب وخاصة الشباب تماما كإناء على النار مغلق بإحكام، ووصل لمرحلة الغليان فإزداد البخار حتى انفجر الغطاء الذى يحكمه وانتشر البخار فى كل مكان لذلك علينا أن نُعيد تكثيف ذلك البخار ببطء من جديد ليعود مرة اخرى يؤدى دوره فى الحياة .

4 – الانقسام والتوتر الذى حدث بعد ثورة 25 يناير أدى لنفور الكثيرين منها، بل ووصل الحال الي لعنها باعتبار ان ماسبق  كان أفضل مما نحن عليه الآن .. برأيك .. هل كانت خطوة يناير انفراجة صائبة أم طائشة ؟

  ثورة يناير كانت خطوة صائبة بلا شك كأنها وردة إن أردت اقتلاعها وجدت تحتها تربة طينية فلو لم يكن هذا الطين يغذى الوردة حتما سوف تموت . . .   . وهذا التشبيه مناسب لثورة 25 يناير، كون الثورة قامت دون أن يكون لها قيادة وهذه أكبر أخطائها ، وليست ميزة كما يتدعى البعض .

  وجدنا بعد الثورة تشتت الافكار، وتأسس أكثر من 60 أئتلاف ولم يعد يدرى أحدا ماذا يريد،. لقد تم نقلنا من المرحلة التى امتلئ فيها الإناء بالبخار واصبح غير قادر على التنفس حتى انفجر، وبالتالى يحتاج إلى وقت حتى يخرج منه تكوين جديد لأفكار جديدة فى سبيل الوطن .

  الوطن بلا شك استفاد من الثورة ولكن الشباب حتى الآن لم يستفيد ولم يُفيد والمطلوب من الشباب أن يراجع نفسه ويستعين بالخبرات حتى يصل إلى ماهو مطلوب .

5ـ  البعض يقول أن المجلس العسكرى كان يحكم بالفعل ويدير البلاد وقت سقوط مبارك .. ووقت سقوط الرئيس المعزول محمد مرسى وحتى الأن .. ما تعليقك  ؟

  الرئيس المتنحى مبارك تخلي عن السلطة حيث كلف القيادة العامة للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد لفترة انتقالية،  لعدم وجود الرؤية الواضحة لدى الشباب ولعدم قدرة الاحزاب أن تدخل الشارع لتتصدر المشهد السياسى فى الدولة فطلبت من المجلس العسكرى أن يمد الفترة الإنتقاليه والتى بعدها أسس الشباب 64 أئتلاف وفى هذه الحالة فإن الأحزاب ليس لهم قاعدة فى الشارع وبالتالى لا يمكنهم الدخول للإنتخابات، فطلبوا تأجيل الإنتخابات حتى تستطيع هذه الأحزاب ان تضع قدمها فى الشارع .

  فطلبت الاحزاب ان يكون هناك فترة الانتقالية مدتها عامين فرفض المجلس الاعلى للقوات المسلحة فطالبوا بعام ونصف فكان رد القوات المسلحة انه لا يمكن ان نمدها لأكثر من عام ولذلك نجد أن الانتخابات بدأت فى شهر نوفمبر بضغط على المؤسسة العسكرية حتى تستطع الاحزاب أن تتملك من الشارع و تزرع لنفسها جزور لتتمكن من الدخول إلى الانتخابات ..

7ـــ سبق أن ذكرت خلال برنامج تليفزيونى انه من غير المنطقى أن يحارب الجيش المصرى الجماعات الارهابية خارج الحدود المصرية .. مامعني ذلك ؟

القوات المسلحة المصرية مسئولة عن تأمين الوطن فى الداخل بصفة اساسية إلى جانب أن العالم كله لا يقبل أن يكون هناك دولة تحارب دولة فعندما نحارب الارهاب خارج حدود مصر نكون نحارب الدولة الموجود على ارضها عناصر ارهابية، فإن من ينادى بعمل ضربة إستباقية على عناصر إرهابية موجودة فى ليبيا التى تبنى جيش حر،  والحقيقة أنه لا يوجد جيش حر بالنسبة للاخوان ولكن يوجد عناصر ارهابية على الأراضي الليبية، وإن قامت مصر بضربهم تصبح في مواجهة ليبيا .. لذلك فإن مصر عليها أن تؤمن حدودها وتمنع هذه العناصر الارهابية من دخول مصر، ولكن لا يجب مقاتلة الارهاب فى ارض دولة اخرى لأن هذا بمثابة اعلان الحرب علي هذه الدولة مالم تطلب هذه الدولة نجدة مصر من هذه العناصر التى قد تُسيئ إليها او تضرها او تقوم بأعمال إرهابية ضدها على سبيل المثال عندما كان هناك بعض العناصر شبه الارهابية فى البحرين فإن السعودية لم تدخل البحرين إلا بعد أن طلبت البحرين من السعودية التدخل للقضاء على هذه العناصر على الرغم من ان بينهم معاهدة دفاع مشترك إلا أن السعودية لم تتدخل إلا بد ان طلبت البحرين تدخلها .

