حوار: كريم جابر

استكمالًا لإجرائي حوار مع شخصيات عالمية في العديد من المجالات، وفي محاولات أعمق منا لاستكشاف كل ما هو جديد على وجه هذا الكوكب الذي يمتلىء بالكثير من الأسرار والثقافات والديانات والشعوب وهذا يمنحك إضافات رائعة إلى تشكيلك الثقافي ووعيك أيضًا، كان حواري هذه المرة مع اليوتيوبر المصرية الأمريكية الشهيرة جاسمين نجيب من قلب ولاية المال والأعمال نيويورك، تحدثنا عن رصدها وتوثيقها للحياة الأمريكية من خلال فيديوهاتها عبر منصات السوشيال ميديا والتي حققت أعلى نسب مشاهدات خلال الفترة الأخيرة، وجاء الحوار كالآتي:

سُعداء للغاية بإجراء هذا الحوار معكِ، نود معرفة المُزيد عنكِ؟

شكرًا لهذه الاستضافة الرائعة، اسمي جاسمين نجيب، «مصرية-أمريكية»، وأيضًا إسكندرانية، أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 12 عامًا، أقوم بدراسة مجالي، هندسة الديكور والعلاج الطبيعي، وأم لطفلين.

لماذا وقع اختيارك على الولايات المتحدة الأمريكية للهجرة إليها رغم وجود بلاد أوروبية أكثر من رائعة؟

لأنها تمنح الجنسية  لمن يعيش على أراضيها، وذلك يمنح الفرصة للسفر إلى أي بلد بشكل أسهل، إضافة إلى أن بها مميزات ضخمة وفرص أكبر، وثقافات عربية مختلفة، وذلك يمنح شعور عدم البُعد عن البلد الأصلي «مصر»، وأيضًا ما كنا نشاهده عنها في التليفزيون أنها أفضل من القارة العجوز.

تدرسين العلاج الطبيعي والتصميم الداخلي، ما العامل المشترك بينها وكيف تستطيعين التوفيق بينهما على المستوى الفكري؟

ليس هناك عامل مشترك بينهما ولكني أحب الرسم والديكور وقمت بتدشين عدة مشروعات ديكورية عندما كنت في مصر، وأستطيع أن أقول أن الديكور هو القسم الأقرب إلى قلبي، أما العلاج الطبيعي فهو من الوظائف المطلوبة في جميع الولايات، و موظفي هذه المهنة يتقاضون رواتب مرتفعة، بشكل عام القطاع الطبي في أمريكا مُستقبله رائع.

 ولماذا كانت رغبتك دراسة هذين المجالين؟

الديكور والرسم من الأشياء المُفضلة إلى قلبي كما ذكرت، استفرغ طاقتي في هذه الأشياء، والعلاج الطبيعي شىء إنساني ينقذ حياة الكثير من البشر وأنا أعمل في قسم الأطفال، ولك أن تتخيل أن هؤلاء الأطفال يكونوا في مرحلة متأخرة ويقوم العلاج الطبيعي باستبدال حياتهم بشكل كامل ويعودون للحياة مرة أخرى بشكل طبيعي، ذلك يمنحني شعور بالسعادة الغامرة.

«يوميات جاسمين في نيويورك» .. توثيق جيد للحياة الاجتماعية في أحد الولايات الهامة، كيف جاءتك الفكرة لتصوير وتمصير هذا الجانب من الحيوات هناك للمصريين والعرب؟

قبل هجرتي لأمريكا، كنت أسمع عنها أشياء كثيرة غير صحيحة، وهذا ساعد على تكوين صورة ذهنية غير صائبة، عند وصولي هنا وجدت أن الأمور مختلفة تمامًا وكافة ما كان يُسرد ليّ غير صحيح بالمرة، فكانت لدي رغبة في نقل الصورة الحقيقية عن الذي يحدث هنا من منظور قلب الحدث وهو الأصوب.

 ما الولاية الأقرب إلى عقلك وقلبك بعد «نيويورك»، ولماذا ؟

فلوريدا لأنها ساحلية وبحرها رائع ومناخها جيد وقريب من طقس مصر وهذه الأشياء بالنسبة ليّ هامة لأنني إسكندرانية ومن خلفية ساحلية، أحب البحر والطقس المُنعش، إذا فكرت في مغادرة نيويورك سيقع اختياري عليها.

ما الأشياء المشتركة في الثقافة والحياة الإجتماعية بين الولايات جميعها؟

تقدير وحب العلم الأمريكي، الأمريكيون يحبون و يفتخرون بعلمهم، تجد العلم في كل مكان، على منازلهم و المحال التجارية والهيئات الحكومية، وأيضًا يحبون إجازة عطلة الأسبوع، يحبون الاستمتاع بالحياة والخروج للمُتنزهات والتجول في الشوارع، يحبون تطوير بلدهم ويعملون على ذلك بشكل مستمر لتحديث كافة الأشياء.

 وكيف حال ولاية «المال والأعمال» نيويورك في ظل جائحة كورونا؟

الحال مختلف تمامًا على سبيل المثال تايمز سكوير كان أكثر الأماكن في العالم تعُج بالسياح والازدحام ليلًا ونهارًا ولكن الآن الأمر أختلف، هناك 70 % من المحال التجارية لا تزال مُغلقة، وبعض العلامات التجارية الشهيرة للغاية عالميًا مُغلقة نهائيًا والبيع يكون عبر الإنترنت فقط، المدارس والجامعات أيضًا في حالة إغلاق كامل، وأرتداء واقي الوجه أصبح أمرًا إجباريًا وأيضًا اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الاحترازية.

 الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر دولة في العالم متعددة الأعراق والألوان والثقافات والتقاليد .. كيف ساعدك هذا التنوع الرائع لتحقيق النجاح ؟

ساعدني كثيرًا في تكوين الصداقات من مختلف أنحاء العالم، تعرفت على الكثير من الثقافات الرائعة، وهذا قام بتشكيل ثقافي هائل في ذهني وطريقة تفكيري، وهذا ساعدني في تقبل الأخر و لا أقوم بالحكم عليه.

  دائمًا ما تقولين أنكِ تُبرزين الجانب الآخر في أمريكا، في رأيك ما هو؟

الولايات المتحدة، تساعدك في تحقيق أحلامك ولكن شريطة أن تكون أنت قادر على الاجتهاد بشكل صحيح، والعمل على مهاراتك وتطوير ذاتك وأفكارك بشكل مستمر، لن تساعدك أمريكا إلا إذا كنت مجتهد وترغب في النجاح وتعمل على ذلك على أرض الواقع وأيضًا لا تمتلك ذرة كسل في شخصيتك، هنا ستكون أمريكا بلد الأحلام لك، هنا لا يوجد وساطة أو محسوبية أو عنصرية، الجميع سواسية والنجاح سيكون للمجتهد والذكي ومن يضع لمستقبله خطة على أساس ثقافي وعلمي.

 ما هي مجالات العمل المتاحة والجيدة للمهاجرين للبدء من خلالها؟

العديد من المجالات ولكن الأهم والأساسي هو تعلم اللغة الإنجليزية وفهم قوانين الولاية بشكل جيد هنا ستُفتح لك كافة المجالات ذراعيها، لا تكتفي بالبداية البسيطة عليك الانطلاق أكثر وأكثر، وهنا يحترمون الحرف اليدوية ومدارسها للغاية، والحرف اليدوية لها مستقبل رائع، لأنهم يعتمدون على العمال القادمون من الهجرة، و الرواتب هائلة.

 و ما نصائحك إليهم في بداية وصولهم بلاد العم سام؟

حاول الحصول على أفضل شىء من الثقافة الأمريكية، تستطيع المزج بين ثقافتك المصرية الشرقية وأفضل ما في الثقافة الأمريكية، وعليك التركيز على ذاتك ومهاراتك وإيجابيات المجتمع الأمريكي، التي تكمُن في أشياء كثيرة مثل كيفية تقسيم اليوم وإدارة الوقت بشكل صحيح، و تنظيم الحياة ما بين المهنية والاستمتاع بنظيرتها الشخصية، وعليك الاحتكاك بمن يتحدثون باللغة الإنجليزية لأن ذلك سيفتح لك مجالات عمل كثيرة.

 ما أكثر الأشياء المصرية التي تفتقدينها في أمريكا؟

أعتبر نفسي محظوظة لأنني أعيش في نيويورك ونيوجيرسي وبهما تجمع للمصريين والعرب بشكل كبير، ستجد جاليات عربية من دول كثيرة، ولكن الأمر يتطلب أيضًا الذهاب لمصر لرؤية الأصدقاء والأقارب والجيران، لأن هنا الحياة الاجتماعية ليست على نحو يُشبع الطاقات، وأستشعر بطاقة إيجابية عند ذهابي لمصر لتفعيل هذا الجانب الإجتماعي.

 ما نصائحك للمصريات والعربيات اللاتي يرغبن في الزواج من أمريكيين؟

الأمر له إيجابيات وسلبيات، الرجل الأمريكي له طبيعة مختلفة تمامًا عن نظيره المصري، حيث يقوم بتكوين صداقات نسائية مع زميلاته في العمل وهي مجرد صداقات بريئة خالية من النظرة الرومانسية ولكن هل ستقبلين هذا الشىء بسهولة ولن ينتابكِ لحظة شك؟!، وأيضًا الحياة هنا مشاركة بالمعني الحرفي، سيُشاركك في الأعمال المنزلية لأن هذه ثقافته وسيطلب منكِ مشاركته في «مصروف البيت» ولكن ربما يقول لكي في إحدى سهراتكُما سويًا لتناول العشاء بمطعم: «حاسبي على شيك العشا»، ونحن تربينا في مصر على وصف الرجل الذي لا يقوم بالصرف على زوجته بإنه غيرقادر على تحمل مسؤوليات الزواج، إضافة إلى تربية الأطفال هو له ثقافة ونظرة مختلفة وسيغرس ذلك فيهم، والسؤال هنا هل تستطيعين تحمل ذلك والإندماج مع هذه الثقافة والحياة المختلفة وأيضًا عيش حياة سعيدة معه؟

ما أبرز الانتقادات التي وجهت إلي فيديوهاتك؟

النقد غير بناء أو إيجابي بالمرة، من يقوم بالتعليق يقوم بالهجوم علي شخصيتي وليس على محتوى الفيديو، التعليقات لا تريد مشاركتي الرؤية الإيجابية التي أرحب بها دائمًا وهكذا تعلمت من الثقافة الأمريكية، وذلك يأتي ليّ من تعليقات مصرية وعربية.

أعلم أنه سؤال قاسي للغاية ولكن دعيني اطرحه عليكِ، أمريكا بها الكثير من وسائل الراحة الحياتية .. في رأيك ما أفضل شىء هناك، وعليكي اختيار شيئًا واحدًا فقط؟

تطبيق القانون بشكل عادل من أجل خدمة كافة المواطنين.

https://www.facebook.com/jasminebanjamin/videos/820450028414875/?vh=e&extid=0&d=w