راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

اليمن .. بين الحرب الطائفية والتوازنات الاقليمية

أحمد-الوزير

 

 

أحمد الوزير :-
لقد وقع اليمن مهد الحضارات واصل العرب -اليمن السعيد بفقره المتدهور باقتصادياته – فى اتون الحرب متأرجحا بين ماهو حرب طائفية ومصالح دولية وتوازنات اقليمية , انها الحرب بعدما صمت اذان الحوثيين عن النصح وانتشوا بما ظنوه نصرا على سائر اليمنيين وقد اتجهوا الى عدن مثلما عبثوا بالعاصمة صنعاء . ويري المراقبون فى هذه الحرب انها حربا بين الشيعه والسنه فايران الشيعية المذهب تؤيدها سورياوالعراق وحزب الله فى لبنان والحوثيين فى اليمن بينما يقف على الجانب الاخر السعودية ودول الخليج العربي ومصر وتؤيدهم تركيا وباكستان ذلك الجانب سنى المذهبي-باعتبارها حرب طائفية بين مذهبين كلاهما مسلم فى نهاية الامر هكذا تكون الفتن .اما بعد " عاصفة الحزم " تغيرت لغة التخاطب واصبحت المسألة اكبر بالتاكيد من الحوثيين وشعاراتهم ومن الرئيس السابق على عبد الله صالح وحنينه الى القصر فاللغه اختلفت والرسالة كانت واضحة هذه المرة الى " ايران " التي عاثت فى الارض فسادا واشعلت الفتنة فى الدول العربية, تطاير شرها لعواصم عربية مثل دمشق وبيروت وصنعاء وبغداد التى اعتبروها عاصمة لامبراطوريتهم الاسلامية الفارسية , لم يكن اى من الدول العربية لدية نية المواجهة مع ايران حتى ذهبت بعيدا فى اليمن دعمت الحوثيين فى مغامرة كسر التوازنات الراسخة , دعمتهم فى محاولتهم تغيير موقع اليمن الاقليمي , سارع الجنرالات الايرانيون الى الاحتفاء بالانتصار اليمني وربطه بما حققوة فى العراق وسورية ولبنان وبدت مستعجلة فى فرض امر واقع قبل توقيع الصفقة النووية مع واشنطن , هاهو اليمن يقع بين تلاقي المصالح الدولية , فتقف امريكا المهندس الكبير تدير العمليات من بعيد عن طريق مستشاريها فى العراق باعطاء الضوء الاخضر لايران بالتدخل فى العراق بميليشياتها ويظهر " قاسم سليمانى " فى ساحة المعركة يشرف بنفسه مقابل موافقة ايران على بعض شروط التفاوض والاتفاق بالملف النووي, وايضا ذهب الحوثيين بعيدا , تجاوزوا الخطوط الحمر وتقدموا الى حيث لايحق لهم , اجتاحوا صنعاء واحتجزوا الرئيس " عبد ربه منصور هادي " الذي يعترف العالم بشرعيتة وعندما نجح فى الافلات منهم طاردوة الى حيث لايحق لهم اى الى عدن , كما ذهب على عبد الله صالح بعيدا فقد سهل للحوثيين التهام الجيش واسلحتة والتهام صنعاء , بل ذهب ابعد من ذلك هدد الرئيس " هادي" بطردة من عدن . الكل ذهب بعيدا فى اطماعه من الحوثيين وايران وعلى عبد الله صالح.ان " عاصفة الحزم " استدعاها الرئيس اليمني لكن الذي جعل منها استراتيجية هو التقارب الامريكي الايراني لدرجة الاستهتار بالامن القومي العربي برمته , فواشنطن بقيت صامتة ازاء التجاوزات الايرانية فى سورية وباتت شريكة " جوية " للميليشيات التى تديرها ايران فى العراق بحجة انهما معا ضد " داعش " وتعمدت غض النظر عن التوغل الايراني عبر الحوثيين فى اليمن , اذ ما من شأنه ان يعطي " عاصفة الحزم " جدية سياسية وعسكرية وقيادية هو ايضاح نسيجها الاستراتيجي ببعده الاقليمي وليس ببعده اليمني فقط, وهذا يتطلب حديثا بلغة جديدة بين الدول العربية لاسيما الخليجية ومصر لجهة واقعية الادوار الميدانية عسكريا لهذه الدول وكيفية الرد على الردود الايرانية الممتدة من اليمن الى العراق الى سوريا وهذا يتطلب الجلوس الى مائدة رسم السياسات البعيدة المدي وليس الاكتفاء باصدار بيانات عن قمم عربية حتى لاتكون " عاصفة الحزم " مجرد عاصفة غضب ضمن تكتيك الردود العابرة التي تعزز الاعتقاد بان السياسة السعودية مبعثرة تفتقد التهيؤ وتكتفي بالانسياق الى الرد , وعلية لابد ان يكون الحزم لايقاف الزحف الايراني على الدول العربية ولايقاف الاستهتار الامريكي بالمشروع العربي والمواقف العربية , حيث اصبحنا اليوم امام صفحة جديدة مابعد " عاصفة الحزم " سواء فى اليمن او فى مسارح اخري , فاما مواجهة مفتوحة لرسم حدود الادوار بالدم واما قبول بتصحيح التوازنات لفتح باب التفاوض حول ترتيبات الامن والاستقرار فى المنطقة .
احمد الوزير

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register