راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

بالتفصيل : أسرار صفقة أردوغان مع داعش لتحرير الرهائن الأتراك

IMG_0482.JPG

نكشف السبب الحقيقي لامتناعهم عن المشاركة فى التحالف الأمريكي
بالتفصيل : أسرار صفقة أردوغان مع داعش لتحرير الرهائن الأتراك
الحكومة التركية أرسلت لهم صفقات سلاح متنوعة وتعهدت بالخروج من أي تحرك دولي فى المستقبل يستهدف إبادة "الدواعش"

أحمد فوزي سالم

عشرات التحليلات التي خرجت تحاول معرفة حقيقة الموقف التركي ـ المائع ـ في الحرب ضد الإرهاب التي تزعمتها الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما وأنها كانت المتضرر الأكبر وقتها، بعدما أسر التنظيم الداعشي 49 دبلوماسيا، ثم أفرج عنهم منذ أيام، وعلي الرغم من محاولات الحكومة التركية تفسير ذلك الأمر، انه غير اقتناع منها بضرورة المواجهة العسكرية وحدها، ونفذت ذلك عمليا بالامتناع عن فتح مطاراتها للطائرات الأمريكية لضرب التنظيم الذي يقطن علي حدودها .
ووسط مساعيها الدؤبة للحفاظ علي أسرار علاقتها مع داعش تفجرت قضية خطيرة، وجهت لتركيا ضربة قاصمة، تلقتها الحكومة التركية فى مصداقيتها خلال حقيقة نواياها خلال الفترات الماضية، حيث انتشرت في مواقع الإنترنت وفي بعض التلفزيونات صوراً لقطار محملا بالأسلحة، وتم الإشارة إليه أنه كان متجها للتنظيم في إطار صفقة الأسلحة التي أبرمت بين الطرفين لإطلاق سراح الـ 49 دبلوماسياً الذين اختطفهم التنظيم ثم ردهم مرة أخري .
والقطار الذي تم ضبطه كان محملا بالأسلحة المتنوعة، والتي قالت عنها البي بي سي، أنه كان متجهاً إلى مناطق تشهد معارك طاحنة في أطراف سوريا والعراق، وهو ما يصب مباشرة في إضافة مزيد من الأضواء لكشف العلاقات السرية بين تركيا، وبين المتشددين بصفة عامة خاصة في سوريا جارتها .
وبالرغم من تناقل العديد من وسائل الإعلام العالمية لتفاصيل الصفقة، إلا أن الحكومة التركية فى أنقرة لم تتمكن من إزالة الشبهات التي تحوم حولها، ولم تستطيع الرد عل الاتهامات لها بإقامة علاقات غامضة مع المتشددين رغم استقبالها عشرات الآلاف الأكراد الذين أرغمهم هؤلاء على الفرار من سوريا !
حاولت فرانس برس من ناحيتها تفسير العلاقة المتوترة بين الأكراد وأردوغان خاصة مارصدته بحالة الغضب الشديد التي تنتاب الرمز الكردي إبراهيم بينيي الذي بات يقضي معظم أوقاته على معبر مرشد بينار الحدودي بين تركيا وسوريا بمواجهة الأسلاك الشائكة، ويحاول النائب عن الحزب الديمقراطي الشعبي مساعدة "أشقائه" على العبور هربا من المعارك الدائرة في مدينة عين العرب التي تقع على مسافة قريبة .
وبينما يتنقل بين الجنود الأتراك المزودين بعربات مصفحة لمرافقة اللاجئين الأكراد والسلطات المحلية، لا يخفي النائب غضبه إزاء حكومة أردوغان في أنقرة، التي اكتفت بـ "طائرتين فقط " كانتا كافيتين لردهم عندما توجه مجانين داعش من الموصل لمهاجمة عين العرب كوباني بالكردية، ويعتبر الأكراد أن "السلطات التركية مسئولة جزئيا عن هذه الأوضاع لأنها تحمي داعش الإرهابية، كما أنها تمنع الشبان الأكراد من العودة إلى سوريا للدفاع عن أرضهم . !
صفقات السلاح التي تسربت من جهاز مخابرات قوي لم يفصح عن نفسه، نجحت في فضح تركيا، وجعلتها لا تستطيع تبرير بشكل منطقي حقيقة إطلاق سراح الرهائن الأتراك تزامنا مع اشتباكات عنيفة في سوريا بين الأكراد والمسلحين الذين استولوا على عشرات القرى .