8- ما رايك في فض اعتصام رابع العدوية والنهضة .؟

لابد أن يتم فض الاعتصام بهذه الطريقة لأنه ليس من المعقول ماكان يحدث في تلك الفترة من جماعة الإخوان المسلمين ومن يناصرهم وقتها، لأنهم قاموا بأعمال ارهابية وقتها، أرهبت جميع طوائف الشعب المصري لدرجة أن العديد من المواطنين هاجروا من تلك المناطق لأنها غير صالحة للمعيشة والعمل في ذلك الوقت .

9- هل مصر تنتظر رئيس للبلاد بمواصفات معينة لحماية الدولة من فخ الإرهاب .؟

 بالفعل مصر تنتظر المشيرعبد الفتاح السيسي لأنه قادر على مواجهة الارهاب المتواجد في المنطقة ، وقادر على تنفيذ  مطالب الشعبي المصري  في الفترة القادمة

10ــــ البعض يقول أن ما حدث فى الدول العربية من تغيرات سياسية على المستوي  الدولى  والعربي … فما هو تعليقك على على هذا الأمر ؟

 أى دولة مادمت لم تدخل فى جذورها لا تستطيع أن تصل إلى مداها وهدفها فإن ثورة 25 يناير فى مصر لم نكن نعلم مداها واهدافها إلا بعد أن انتهت الامور واستقرت فعلمنا أن كان هناك تخطيط من الخارج وتدريب لبعض العناصر كى تقوم بهذه العملية داخل مصر وليس هدفها إزالة الفساد فقط عن مصر ولكن كان لها هدف ابعد وهو تأمين اسرائيل بوجه عام وبناءا عليه لا يمكننا معرفة الهدف النهائى ومن هو المُحرك لما حدث فى البحرين .

11ــــ ما تعليقك على ما يحدث فى سيناء ومنطقة الشيخ زويد والمناطق الاخرى المقربة لسيناء من حركات ارهابية ضد القوات المسلحة والشرطة ؟

  ان سيناء كمنطقة هى مرتع للإرهاب كونها من الأساس مرتع للخارجين عن القانون ويتم بها عمليات تهريب المخدرات والأسلحة وهذا هو العمل الرئيسى للكثير فى سيناء .

12 – هل  بعد إندلاع الثورة المصرية حدثت عملية الانفلات الأمني مما أدي إلي ظهور تلك الظاهرة الارهابية ؟

   بعد ثورة 25 يناير كلنا نعلم أن هناك من خرج من السجون والذين كانوا فيها بتهم ارهابية كونهم عائدون من افغانستان و باكستان ليمارسوا اعمال الارهاب فى مصر وتم القبض على بعضهم لوقف ارهابهم، لكنهم خرجوا من السجون بالقوة ومنهم من بات يتحرك كيفما شاء، بعدما إتجهه إلى سيناء كونها المكان الذى يستطيع الإرهابى  تنفيذ  دُرب عليه من الأساس فى افغانستان .

  لأن طبيعة الارض هناك سهلت ذلك كونها ارض واسعة بها اعشاب وبعض المزارع والاحراش التى يمكن لهم الاختباء فيها ولكن فى جنوب سيناء لا يمكنهم الهروب نظرا لإنتشار الجبال وبالتالى هذا التصور هو الهدف البعيد الذى لم ينتبه له احدا قبل ثورة 25 يناير، فبيت المقدس الذي قصدوه من قبل عندما كانوا يقدمون انفسهم للعالم العربي والاسلامي إتضح أنه هزيمة الجيش المصرى وانهاء وجوده .

