راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

المخرج الكبير على بدرخان في حوار من القلب لزهرة التحرير منحت "السندريلا" 10 دقائق لقبول عرض زواجى .. ودخلت من باب "المطبخ" لـ عش الزوجية

IMG_2618.JPG

أنا تلميذ "والدي" .. وأفلام ما بعد الثورة تختزل أحداثها في مشهد لميدان التحرير !

سُجنت في السبعينات مع الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم .. ومكثت أسبوعين "معتقل" في زنزانة انفرادية
حاوره / ناصر عثمان

تمكنت جريدة زهرة التحرير من إجراء هذا الحوار الحصرى مع المخرج الكبير على بدرخان الذى يعد علامه بارزه من علامات السينما المصرية، فمسيرته الفنية التى تتجاوز الأربعين عاما تحتوى على العديد من الأفلام التى تركت بصمات غائرة فى وجدان المجتمع المصرى و العربى، و قد نال معظمها جوائز سواء على المستوى المحلى أو الدولى فهو فنان مرهف الشعور يمتلك حسا وطنيا متأججا و جمرة إبداع مشتعلة دائما، مثل ألسيجاره التى نجدها بين أصابعه دائمة الاشتعال، فهو يمتلك رؤية خاصة و أكثر من زاوية للرؤية فكان حوارنا معه حوارا ساخنا يحمل بين طياته العديد من المفاجئات و كذلك لم يخلوا من الجرأة بل و أيضا إطلاق الصواريخ فى أكثر من اتجاه فهيا بنا نستمتع بهذا الحوار :
فى البداية يريد القارئ أن يعرف من هو على بدرخان ؟
اسمي على احمد بدرخان من مواليد القاهرة فى 25 ابريل عام 1946 مخرج مصرى، ولدت و نشأت فى أسره فنيه اذ أن والدى هو الراحل المخرج احمد بدرخان، والذى عملت معه كمساعد مخرج فى بداية حياتى الفنية و تتلمذت على يده، و تعلمت منه معنى الفن الأصيل فوالدي أخرج معظم أفلام سيدة الغناء العربى أم كلثوم
و ما رأيك فى الأفلام التى قدمت بعد الثورة ؟
المركز القومى للسينما يقوم بإنتاج أعمال لا تعرض، ومنفصلة تماما عن الواقع الثورى، ومعظمها يكتفى من الثورة بمشهد عام لميدان التحرير او ظهور البلطجي هكذا اختزلت الثورة فى الأعمال الفنية .
و ما هو رأيك فى الأعمال الفنية التى قدمت فى رمضان الماضى او الذى سبقه
أنا لست من هواة مشاهدة الأعمال التليفزيونية، ولكننى معجب جدا بمسلسل الخواجة عبد القادر للمبدع يحى الفخرانى، فهو عمل جيد تمثيلا و تصويرا و إخراجا عمل جيد فى معظم جوانبه، وأيضا ـ شاهدت ـ العديد من الممثلين و الممثلات فى بعض الأدوار الثانوية، وكانوا أفضل من النجوم الكبار فى كثير من الأعمال .
و المستوى العام لهذه الأعمال كان عاليا و لكن تشوبه العديد من المهازل فكنا نشاهد الممثل الواحد فى ثلاثة أدوار على الشاشة و هذا ينتقص من جودة هذه الأعمال، و يصاب المشاهد بالارتباك، بالرغم من وجود عشرات الفنانين بدون عمل واحد بالإضافة الى التقطيع الاعلانى للدراما بصوره مشوهه أفسدت هذه الأعمال لان التقطيع الدرامى فى الخارج يتم عمل حسابه، أثناء كتابة المسلسل، ويحدده الكاتب و لا يخضع لهذا السيل الإعلانى الذى يقطع سياق العمل .
فيلم الكرنك من علامات السينما المصرية من ابرز أعمالك، خاصة أن نجيب محفوظ قال عنه انه إذا كان يعلم بان هذا الفيلم سيفهم منه مهاجمة عبد الناصر ما كان كتبه .. ما رأيك فى هذا ؟
لم يكن كلانا يريد ذلك أو يقصد الإساءة إلى ناصر و حقيقة الأمر اننى قرأت القصة، وأعجبت بها فاتصلت على الفور بنجيب محفوظ، فأخبرنى أن ممدوح الليثى قد اشتراها بالأمس فقابلت الليثى وأخبرته بأننى ارغب فى إخراج هذا الفيلم و لو بدون مقابل مادى.
