راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

النائبة الأوكرانية يوليا أوفشيننيكوفا تطالب بمحاسبة روسيا بسبب جرائمها البيئية: «أضرار فادحة»

في حوار حصري مع فرانس24، توضح النائبة الأوكرانية يوليا أوفشيننيكوفا، مدى فداحة الأضرار البيئية الناجمة عن الغزو الروسي لبلدها، مؤكدة أنه من الصعب معالجة "الجرائم" التي طالت الأرض والهواء والحيوانات والغطاء النباتي. كما أثارت أوفشيننيكوفا مسألة محاسبة روسيا عن كل تلك الانتهاكات ومساعي إنشاء آلية دولية لجبر الضرر الناجم عن الحرب.

ليست آلة الحرب الروسية فقط ما يؤرق الأوكرانيين، بل هو الخوف أيضا على مصير أراضيهم وبيئتهم التي باتت تعاني الأمرين بسبب تداعيات المعارك والقصف المستمرين، حتى أن بعثة لسياسيين أوكرانيين زارت فرنسا مؤخرا والتقت برلمانيين خلال جلسة في الجمعية الوطنية، حذرت من "إبادة وجرائم بيئية" في سعيها الحثيث للفت انتباه المجتمع الدولي إلى أن هذه الحرب قد أتت على الأخضر واليابس.

وقد أثارت النائبة الأوكرانية وعضو اللجنة البرلمانية المكلفة بالبيئة يوليا أوفشيننيكوفا، هذا القلق والتحذيرات خلال مشاركتها ضمن بعثة بلادها إلى باريس أواخر الشهر الماضي، استقبلت من لجنة الشؤون الخارجية والتنمية المستدامة بالبرلمان الفرنسي في 30 نوفمبر/تشرين الثاني لتسليط الضوء على الآثار البيئية للحرب في أوكرانيا.

 

وكانت أوفشيننيكوفا قالت خلال مشاركتها في قمة المناخ "كوب 27" التي انعقدت بشرم الشيخ المصرية في الفترة ما بين 6 و18 نوفمبر/تشرين الثاني، إن "الحرب (التي تشنها روسيا على أوكرانيا) تسبب أضرارا جسيمة للبيئة. إنها جريمة ضد الإنسانية وضد الطبيعة. حين تكون هناك حرب يصعب الحديث عن التنمية المستدامة أو تغير المناخ لأن الحرب تؤخر عقودا من الإنجازات في هذه الميادين". كما لفتت إلى أن "الغابات والطيور والحيوانات تموت والمياه أصبحت سامة، والهواء تحول إلى جحيم".

وقالت أوفشيننيكوفا وهي عضو في تحالف الديمقراطيين والليبراليين من أجل أوروبا: "الآن، في وسط أوروبا، لا توجد إبادة جماعية للشعب الأوكراني وحسب، ولكن أيضا إبادة بيئية للأرض الأوكرانية يمكن أن تؤثر على كل واحد منكم". كما دعت في تغريدة على تويتر إلى إلغاء عضوية روسيا في منظمة الأمم المتحدة بسبب ما وصفته "مسؤوليتها الجنائية عن الإبادة البيئية".

وعلى هامش مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي "كوب 15" في مونتريال بكندا في الفترة من 7 إلى 19 ديسمبر/كانون الأول، قالت أوفشيننيكوفا وهي أيضا عضو التحالف البرلماني الدولي للاعتراف بالإبادة البيئية، في منشور على فيس بوك، إن "الاهتمام الدولي بالإبادة البيئية يتزايد بسرعة وأن الاعتراف بها كجريمة هو من الحلول المحتملة لأزمة المناخ والبيئة". وأضافت: "لقد التقينا مع جوجو ميهتا المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمنظمة Stop Ecocide International أوقفوا الإبادة البيئية. ناقشنا قضايا دعم أوكرانيا وتأثير الحرب على التنوع البيولوجي وعمل الخبراء من أجل التعريف بالجرائم الروسية ضد البيئة.. من أجل رفع هذه القضايا أمام محكمة دولية".

ما هي تداعيات الحرب في أوكرانيا على البيئة؟

الطبيعة شاهد صامت وهي ضحية لهذه الحرب الجائرة وغير المبررة. في أوكرانيا نشهد موت الدلافين، حرق الغابات، معاناة الحيوانات، إزعاج أو قتل الطيور، الأسماك، الحشرات، المياه المسمومة، الهواء الملوث بشدة، الهواء الذي يتحول إلى جحيم، الأرض الخطرة المليئة بالأسلحة.

