المثلية الجنسية في مصر منذ 4500 سنة.. مقبرة فرعونية تحمل زوجان ذكور معاً
فجر حفل فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية، الأخير، بمنطقة التجمع الخامس، في العاصمة المصرية القاهرة، قضية المثلية الجنسية في المجتمع المصري، بسبب رفع بعض الشباب لشعار المثلية الجنسية في الحفل سالف الذكر.
كتب المفكر الموسوعي، رمسيس عوض، في كتابه «الشذوذ والإبداع» مقتطفات من السجل الأدبي للأمر الذى اعتبره «ظاهرة»، حيث أعاد بدء العلاقات المِثلية الجنسية والميول المُغايرة لأكثر من 4500 عام، حيث وجدت إحدى البرديات المصرية الفرعونية التي تشير إلى وجود المِثليين، كما كان هناك رسوم على جدران المعابد تُسجل ذلك بدقة شديدة.
عُثر في إحدى المرات على قبر رجُلين ينتميان إلى مصر القديمة، يعود عمر القبر إلى نحو 2400 عام، وقيل آنذاك، إنّ الرجل الأول يُدعى «ني عنخ خنوم»، أما الثاني فهو «خنوم حتب»، ودُفِنا سويًا في نفس القبر بنفس الطريقة التى يُدفن فيها زوجان أو عشيقان معًا، فيما نُقشت حروف على القبر تقول: «شاركتك الحياة وسأنضم إليك في الموت»، وعُرِفا بـ «المتاحبين في الحياة الدنيا والحياة الآخرة».
اعتقد الكثيرون أنهما أقدم مِثليين متزوجين رسميًا في التاريخ، ولكن مرّ ذلك دون أدلة، وكان ما توفرّ عنهما من معلومات يؤكد أنهما شخصان عاشا في الأسرة الخامسة، وعملا في وظيفة الإشراف على العناية بأظافر الملك، في عصر الملك «ني أوسر رع»، حيث كانت العناية بالنظافة والجمال تحتل أهمية كبرى، وكان الشخص الأنظف هو الأقرب إلى الآله، حسب المعتقدات المصرية القديمة.
وعلى جدران مقبرة الثنائي، التي تعتبر أكبر وأجمل مقابر سقارة المزدوجة، تم اكتشاف منظر راقص للأخوين «ني عنخ خنوم» و«خنوم حتب»، معبرًا عن استخدام الرقص كطقوس آنذاك، كي تُعبر عن المعاني المتشابكة بين الملموسات الفيزيائية والمفاهيم الروحانية التى هى محور الحضارة المصرية، فقد مزج المفكر المصري بينهما واختار الطريق الوسط بينهما كمنهج حياة، وفقًا للتحليل الذى تم رصده لتلك الرقصات، حسب مجلة «مصر المدنية».
ظهر «ني عنخ خنوم» و«خنوم حتب» سويًا في معظم مشاهد النقوش الجدارية لمقربتهما، أحيانًا كل منهما يمسك بيد الآخر، خاصة في غرفة القرابين، حيث يتعانقان في مودة ومتحدين برباط قوي، للدلالة على رغبتهما في البقاء معًا إلى الأبد، حتى في العالم الآخر.
وعلى موقع قسم الأنثروبولوجيا بجامعة «ميتشجان» الأمريكية، كتب «أليسون ليون» أنه عندما اكتشف الأثريون مقبرة «ني خنوم» و«خنوم حتب» في سقارة، «صُعقوا عندما وجدوا هذين الرجلين يتشاركان في مقبرة واحدة، لكن وجدوا في المقبرة أيضاً عملاً فنياً يصورهما في أوضاع حميمية للغاية، في تقارب شديد»، وفقًا لما نقله مشروع «قراءات الجنسانية»، الجنس في مصر الفرعونية.
وأضاف: «بدلاً من الاعتقاد بأنهما كانا على علاقة رومانسية أو جنسية، تم اقتراح نظرية مفادها أنهما كانا شقيقين، ولا شيء غير هذا. تمادى البعض إلى تأكيد أن ني خنوم وخنوم حتب توأم ملتصق، لتفسير تلامسهما هكذا في العمل الفني. تم تصويرهما يتعانقان بنفس طريقة تصوير الزوج والزوجة في الجداريات الفرعونية، وهو ما يحمل نفس دلالات التقارب في سياق العلاقات الجنسية. أدى هذا الاكتشاف إلى نقاش محتدم».
وفي طرح آخر، افتُرض أن كونهما شقيقين ولم يكونا عاشقين، بما أن زوجات وأطفال كل منهما مرسومون على جدران المقبرة، وفسرها بـ: «أولاً، لنفكك المسألة: السلوك لا يكافئ التوجه الجنسي. لأن الأطفال مهمون لاستمرار الحياة بعد الموت في الديانة المصرية القديمة، ربما كانت الزوجات موجودات لتحقيق هذه الغاية لا أكثر. وربما كانا منجذبين للجنسين، وربما كانت تربطهما بالزوجات علاقات رومانسية أو جنسية، ومع الانجذاب لأحدهما الآخر في الوقت نفسه».