راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

"المصريين الأحرار" يطيح بنجيب ساويرس.. "القصة كاملة"

محمد أبوزيد  

في الثالث من أبريل من عام 2011 ، أعلن نجيب ساويرس عن تأسيس حزب المصريين الأحرار، تحت شعار "لمستقبل نصنعه معاً لنعيد لمصر أمجادها"، وعلى الفور.. انضم عدد كبير من المفكرين والنشطاء السياسيين للحزب،  لخلفيته الليبرالية، مثل د.فاروق الباز، والمخرج خالد يوسف، و د. محمود مهني (عضو مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق).

   أنجز الحزب العديد من الخطوات الهامة، والتي تجعله من أهم الأحزاب الموجودة على الساحة المصرية. لكن الحزب واجه العديد من الخلافات في الفترة الأخيرة، وبدأت سلسة من الاستقالات والانسحابات من الحزب، فسرها البعض بإنها طبيعية، لإنه الحزب الليبرالي الذي يمتلك 65 مقعداً في البرلمان، وبذلك يكون أكبر كتلة حزبية في مجلس النواب.

  وكانت أغلب الانسحابات تأتي  بسبب سوء إدارة الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب الحالي، لكن ثقة ساويرس في خليل منعته من رؤية ذلك، وواصل نجيب تأيده لخليل، مؤكدًا أن إدارة الحزب جيدة جداً.

نظرة عن كثب على تاريخ عصام خليل

   عصام الدين خليل حسن خليل، يعمل في مجال هندسة الميكانيكا، وهو مدرس في قسم الطاقة الميكانيكية بجامعة القاهرة، ولخليل إسهامات كبرى في المشاريع القومية مثل الاشتراك في عمل تهوية لمقابر وادي الملوك، والبرلمان المصري، بالإضافة إلى المسارح والسينما والأستوديوهات وأكثر من 64 مستشفى، و15 من الفنادق الضخمة، وأكثر من 14 مبنى مختلف، والعديد من المساهمات المختلفة والقوية، كما حصد الكثير من الجوائز على إنجازاته داخل مصر وخارجها.

   تداولت منذ فترة، أنباء بشأن إطاحة ساويرس بخليل، في انتخابات رئاسة الحزب، في أبريل المقبل، وأبدا ساويرس -في اغسطس الماضي- اعتراضه على أداء نواب "المصريين الأحرار" داخل البرلمان، وعلى قيادة خليل لهم، وجمد نجيب تمويل الحزب، وأعزى ذلك لضبابية دور الحزب في البرلمان، مؤكدا أن الحزب أصبح قريب من الحكومة، ودوره في المعرضة أصبح هشاً.. الأمر الذي زاد حدة الخلاف بين رئيس الحزب ومؤسسه.

   وتناولت الصحف حين ذاك أنباء عن اضطرار عصام خليل، لتمويل الحزب من ماله الشخصي، الأمر الذي أكده بعض أعضاء الحزب، ونفاه البعض الأخر، معللين أن مصادر تمويل الحزب تعود لاشتراكات الأعضاء وتبرعات الداعمين للحزب، ولا شك أن المهندس نجيب ساويرس، مؤسس الحزب، يدفع الجزء الاكبر، ومن بينهم الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب، ومن هنا بدأ الصراع يعصف بـ"شدة وصمت"، داخل أروقة الحزب، فبادر الجميع للإنحياز بين الطرفين.

ساويرس خاض معركة خاسرة ضد حزبه

   أثار قرار المهندس ساويرس حالة من الذعر بالحزب، لأن القرار أتى في وقت التجهيز لانتخابات المجالس المحلية، بعد انتهاء البرلمان من صياغة القانون الخاص به.

   وشرع عدداً من الشباب -بدعم من خليل- في تمويل حملاتهم الانتخابية للمجالس المحلية من جيبهم الخاص، أملاً في انتهاء الأزمة بين ساويرس وخليل، وهكذا تمكن خليل من الحصول على دعم شباب المحليات و نواب الحزب، بعدما حال بينهم وبين ساويرس.. في الوقت ذاته حصن ساويرس نفسه بمجلس  أمناء الحزب.

   وبدأ الدكتور عصام خليل بتحريك أول قطعة شطرنج، فى 9 ديسمبر الماضى، بإعلانه عن رغبته في انعقاد المؤتمر العام للحزب قبل موعده، الجمعة 30 ديسمبر،  بفندق الماسه، لمناقشة التعديلات المقترحة علي لائحة النظام الأساسي للحزب، وكان من ضمن التعديلات، تقليص صلاحيات مجلس الأمناء في الحزب، وأكدت بعض قيادات الحزب رفضهم لوجود مجلس أمناء، لإنه أمر غير شائع إلا في الأحزاب الإيرانية والإخوانية.

   وكان رد ساويرس ومجلس أمنائه الصمت حتى أول أمس، فدفع المجلس ببيان يطالب بتأجيل عقد المؤتمر، لعدم عرض التعديلات المقترحة على اللائحة عليهم، قبل طرحها للتصويت، مستشهدين بالمادة ٥٩ من لائحة النظام الأساسى، والتى تنص على عدم تعديل اللائحة إلا بموافقة مجلس الأمناء.

   لم يتسجيب الحزب، وأصر على موقفه، مؤكداً أن توصيات المؤتمر السابق الذى حضره ساويرس ومجلس الأمناء، تنص على تفويض رئيس الحزب لتشكيل لجنة لتعديل اللائحة الداخلية للحزب، وتضم هذه اللجنة أعضاء من مجلس الأمناء، وهذا ما تم بالفعل.. لكن مجلس الأمناء، أكد أنه تم الاتفاق مع خليل على إرسال تعديلات للمجلس حتى يتمكن من مناقشتها.

   وتلخص رد الحزب على انه تم إرسال التعديلات الخاصة باللائحة على البريد الإلكتروني لجميع الأطراف.. هنا تدخل نجيب ساويرس ليعلن تضامنه مع مجلس الأمناء، ويحذر خليل من مخالفة اللائحة.

    وبالفعل تم عقد المؤتمر في الموعد الذي أقره رئيس الحزب، بعد انحياز واضح من أغلبية نواب الحزب لخليل، ووافق الأغلبيه على التعديلات المطروحة على اللائحة، والتي تقر بإلغاء مجلس الأمناء، الذى يضم نجيب ساويرس.

ورد "ساويرس" فى نص تدوينة له عبر حسابه الشخصى "تويتر": "لا تأسفن على غدر الزمان لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب .. لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها .. تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب"… وجائت ردود فعل المتابعين بين متعاطف وشامت، متسائلين عن الخطوة القادمة لساويرس، وعن رد مجلس الامناء على قرار الحزب، وعن مدى رغبته في مواصلة العمل السياسي.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register