راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

اليوتيوبر نهلة معاطي: هدفي تقديم الثقافة الهندية بشكل صحيح .. وأتمنى تطبيق ذلك في مصر.. حوار

حوار: كريم جابر

زهرة التحرير في الهند .. نُجري حوارًا صحفيًا مع اليوتيوبر المصرية الشهيرة نهلة معاطي، وحوار حول الثقافات الهندية المُتعددة.

زهرة التحرير في الهند .. نُجري حوارًا صحفيًا مع اليوتيوبر المصرية الشهيرة نهلة معاطي، المتزوجة من هندي وتعيش في ولاية ، ونقاشات واستكشافات مذهلة عن بلد المليار و300 مليار نسمة .. انتظرونا من ولاية كارناتاكا وأحاديث حول كل الثقافات الهندية وأسلوب الحياة وأيضًا نجوم ونجمات « بوليوود» أميتاب باتشان، شاروخان، عرفان خان، فيديا بالان.

Posted by ‎جريدة زهرة التحرير‎ on Thursday, October 1, 2020

استكمالًا لاستكشاف العديد من دول وعواصم العالم، وإجراء حوارات مع الكثير من الشخصيات العالمية في مجالات مختلفة من خلال الأدوات والآليات الإلكترونية التي جعلت من العالم قرية صغيرة، وفي إطار استكشاف كل ما هو جديد على سطح هذا الكوكب والبلاد المختلفة واستكشاف كافة جوانب الحيوات داخل هذه البلدان، وقع خياري على الهند، هذا البلد الذي يقع في آسيا ويتمتع بثروة بشرية تُقدر بمليار و 300 مليون نسمة، يملُك العديد من الثقافات والديانات المختلفة، هناك الكثير من دول العالم لديهم صورة ذهنية غير صحيحة عن شعبها وربما يكون هناك أسباب غير منطقية لإنشاء هذه الصورة منذ البداية وبالقطع سينال الأشخاص الإنطباعين جزء هائل منها، ولأنني من أنصار المدرسة الإعلامية والصحفية التي تتطلب منك الحصول على المعلومة من مصدرها، فعلنا ذلك مع ضيفة حوار اليوم.

اليوتيوبر نهلة معاطي، مصرية متزوجة من هندي وتعيش في ولاية كميرلا، تعمل في مجال التسويق الرقمي، تمتلك منصات رائعة وشهيرة على السوشيال ميديا، وقناتها على اليوتيوب تختص في نشر كل ما هو مُتعلق بالثقافة والأجواء الهندية، رغبنا في معرفة تفاصيل البلد الواقع على بشكل أكبر وأكثر عمقًا، وكان حوارنا مع نهلة مثمرًا للغاية والذي جاء كالآتي:

 سعداء للغاية بإجراء هذا الحوار معكِ، نود التعرف عليكِ؟

نهلة من القاهرة، 26 عامًا، متزوجة من مواطن هندي وأعيش في ولاية كارمتيكا، أعمل في مجال التسويق، وأمتلك قناة على اليوتيوب هدفها شرح تفاصيل الحياة الهندية في كافة الجوانب، الإجتماعية والثقافية والعادات والتقاليد، و هي مزيد من التوضيح عن الهند وشعبها، والمختلف هذه المرة إني في قلب الحدث هناك، وهناك البعض لديه صورة ذهنية عن هذا البلد ربما تكون غير جيدة، فأقوم بتوضيح ذلك عبر كل ما أقدمه على السوشيال ميديا، وأستطيع القول أن الهند بلد رائع و شعبه مثل أي شعب في العالم، إضافة إلى كافة معلوماتي من مصادر هندية من «أهل البلد»، حتى أستطيع أن أقدم معلومات واقعية وبها مصداقية.

