النشيد الوطنى الموريتانى بأيد مصرية إضافة ناعمة لقوة العلاقات الثنائية
تشهد العلاقات المصرية الموريتانية، التى تمتد جذورها إلى مئات السنين، حاليًا تطورًا نوعيًا مختلفًا تضيفه القوة الناعمة ليزيد من قوة ومتانة هذه العلاقات بعد أن نجح المؤلف الموسيقى المصري راجح داوود فى تأليف السلام الجمهورى والنشيد الوطنى الموريتانى بإيقاع جديد نال إعجاب مختلف الأوساط الموريتانية التى حرصت على إقامة حفل تكريم مخصوص للفنان المصرى الكبير يحضره غدًا رئيس الجمهورية.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز غدًا الخميس، بتكريم الفنان والمؤلف الموسيقى المصرى راجح داوود تقديرًا له ولمجهوده الكبير فى تعزيز أواصر العلاقات المشتركة وفى تأليف النشيد الوطنى لجمهورية موريتانيا.
وتحرص موريتانيا حكومة وشعبًا على تعميق العلاقات مع مصر فى جميع المجالات وتبادل الزيارات لدعم هذه العلاقات، وتكن لمصر كل الاحترام والتقدير باعتبارها قلب الأمة العربية ومصدر قوتها.. ويعد تأليف السلام الجمهورى والنشيد الوطنى الموريتانى بأيد مصرية على يد المؤلف الموسيقى الكبير راجح داوود تطورًا كبيرًا فى تعزيز العلاقات الثنائية خاصة فى المجال الثقافى.
وفى إطار زيارته الحالية لموريتانيا، التقى داوود بفرقة الموسيقى العسكرية الموريتانية لتدريبها على اللحن كما عقد ندوة مع مخرجى السينما فى موريتانيا يحدثهم فيها حول الموسيقى التصويرية فى السينما المصرية.
ويعد راجح داوود علامة ورمزا من رموز الموسيقى المصرية والعربية وهو عازف بيانو حيث انضم إلى معهد الكونسرفتوار فى القاهرة فى سن التاسعة وتخرج منه عام 1977 ودرس فى جامعة فيينا ونال شهادة الفنون العليا.
ولراجح داوود دوره النشط فى الحياة الموسيقية فى مصر وخارجها حيث ألف العديد من المقطوعات الأوركسترالية بالإضافة للعديد من الأعمال على البيانو، وعرضت أعماله فى القاهرة، الإسكندرية، فيينا، إيطاليا، ألمانيا، باريس، جمهورية التشيك، لندن، كندا، هنغاريا وبولندا.
وقام بتأسيس أوركسترا الهناجر للوتريات عام 1994 وكان قائداً له حتى عام 1999 وألف ما يقرب من 50 لحنا موسيقيا تصويريا للعديد من الأفلام الهامة منها فيلم (الكيت كات) و(سارق الفرح) و(رسائل البحر) و(الراعى والنساء) و(الكلام فى الممنوع) (مذكرات مراهقة ) و(الريس عمر حرب ) و(الباحثات عن الحرية) و(باب الوداع)..كما شارك وحكم فى العديد من المهرجانات وأهمها مهرجان "Concorso Pianistico Internazionale" فى نابولى و"Conferenza Musicale Mediterranea" فى صقلية ونال العديد من التكريمات.
وكان الموسيقار راجح داوود قد شارك فى ندوة موسيقية بمعرض الكتاب مؤخرًا كشف فيها عن أن الثقافة والفنون تراجعتا بشكل كبير منذ السبعينيات إلى اليوم بما فيها الموسيقى والغناء لأنهما عند الشعوب ليستا وسيلتا ترفيه فحسب بل هناك أهداف كثيرة ومتعددة لهما، كما أن لهما وظائف تساعد على استمرار العمل وتنظيمه، قائلاً: "لدينا أغان تساعد على زيادة الروح الوطنية".
وأضاف داوود، فى ندوة الموسيقى والغناء والقوى الناعمة بمعرض الكتاب، أن الدور الذى تلعبه الموسيقى فى تنمية المجتمع مهم لأنه ينمى الذوق العام، ورأينا الذوق العام يفسد الآن بعد تراجع دور الفنون فى الشعوب والمطلوب أن يستمع الأطفال إلى الموسيقى يوميًا كما يمارسون الرياضة اليومية والآن الفنون ركزت فى الإعلام على الغناء الشعبى ونحن نعرف ما له من دور مهم.. منتقدًا تراجع دور مؤسسات التعليم وكذلك المؤسسات الإعلامية بعد أن فقدت الاهتمام بالفنون الحقيقية وأصبحت تجرى خلف الموضة.