و قد كان أجرى عن إخراج فيلم الكرنك هو مبلغ ألف و سبعمائة و خمسون جنيها فقط و كنت مأخوذا بالدفاع عن حرية الفرد فى التعبير عن رأيه و القصة إدانه للتعذيب و انتهاك لآدمية الإنسان ، فأنا ناصريا و لكنى لست ( دوجما ) فناصر له أشياء عظيمه و عليه مآخذ كثيرة و ما حدث معى فى فيلم الكرنك يذكرنى بما فيه نحن الآن أناس تدعى الناصرية و هم ليسوا ناصريين لا يفهمون الأمر و يتحدثون باسمه و يحرفون الأوضاع و يتاجرون بالناصرية .
و ما هي أسباب اعتقالك و كيف تم و لماذا ؟
أنا اعتقلت فى عهد السادات عام 1972 قبل زيارة نيكسون لمصر بيومين حيث كنت اجلس فى الجمالية مع فؤاد نجم، والشيخ إمام فتم اعتقال كل الموجودين، ومكثت بالمعتقل أسبوعين و كنت اجلس بزنزانة انفرادية و المعاملة معى لم تكن سيئة و اعتقد أن نجم استمر اعتقاله لمدة شهرين
قمت بإخراج أكثر من عمل لنجيب محفوظ فكيف كانت علاقتك به و برواياته ؟
كنت دائما اذهب إليه و أقول له لقد قرأت لك رواية كذا و فهمت منها كذا و كذا فهل توجد مناطق أخرى مستغلقة أو أضافه ضرورية فقد كنت حريصا على التقاط رؤيته و المحافظة علي روح الرواية بالرغم من انه صرح أكثر من مره بان النص الأدبى شيء و الفيلم شيء أخر لكننى أعتقد أن كاتب الرواية هو المبدع الأول لأنه يقوم بخلق العمل الفنى من بذرة العدم و يأتى عمل المخرج بمثابة إبداع على أبداع آخر .
كيف تعرفت على السندريلا سعاد حسنى و كيف نشأت علاقة الحب بينكما ؟
لقد تعرفت على السندريلا سعاد حسنى أثناء قيامها ببطولة فيلم ناديه و هو من إخراج والدى المخرج احمد بدرخان و كنت وقتها مساعد مخرج و فى البداية كنت أعاملها بجفاء و لم أكن لطيفا معها اعتقادا منى بأنها مغرورة لأنها كانت تطلب إجراء بعض التعديلات على السيناريو و كان لها طلبات خاصة و لكن بعد فتره تحسنت العلاقة بيننا بعدما تأكدت من أنها تتعامل على سجيتها و أنها بعيده كل البعد عن الغرور فى كثير من الأحيان كانت تتصل بوالدي لتستفسر منه عن بعض الأشياء مثل الملابس أو شيء فى السيناريو و كنت أرد أنا عليها و كان دور سعاد فى الفيلم يتطلب إتقانها للسباحة و كنت أنا المكلف بتعليمها السباحة و قد كنا نسبح صباحا فى حمام سباحة فندق عمر الخيام او قصر النيل و كنا فى المساء نذهب الى سينما صيفى,
و أثناء خروجنا كانت تصطحب معها بعض أشقائها و أولادهم وفى إحدى المرات قلت لها بلاش نظام روضه الأطفال ده، و توطدت علاقتنا أكثر و أصبحنا نخرج بمفردنا ثم وصل هذا الخبر لبعض الصحف و انتشرت شائعة حبنا و قرب زواجي من سعاد، و قد قرأ والدى هذا الخبر، و سألني ما هي حقيقة حبك لسعاد حسنى، فصمت و لم أرد .
فقال لى والدى إذا كان هناك علاقة فلابد أن تكون واضحة و فى النور و لابد أن تكون كل تصرفاتك سليمة حتى تتجنب كلام الناس و بعد أيام قليله من ذلك مرض والدى و توفى و بعد سبعة أشهر من وفاته تزوجنا و اقتصر حفل الزفاف على المقربين فقط بسبب حالة الوفاة و كان المقرر أن نعلن خطوبتنا أولا ثم نتزوج، و لكننى يوم الخطوبة اتصلت هاتفيا بسعاد و قولت لها إيه رأيك تيجى نتجوز على طول فقالت لى مش معقول يا على تقول الكلام ده كده على طول .
على العموم امهلنى عشر دقائق أفكر و قبل مرور العشر دقائق اتصلت بها مره اخرى فقالت لى لم أفكر بعد فقلت لها هو لعب عيال فضحكت فقلت لها مبروك و قررنا أن يكون عقد القران فى الفيلا الخاصة بنا و عندما حضرت سعاد الى الفيلا لم تدخل من الباب الرئيسى و لكنها دخلت من باب المطبخ حتى لا يراها المدعوون .
و لكننى لم انتظر حتى ترتدى فستان الزفاف و جذبتها من يدها و قلت لها الناس فى انتظارك من الصباح الباكر فقالت لى نفسى يا على ارتدى فستان الزفاف، فقلت لها مش ضرورى و فجأه وجدت نفسى أمام المأذون و بعد الزواج اكتشفت انه يوجد بيننا كثير من العوامل المشتركة اهمها حبنا و عشقنا الكبير للفن، و كذلك عشقنا للضحك و كرهنا للحزن و الشىء الوحيد الذى كنت انتقدها عليه هو عدم إجادتها للطهى