لماذا وقع اختيارك على مواطن هندي للزواج منه؟

الأمر بالكامل كان بالصدفة البحتة، لم أحدد جنسية زوجي قبل الزواج منه، كل ما في الأمر أننا قررنا في منزل أسرتي بالقاهرة استضافة أي شخص أجنبي يجلس معنا لفترة من الوقت وأشترطنا أن تكون فتاة لأن منزلي بأكمله «شقيقات فتيات»، ولذلك لم نكن قادرين على تسكين شاب، ولم نشترط جنسية أو عمر ثم هاتفتنا إحدى منظمات التبادل الطلابي وأخبرونا أن هناك دفعة طلابية في الطريق إلى القاهرة، وبالفعل سكنت معنا فتاة برازيلية تدعى مارسيلا تبلغ 19 عامًا، جاءت لتصوير مصر وكتابة تقرير صحفي عنها، واستمرت لشهر ونصف في منزلنا، ثم قمت بفعل نفس الشىء وجاء حظي في الهند وكولومبيا ووقع اختياري على الهند نظرًا لأن بها مسلمين ومسلمات وكوني محجبة فذلك كان مُناسب معي، إضافة إلى كونها أقرب إلى مصر من كولومبيا في عدد ساعات السفر، وكان هناك رفض من أسرتي في البداية في جزئية السفر ولكن هذا الرفض تحول تدريجيًا ومع الوقت إلى موافقة عندما جاءت ليّ الفرصة للمرة الثانية للعمل في إحدى مدارس ولاية كيرلا، ومن هنا تعرفت على زوجي وسافر إلى مصر لمقابلة أسرتي ثم تزوجنا، و لم أنظر إلى جنسيته ولكني نظرت إلى إجاباته على أسئلتي مثل هل يعلم دينه جيدًا، هل سيتعامل معي برحمة ورفق، هل صادق أم كاذب، هل سيكون الرجل الجيد خلال تعامله معي، هل هو مناسب لي ّ كشريك حياة سيُكمل حياته معي أم لا، كانت هذه الأشياء هي الأبرز ولم أنظر إلى جنسيته، كما ذكرت.

كيف جاءتك فكرة توثيق تجربتك في الهند عبر الفيديوهات ومنصات السوشيال ميديا؟

رأيت قنوات وفيديوهات كثيرة على اليوتيوب تتحدث عن الهند ولكن للأسف كل معلوماتها عن البلد غير صحيحة بالمرة، شاهدت وقرأت أشياء عبر هذه القنوات مزيفة، مثل أن الهنود ليس لهم علاقة بالذكاء أو أن طريقة طهي مأكولاتهم غير صحية، أو أنهم لا يهتمون بنظافتهم الشخصية، واتضح ليّ أن كل هذه المعلومات عارية تمامًا من الصحة، أرى أن لديهم مستوى من التكنولوجيا جيد و التعليم أيضًا أتمنى تطبيقه في مصر، هذا أول سبب، وهناك سبب آخر وهو أنني أحب التصوير وتوثيق لحظات كثيرة في حياتي وفي مرة سافرت للمغرب وقمت بتصوير رحلتي بالكامل، هدفي تثقيف الناس وأقدم محتوى ترفيهي من بلد آخر للاحتكاك بثقافة أخرى ولتصويب الصورة الذهنية عن الشعب الهندي.

 البعض تساءل عن المُختلف بين الرجل المصري ونظيره الهندي؟

أستطيع الحديث عن الرجل الهندي، فهو مُحب للجلوس في المنزل وقضاء أكبر وقت مع أسرته، كما نقول في مصر هو «بيتوتي»، لا يسافر أو يقضي أوقاته على المقهى كثيرًا، ويقوم بالمساعدة في المنزل، ويقسم الواجبات المنزلية والأسرية مثل إذا كان لديه طفل يقوم بالذهاب معه للتمرين و الزوجة تقوم بالمذاكرة له، ويحب تطوير مهاراته وأفكاره بشكل مستمر، وهذا لا ينطبق على الجميع لأن البلد هنا مليار و300 مليون نسمة، إضافة إلى أني جعلت أصدقائي الهنود يشاهدون بعض من أفلام الفنان أحمد حلمي، وكانوا سعداء للغاية بها كنوع من التبادل الثقافي.

 ما أبرز الصعوبات التي واجهتك لإقناع أسرتك بالزواج من خارج مصر؟

والدتي كانت تعلم الموضوع منذ البداية وكانت مرحبة به، ولكن والدي كان مصدوم عندما أخبرته والأمر كان مُعقدًا لأني الأصغر بين شقيقاتي و العيش خارج مصر وبعيد عنه كان شيئًا صعبًا ولاسيما أننا مقربون من بعضنا للغاية، كان ليس لديه مشكلة في جزئية زواجي من أجنبي وأيضًا أنا، ولكن كل ما في الأمر هو كيف أنني سأعيش بعيدًا عنه، وكان لديه بعض علامات الاندهاش حول كيفية اندماجي مع زوج أجنبي ولكن عندما جلس مع زوجي في البداية علم أن طرق تفكيرنا مناسبة لبعضنا وأن سيكون بيننا توافق والأمور ستكون على ما يرام، وأيضًا تحقيقي للسعادة والنجاح كانت أمور هامة لعائلتي خلال لقائهم معه قبل الزواج، ورغم أنني لم أقوم بزيارات لمصر منذ بداية قدومي هنا بسبب انتشار فيروس كورونا إلا أنني انتوي الذهاب لمصر مرتين في العام وذلك سيكون لاحقًا.

