راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

الهجرة والنزوح والتنمية في المنطقة العربية في تقرير منظمة الهجرة الدولية

it20160105-1محمد عبد السيد

قالت الكتورة ريما خلف وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للاسكوا: "هذه الأمة نشأت على تآخٍ بين مهاجرين نفروا من الظلم، وأنصار تلقوهم بالترحاب والسند، ولم يمنن من أهل المدينة على المهاجرين إيواءهم إلا المنافقون. ومنذ تلك اللحظة المحملة بالرمزية، أصبح التآخي والتضامن والوحدة، لبنة بناء هذه الأمة وحجرها الأساس. وحري بكبار الساسة أن يدركوا معنى هذه القصة التي يحفظها أطفال المدارس، فتتحول من قول يقال، يسمع أو لا يسمع، إلى فعل يُرى. لأن ما دهى هذه الأمة اليوم، أكبر من الكلام".

كانت ريما خلف  تتحدث صباح اليوم على منبر مقر الإسكوا في وسط العاصمة اللبنانية، بيروت، حيث أطلقت  والمديرة الإقليمية للشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية في المنظمة الدولية للهجرة كارميلا غودو تقرير الهجرة الدولية لعام 2015 تحت عنوان "الهجرة والنزوح والتنمية في منطقة عربية متغيرة" وذلك بمشاركة حشد من الشخصيات الدبلوماسية العربية والأجنبية.

وقالت خلف: "المواطن العربي اليوم معرض للجوء أكثر من أي إنسان على وجه الأرض بثلاثين مرة. شعوبنا تنزح من بلدان تغرق في الدخان والظلام، ينشدون الأمان في بلدان أخرى بعضها، كلبنان والأردن، يتقاسم لقمة أبنائه مع ضيوفه، ويتحمل ما يفوق طاقته ليوفر لهم حياة، وإن قست. وبعضها الآخر يُسمعنا ما حلا من الكلام عن احترام حقوق اللاجئين، إلى أن يحط أول قارب على شواطئه".

وأضافت: "لقد أصبحت مشكلة اللاجئين أكثر إلحاحاً وتعقيداً مع استعار الحروب وتعدد المشاركين فيها والمنتفعين من إدامتها. لم يعد مقبولاً التذرع بضعف الموارد في زمن هدرها على السلاح. ولا تنجع معالجة التبعات دون الأسباب؛ والمساعدات الإنسانية، رغم أهميتها، لا تكفي دون حلول تنهي الصراع المسلح الذي يدفع الأفراد والجماعات إلى الرحيل وتضع حداً لكل سياسة تجعل المواطن في بلاده مجبراً، فيبدو المنفى اختياراً وهو اضطرار، وراحة وهو تعب، وأنَساً وهو وحشة".

وتحدثت خلف عن نزوح الشعبين الفلسطيني والسوري فقالت: "إن خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، سواء تلقوا مالاً وتعليماً أم لم يتلقوا، سيشعرون دائماً بظلم لا تشفيه سوى العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسراً. قضية طال لهيبُها المنطقة والعالم بأسره. واليوم، نشهد في سوريا فصول مأساة طالت، وأخرجت أكثر من أربعة ملايين مواطن من ديارهم فراراً من ظلم وبغي وعدوان يسقط عليهم من السماء أو ينفجر في وجوههم من الأرض.  وإن بقيت سياسات المعالجة على حالها، للقضيّتين،  سيبقى الحل بعيداً وتكثر القضايا. مشكلة اللجوء التي تضرب مجتمعاتنا اليوم ليست بفعل كارثة طبيعية من براكين وزلازل وفيضانات حتى تقتصر معالجتها على الوسائل الإنسانية.  بل هي بفعل السياسة،  ولا حل لها بإغفال دور السياسة" (النص الكامل لكلمة خلف مرفق طياً)

ثم تحدثت كارميلا غودو فقالت: "لا أحد يحتاج إلى التكرار بأن الهجرة هي السمة المميزة للمنطقة العربية. المنطقة صاحبة الرقم القياسي المأساوي لتشهد أعلى مستويات الهجرة القسرية في العالم. فقد حولت الحروب والأزمات السياسية في المنطقة وجوارها المنطقة  إلى مضيفٍ ومصدرِ تدفقِ اللاجئين في آن- بالإضافة إلى النزوح الداخلي على نطاق واسع في العديد من البلدان. ومع القليل من الدعم، قام العديد من الدول العربية بجهود استثنائية للتعامل مع وضع غير مسبوق. واستضاف الكثير من المجتمعات المحتاجين. ولبنان هو في طليعة هذه الجهود حيث يُسجل حالياً لاجىءٌ واحدٌ من أصل 4 سكان".

وأضافت: "بعيدا عن بعض بؤر التوتر الإنسانية الأكبر في عصرنا، قد ننسى أحيانا أن الهجرة كانت دائماً ظاهرة هيكلية طويلة الأمد في المنطقة العربية: أسواق الطلب على اليد العاملة والمهارات؛ طلابٌ يسعون الى الإفادة من مراكز كبيرة للتعليم في المنطقة فيما كان التنقل أيضاً وسيلة للحياة والتكيف مع البيئة. وفي المكان الذي يعاني من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والذي يعترض طموح المواطنين الشباب، يبقى التنقل ردُ فعلٍ طبيعي".

وقالت: إن الهجرة في المنطقة العربية تحدث حالياً عند تقاطع الديناميات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وغالبا ما تكون أسباب الهجرة والنزوح المختلفة مترابطة. في أسبابها ونتائجها تبقى قضية إنسانية وإنمائية. وجميع من يعيشون في الهجرة والنزوح يتطلعون إلى حياة أفضل وإلى الحصول على حقوقهم الإنسانية".

وفي ضوء ما بلغت الهجرة  والنزوح من أرقام قياسية حالياً، الهدف من التقرير الذي أطلق اليوم هو تقديم معلومات شاملة وآنية حول وضع الهجرة يمكن الإسترشاد بها في وضع الحلول المناسبة لمختلف أنماط الهجرة في المنطقة. ويسلط التقرير الضوء على ضرورة مواجهة تحديات الهجرة الدولية والنزوح بحلول شاملة ومنسقة.

وقد أُعد التقرير تحت إشراف الفريق العامل المعني بالهجرة الدولية في المنطقة العربية برئاسة الاسكوا والمنظمة الدولية للهجرة وعضوية 12 وكالة أخرى من الوكالات التابعة للأمم المتحدة التي تعاونت بهدف دراسة أحوال الهجرة واللجوء في المنطقة ووضعها في السياق السياسي والعالمي الصحيح

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register