و كم من الوقت استمر زواجكما ؟
استمر زواجنا لمدة إحدى عشر عاما و كان وقتنا مليء بالحب و الدفيء و السعادة
و كيف تم الانفصال بينكما و ما هو سببه ؟
لان زواجنا كان ملىء بالسعادة و الحب و الحنان فعندما شعرنا بوهن هذا الحب قررنا الانفصال .
و هل استمرت صداقتكما بعد الانفصال و هل استمر العمل الفنى بينكما ؟
نعم فبعد الانفصال استمرت العلاقات الطيبة بيننا و استمرت السند ريلا صديقه لى و على المستوى الفنى ، فقد أخرجت لها فيلم الراعى و النساء بعد الانفصال .
انطلقت الشائعات حول انتحار السندريلا فى نهاية حياتها و كثرت الاقاويل و البعض الأخر يرى أن وفاتها كانت طبيعيه فما هو رأى بدرخان فى ذلك ؟
لا يهم ما إذا كانت قد انتحرت أو ماتت موته طبيعيه ففى كلتا الحالتين فقد فقدناها، وهى الأن بين يدى بارئها و اطالب من يتحدث عن السندريلا بالتوقف عن هذا، و اقول لهم اتركوا سعاد تنعم بالجنة و ادعوا لها .
و لماذا لم نشاهد أعمال فنيه للمخرج على بدرخان منذ وقت طويل ؟
عدم قيامى باخراج اعمال فنيه منذ فتره اعتراضا منى على مستوى الأعمال الفنية الموجودة فى الفترة الحالية ففضلت أن أراقب الموقف من بعيد
و ما رأيك فى القرار الذى أصدره رئيس الوزراء بمنع عرض احد الأفلام خلال الفترة الماضية ؟
انا ضد هذا القرار لان هناك رقابه على المصنفات الفنية منوط بها القيام بهذا العمل و اتخاذ القرار المناسب، و لاننى ايضا قد شاهدت الفيلم الذى صدر القرار بمنع عرضه ، و لم أر فيه كل ما نسب إليه و أدى الى منعه من العرض .
شاهدناك منذ حوالى شهرين تذهب الى مهرجان الأفلام الدولى بأربيل بكردستان .. فما سبب هذه الزيارة ؟
بالفعل تم دعوتى لحضور هذا المهرجان كعضو فى لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، وقد ذهبت انا كعضو لجنة تحكيم كما تم دعوة الفنان ناصر عثمان كفنان مصرى و ذهبنا الى المهرجان سويا ثم انضم الينا بعد يومين المطرب احمد جوهر .
اثناء فعاليات هذا المهرجان فوجئنا بك تتخذ قرارا بالانسحاب من لجنة التحكيم فما هو السبب ؟
بالفعل قررت الانسحاب من لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة و كان ذلك اعتراضا منى على بعض الأمور الخاصة بالتنظيم ففى البداية تم حجز فندق لى فى مكان بعيد عن مقر دار عرض الأفلام و أنا المفروض اذهب لمشاهدة الأفلام المشاركة فى المهرجان اكثر من مره فى اليوم فكان ذلك يتطلب منى وقت و مجهود مضاعف.
و حينما أخبرت إدارة المهرجان بذلك قالوا لى سيتم نقلك الى فندق قريب من دار العرض و بالفعل وضعت ملابسى و متعلقاتي فى الحقائب و تم نقلهم من مقر الفندق البعيد الى فندق اخر قريب و عندما ذهبت الى هذا الفندق قال لى مسئولى الاستقبال لا يوجد حجز باسمك و استمريت لمدة عدة ساعات بدون فندق اقيم به حتى حضر المسئولين عن المهرجان و اعتزروا لى و وفروا مكان بالفندق .
و هل مثل هذا الخطأ الادارى يستحق قرار الانسحاب من لجنة التحكيم ؟
نعم يستحق بل و يستحق اكثر من ذلك فقد فكرت ان اطلب العودة الى مصر على الفور و لكننى لم اتخذ هذا القرار لان لى جذور كرديه و خشيت ان يقال بان من له جذور كرديه عمل على إفساد مهرجان يقام فى وكردستان .
كلمه أخيره توجهها الى العاملين بالحقل الفنى ؟
أقول لهم احرصوا دائما على تقديم عمل فنى راقى يحترم عقلية المتلقى و يرتقى بالفكر و الأخلاق و ليس كل شىء هو جمع الاموال فالفن رساله ساميه أكثر من ذلك بكثير .

IMG_2615.JPG

IMG_2614.JPG

IMG_2613.JPG

IMG_2612.JPG

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register