 كيف استطعتي الإندماج في الحياة هناك؟

ولاية كيرلا سهلت عليّ كثيرًا، لأن العادات والتقاليد مثل المصريين وبها انتشار كبير للمطاعم العربية، وأيضًا طريقة المزاح والفكر الخاصة بسكان الولاية مثلنا في مصر، كل ذلك عوامل رائعة دعمتني نفسيًا، فأستشعرت أنني لستُ غريبة في هذا الجو العربي المصري المُمتع.

 في رأيك .. ما هي العوامل الإيجابية التي تجذب الأشخاص للاستقرار والعيش في الهند؟

أشياء كثيرة، أولها الأسعار تُعد بالنسبة لكثير من المواطنين من دول مختلفة مثل أمريكا أو مواطن أوروبي أو إماراتي مناسبة جدًا، ولكن أسعار التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية والأراضي والشقق هي التي تُعد «مرتفعة»، ولكن غير ذلك تُعد الحياة رخيصة ومناسبة.

ثاني شىء، الشعب الهندي ودود ورائع للغاية، وثالث شىء الوظائف، الحقوق الوظيفية رائعة، وبذلك سوف تضمن الاستقرار الوظيفي بشكل جيد لأن الشركات لا تستغنى عن موظفيها بشكل مفاجىء وإن حدث ذلك يكون في أضيق الحدود ويتم منح هذا الموظف مرتب 3 أشهر لتعويضه عن الضرر الذي سيلحق به إضافة إلى رائع شىء، وهو وجود ثقافات وأطعمة وديانات مختلفة وهذا يجعل الأمور أسهل بكثير، وأيضًا يمكنك تكوين أسرة وشراء المنتجات والمستلزمات المنزلية بأسعار رخيصة.

ما الأشياء المثمرة في المدارس الهندية التي تتمني تطبيقها في المنظومة التعليمية المصرية؟

الوجبات مثل الإفطار والغداء، هذا يتواجد في المدارس الهندية الحكومية، وهناك عرض يدعى «Show Intel»، مثل المُحاكاه، حيث أن كل طالب أو أطالبة يتحدث عن شىء يحبه في إطار محاضرة، وهذا يمنحهم ثقة عالية في أنفسهم، وأيضًا اللغة الإنجليزية وهي لغة أولى في الهند قبل اللغة الهندية، والإنجليزية هي اللغة الأولى للتواصل عالميًا، ونحتاج إلى تدرسيها بشكل قوي عندنا، إضافة إلى تدريس مادة الأخلاق والاحترام وهي من الأشياء الهامة في المدارس هنا، كل هذه الأشياء نحتاج إلى تطبيقها في وزارة التعليم المصرية.

 ما نصائحك للفتاة المصرية أو العربية الراغبة في الزواج من شخص مختلف عن جنسيتها ولاسيما  لو سيكون هنديًا؟

الزواج من أجنبي له مميزات وعيوب، العيوب أنها ستواجه صعوبات كثيرة مثل اختلاف الثقافات و نمط حياة مختلف بشكل كامل والعيش وسط أسرته وليس وسط أسرتها، وعوامل مثل الدين واللغة، الحياة سيكون بها أشياء مختلفة عن فترة الخطوبة «اللطيفة»، لأن الحياة بها تقلُبات شديدة، فلابد من دراسة الموضوع وأبعاده بشكل أعمق.

 من الفنان والفنانة المفضل والمفضلة لكي ؟

الكثير مثل عرفان خان، وشاروخان، أمير خان، فيديا بالان، عليا بهات، آنا بن.

 تربية الاطفال بين ثقافتين مختلفتين .. هل ذلك شىء مزعج أم عنصر داعم للعامل النفسي للعائلة؟

أراه شىء إيجابي للغاية، الأطفال في الهند يعلمون ما لهم وما عليهم، فكرة «الحقوق والواجبات»، يمكنني القول أن مزج الثقافتين سيعمل على تربية طفل صحي نفسيًا وعقليًا وهذا عامل مساعد وتكميلي رائع.

 في نهاية حوارنا .. رسالة مفتوحة ولمن؟

لكل من لديه صورة ذهنية خاطئة عن الشعب الهندي، نعم هناك جزء يتعامل بثقافة غير صحيحة، ولكن الجزء الأكبر يتعامل بثقافة راقية وسامية، و أرى أن نظرية التعميم أسوأ شىء لأنها تجعلك تقييم الأمور بشكل غير عادل، أدعو لكل من يرغب في معرفة الهند بشكل صادق يزور قناتي على اليوتيوب، علينا تعديل النظرة مرة أخرى عنهم، الجميع سيكون سواسية أمام القانون الإلهي ولن نُسأل عن الجنسيات حينها، هناك حديث شريف يقول «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، المسلم الهندي استطاع فهم القرآن الكريم والأحاديث ودينه بشكل جيد رغم أن لغته ليست العربية ولكنه أجتهد لمعرفة ذلك، وهذا يُحسب له.

 

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register