13– ما هو هدف الارهاب  في المنطقة العربية  وخاصتنا مصر في الفترة القادمة .؟

  الإرهاب يريد قتل الجيش المصرى بهدف ما لخدمة  اسرائيل في النهاية،  ومــَن مصلحته القضاء على الجيش المصرى، والدليل على ذلك أن وصول مرسى إلى السلطة لأول مرة فى تاريخ الحروب الفلسطينية الإسرائيلية العربية منذ عام 1948 حتى 2013 لم يحدث أن يخرج صاروخ من جهة تسمى نفسها مقاومة فتسميه اسرائيل عدوان، وهذه هى الإتفاقية التى تمت بين اسرائيل وحماس، ودائما كنا نقول قامت المقاومة بإطلاق صاروخ فى اتجاه اسرائيل والذى حدث مؤخرا منع أى اعتداء من غزة فى اتجاه اسرائيل !

  مما يعنى أن أى إعتداء يصدر من غزة فى اتجاه اسرائيل يعتبر عدوان ويبقى لإسرائيل الحق فى رد هذا العدوان طبقا للقانون الدولى، ولم يحدث سابقا أن تم ترديد هذه الكلمة،  ولكن بعد وصول الاخوان للسلطة لم يحدث إطلاقا أن تم اطلاق صاروخ،  أو حتى طلقة فى إتجاه اسرائيل، فإذا ربطنا كل ذلك، إستنتجنا أن الغرض البعيد من الثورة كان تجاه أمن اسرائيل، رغم أن الهدف القريب من الثورة كان إيجابياً،  والإستراتيجية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط تنص على الحفاظ على مصادر البترول تحت السيطرة الامريكية وتأمين خطوط مواصلاتها لصالح إسرائيل .

14ــــ ما تعليق سيادتكم على كلام نتنياهو فى الكنيست بأن دولاً عربية بدأت تدرك أن إسرائيل ليست العدو ..  والدليل أنه تم الكشف عن علاقات سرية موثقة بين اسرائيل وبعض الدول العربية ؟

 هذا الكلام يؤكد أن الهدف النهائى من ثورة 25 يناير كان الحفاظ على أمن إسرائيل، وتحسين صورتها وبالفعل بدأت بعض الدول العربية توثق علاقتها بإسرائيل، فإنه لم يصبح هناك أحداً يتحدث عن إسرائيل كعدو أو يتحدث عن المشكلة الفلسطينية، بينما أصبح الكل بالدول العربية يحارب بعضه بعضاً و أصبحت كل الدول العربية تحارب نفسها من الداخل .

  نداء " على القدس رايحين "  كان القصد منه ذبح الجيش المصر أولاً .. لامتلاك زمام المنطقة

 16ـــ  البعض يقول أن اسرائيل ليس هدفها من القدس الهوية الدينية، وإنما هدفاً سياسياً، وتروج لفكرة الدين ونصرة بيت المقدس والمسجد الأقصى حتى تقوم بعملية زعزعة العالم العربى  .. ما تعليقك على هذا الكلام ؟

  اسرائيل قامت على اساس تجميع اليهود فى فلسطين طبقا لوعد بلفور عام 1917، وعلينا أن نقارن بين كيفية تعامل الدول العربية سابقاً، وكيفية تعاملها حالياً فإن الدول العربية عام 1947 رفضت قرار التقسيم الموجود فى الأمم المتحدة والذى قدمتة بريطانيا وأمريكا، وتم الموافقة عليه بالإجماع من الدول الأوروبية ورفضته الدول العربية على الرغم من أن بريطانيا كانت تحكم مصر والأردن والعراق، فى ذلك التوقيت كما كانت تحكم أمريكا السعودية إلا أن الدول العربية ورفضت مشروع التقسيم، رغم أنها كانت تحت سيطرة الدول التى وضعت المشروع فإن قرار التقسيم كان يعطى إسرائيل على سبيل المثال مساحة معينة من فلسطين.

   ثم يطلبوا من الدول العربية الدخول فى حرب مع اسرائيل فى مايو 1948 بقادة إنجليز، وسلاح إنجليزى حتى تنهزم الدول العربية وتكبر اسرائيل  وهذا خير دليل يثبت أنه يُخطط ضدنا ونحن نسير وراء مخططاتهم وهذا ما يحدث،  فتسمى اسرائيل الارهابيين حسب أهوائهم فإن كان الوضع لصالحهم لا يعتبر إرهاباً وإن كان ضد مصالحهم يقولون عنه إرهابياً .