اوقاف الإسكندرية تطلق قافلة دعوية للعامرية للحديث عن فضائل ليلة القدر
انطلقت صباح اليوم الجمعة، قافلة دعوية لمنطقة العامرية ثان بالإسكندرية، شارك فيها قيادات الأوقاف تحت إشراف الشيخ محمد العجمى، وكيل اوقاف الإسكندرية، وذلك تحت عنوان فضائل العشر وليلة القدر تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بنشر الفكر الوسطى المستنير بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وبخاصة بالمناطق النائية والحدودية.
وقال الشيخ محمد العجمى، وكيل أوقاف الإسكندرية فى بيان،إن هذه الليالى العظيمة فى قدرها وشرفها تنادي أصحاب الهمم العالية، وأصحاب القلوب المؤمنة، والراغبين في الدار الآخرة أن هلموا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها الأرض والسماوات، فأين الصادقون الراغبون إلى نعيم القرب من الحليم الكريم، والتلذذ بمناجاته ودعائه، والعمل على بذل الجهد من أجل إرضائه، أين رهبان الليل ليتلذذوا بالقيام والركوع والسجود بين يدي مولاهم لينالوا الأجر والثواب يوم الجزاء، أين أصحاب الحاجات والكربات ليرفعوا أيديهم لرب الأرض والسماوات ليكشف عنهم ما هم فيه، أين المذنبون الذين يرجون العفو والرحمات ومغفرة الزلات، أين المرضى والمبتلون من دعاء من بيده الشفاء والدواء؟.
وأوضح العجمى إن هذه الليالي الفاضلة تذكرنا بسيرة السابقين وأولهم سيد المرسلين وخاتم النبيين الذي كان حريصاً على استغلال هذه الليالي العشر، فقد روت عائشة – رضي الله عنها ((أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره)) رواه مسلم، ولاشك أن المسلم العاقل اللبيب يسعى لاغتنام هذه الأوقات قبل أن ترحل لعل الله أن يدركه برحمته، وإنه لمن الحرمان والعياذ بالله أن تمر هذه الليالي المباركة على الشخص وهو يسرح ويمرح بأصناف الملذات والمحرمات، وإنه لمن الحرمان أيضاً أن يعمر المسلم نهاره بالنوم وليله بالعبث واللهو واللعب المحرم الذي يجر عليه من المصائب ما الله به عليم.
وأضاف العجمى :"لاحظوا الفرق بين واقعنا اليوم وواقع الصحابة رضوان الله عليهم سابقاً، فقد كانوا يقضون نهارهم بالصيام والذكر وتلاوة القرآن، وليلهم بالقيام والتسبيح والتهليل والاستغفار، ويقضي الكثيرون منا نهارهم بالنوم وليلهم باللهو واللعب المحرم وشرب الدخان ولعب الورق وغير ذلك مما ابتلي به أهل زماننا من الغفلة والإعراض عن طاعة الله ، فكيف يليق بمسلم يؤمن بالله والدار الآخر، ويعلم أنه موقوف بين يدي ربه، وأنه سيحاسبه عن كل صغيرة وكبيرة أن يفرط في مثل هذه الليالي الفاضلة والتي تحمل بين طياتها ليلة عظيمة جعلها الله ذخراً لمن قامها إيماناً واحتساباً، فيا ليت شعري أين المشمرون، واين المتنافسون؟ وأين المجتهدون ليروا الله منهم خيرا.
وقال العجمى :"لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يسمعون كلام الله فيتأثرون ويبكون ويبادرون إلى العمل من أجل إرضائه، وأما الآن فنجد الكثيرين يسمعون كلام الله ولا يتأثرون، ولا يبكون بل ولا يتباكون، ولا يبادرون إلى العمل الصالح ليقربهم إلى الله، كان الصحابة يجتهدون اجتهاداً عظيماً لنيل الأجر والثواب، أما الآن – نسأل الله تعالى أن يعفو عنا – فنحن إذا قمنا لصلاة التراويح مع الإمام اكتفينا بها عن صلاة القيام، بل ربما يمنُّ أحدنا على الله أنه صلى وصام، وما علم هذا المسكين أن الفضل أولاً وآخراً لربه الذي أعانه ووفقه للصيام والقيام".
وأكد العجمى على أن هذه الليالي الفاضلة تحتاج منا إلى المبادرة بشغل الأوقات بما يعود علينا بالنفع في الدارين، وكم من عبادة جليلة علمنا إياها رسولنا – صلى الله عليه وسلم – لنستفيد منها ومن تلك العبادات، والاعتكاف ولو لليلة واحدة، فيمكن للمسلم أن يجلس ولو ليوم واحد في المسجد ليزكي نفسه، ويطهر قلبه وعقله من شواغل الدنيا وهمومها، فينقطع عن الدنيا متقرباً إلى ربه بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والذكر والدعاء، وسائر القربات، فيا لذة من تقرب إلى ربه، وبادر إلى طاعته ومرضاته، وسارع إلى جنته ورضوانه، ووالله ثم والله لو ذاق المعتكف لذة المناجاة، والقرب من الله، لحرص على هذه الأوقات في كل حين وآن.
واختتم العجمى حديثه بالتأكيد على أن تربية النفس على الصبر والتواضع واحتقار الذات، من أهم الجوائز التى يفوز بها العبد فى هذه الليلة المباركة فكم من الناس من يتكبر على خلق الله، ويؤذيهم بسوء خلقه فإذا خلا بربه وشعر بضعفه وفقره احتقر نفسه، وبادر إلى إصلاحها كي ينال رضا ربه. فبادروا رحمكم الله قبل رحيل هذه الأيام، واعلموا أن الأعمال بالخواتيم، فمن قدم لنفسه وجد الخير الكثير.