 

الآن، اسمحوا لي بأن أكشف عن بعض الأرقام التي تؤشر عن مدى حجم الأضرار والجرائم البيئية، لكن يجب أن ألفت إلى أن هذه البيانات تتغير بشكل يومي.

أولا، هناك آثار الحرب المباشرة. فمنذ بدء الغزو الروسي واسع النطاق، كان الضرر البيئي على التربة والهواء والماء والمواقع الطبيعية كبيرا جدا. ووفقا لخدمة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا، فقد تم خلال الفترة ما بين 24 فبراير/شباط وإلى غاية 30 نوفمبر/تشرين الثاني، تحييد 293881 عبوة ناسفة بما في ذلك 2154 من قنابل الطائرات.

 

ثم إليكم عدة حقائق أخرى تؤشر عن حجم الضرر الذي أصاب البيئة في بلدنا، مع أكثر من 2 ونصف مليون متر مربع من الأراضي التي تناثرت فيها بقايا المعارك والذخيرة المدمرة. كما احترق حوالي 700000 طن من المنتجات النفطية بسبب القذائف ما أدى إلى تلويث الهواء بمواد خطرة. وتم أيضا حرق أكثر من 200000 هكتار من الغابات في خط المواجهة بالصواريخ والقذائف والتي بات من غير الممكن استعادة القسم الأكبر منها. يضاف إلى كل هذا، 700000 هكتار من الغابات التي ستحتاج إلى إزالة الألغام. كما أثّرت الحرب على أكثر من 3 ملايين هكتار من الغابات.

 

وباتت أكثر من 20 بالمئة من المناطق المحمية في أوكرانيا مهددة. إذ تم احتلال أكثر من 20 متنزها وطنيا ومحمية كما تأثرت بشكل مباشر المئات من المواقع المحمية الأخرى، بما في ذلك مواقع Ramsar رامسار ومواقع Emerald Network شبكة الزمرد. كما تم تدمير أكثر من 7 مليون متر مربع من المرافق بما في ذلك البنية التحتية الحيوية، مع تسبب الأطلال وكل ما تهدم بإلحاق الضرر بالبيئة. تؤدي الحرائق واسعة النطاق في البنية التحتية والمنشآت الصناعية إلى تسمم الهواء بمواد خطرة. يمكن أن تحمل الرياح تلك الملوثات لمسافات طويلة.

 

كيف تقيّمون زيارتكم الأخيرة إلى البرلمان الفرنسي؟

بالنسبة لنا، فإن أهم ما نتج عن زيارتنا الأخيرة إلى باريس، هو مشروع قرار في الجمعية الوطنية الفرنسية بشأن تأثير الحرب في أوكرانيا على البيئة، وأيضا مناقشة في البرلمان الأوروبي حول هذا الموضوع وتبني مشروع القرار. فضلا عن ذلك، التنسيق والتعاون بين المنظمات العامة والمنظمات غير الحكومية الأوروبية، والعمل المشترك على تسجيل الجرائم ضد الطبيعة.

 

ما رأيكم في تفاعل المجتمع الدولي مع آثار الحرب على البيئة؟

لقد تبنت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة نصا يوصي بإنشاء سجل لتوثيق الأضرار الناجمة عن عدوان الاتحاد الروسي على أوكرانيا، ونصت على استئناف الجلسة الخاصة الطارئة (الخاصة بأوكرانيا). بموجب أحكام النص، الذي جاء تحت عنوان: "تعزيز سبل الانصاف وجبر الضرر الناجم عن العدوان على أوكرانيا"، وتم اعتماده (في 14 نوفمبر/تشرين الثاني) بتصويت مسجل بأغلبية 94 صوتا مقابل 14 ضده وامتناع 73 عضوا، أقرت الجمعية العامة بضرورة محاسبة الاتحاد الروسي على أي انتهاكات للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان في أوكرانيا أو ضدها. كما اعترفت الجمعية العامة أيضا بالحاجة إلى إنشاء آلية دولية لجبر الضرر أو الخسارة الناجمين عن أفعال الاتحاد الروسي غير المشروعة دوليا. كل هذه الخطوات مهمة بالنسبة لنا.

 

لكن وبكل أمانة، نحن نأمل في الحصول على مزيد من الدعم! من المهم بشكل أساسي بالنسبة لنا تطوير وتبني قرار على مستوى الاتحاد الأوروبي ودول التكتل فيما يخص تأثير الحرب على البيئة في أوكرانيا وكافة أنحاء أوروبا.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register