موقف تركيا المتردد حيال مشاركتها في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، أو حتى السماح للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باستخدام قواعدها لشن عمليات، يجعلها تواجه يوميا عشرات الأسئلة، ويزيد حالة التضييق عليها، لاسيما بعد بدء توجيه فرنسا ضربات جوية في العراق، لتصبح أول دولة تنضم إلى الحملة الأميركية، بعد مرور أكثر من عقد على الاجتياح الأميركي للعراق الذي عارضته باريس بشدة، لتضع هي الأخري تركيا في موقف شديد الحرج، باعتبار ان الخطر الداعشي القريب من الأراضي التركية كان أولي بها التحرك عن فرنسا
المثير انه بالرغم من كل التهديدات التي اعقبت تشكيل التحالف الدولي، استطاع التنظيم فرض سيطرته على مناطق شاسعة، وتمكن من إحراز تقدم على الأرض والسيطرة على أكثر من 60 قرية كردية قرب الحدود التركية خلال هجوم استمر يومين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويبدو أن أكراد سوريا الذين خاضوا معارك شديدة دفاعاً عن بلدة حدودية رئيسية ضد تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، علي أبواب الاستسلام وما يؤكد ذلك حالة الفزع التي انتابت المقاتلين الأكراد الذين طلبوا من تركيا المجاورة نجدتهم، مما يزيد الضغط على أنقرة للتحرك ضد مشددي التنظيم، لوقف النزوح الي أراضيها، لاسيما بعد دخول أكثر من 130 ألف لاجئ كردي سوري للأراضي التركية بما ينذر بكارثة إنسانية لن تستطيع الحكومة التركية علي تحملها
التعامل التركي المريب مع الأكراد يحتاج درجة عالية الدراية بإشكاليات العلاقة بينهما، لمعرفة حقيقة الالتباس فى التعامل ، فتارة تستخدم معهم الترغيب وتارة أخري تستخدم معهم القوة، مثلما حدث الأسبوع الماضي، عندما قررت قوات الأمن اطلاق الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق محتجين أكراد يتهمون حكومة أنقرة بالانحياز للدولة الإسلامية ضد الأكراد، خاصة من جماعة حماية الشعب ـالجماعة الكرديةـ الرئيسية المسلحة في شمال سوريا- والتي أعلنت أن مقاتليها أوقفوا تقدم الدولة الإسلامية إلى الشرق من مدينة كوباني السورية التي تقطنها غالبية كردية قرب الحدود مع تركيا وتعرف أيضا باسم عين العرب.
وتجمع مئات الشبان الأكراد عند معبر مورسيت بينار الحدودي المواجه لمدينة كوباني استجابة لدعوات من الزعماء الأكراد للانضمام إلى القتال لصد مقاتلي الدولة الإسلامية الذين استولوا على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسوريا وأعلنوا الخلافة فيها، وتحاول قوات الأمن التركية الآن منع الأكراد من عبور الحدود لنجدة إخوانهم. وفي معبر مورسيت بينار الحدودي تولى طابور من قوات شرطة مكافحة الشغب حراسة السياج الحدودي ذي الاسلاك الشائكة .
وينتاب القلق حكومة أنقرة بسبب مكاسب متشددي الدولة الإسلامية قرب الحدود الجنوبية لتركيا إلا أن رد تركيا كان بطيئا في التجاوب مع نداءات تطالبها بالانضمام لتحالف لدحر الدولة الإسلامية إذ تشعر جزئيا بقلق بشأن العلاقات بين أكراد سوريا وحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي يشن منذ بضعة عقود حملة مسلحة للحصول على حقوق للأكراد .
نفي تركيا بشدة تقديم أي نوع من الدعم المتشددين، لم يمنع تقارير الوكلات الاخبارية العالمية، من التأكيد على أن حدود تركيا المفتوحة خلال الحرب الأهلية السورية التي مضى عليها ثلاث سنوات أتاح للدولة الإسلامية وجماعات متشددة أخرى أن تتوسع في نفوذها.
وبالرغم من الدور التركي الملتبس في مساعدة الدواعش، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الحرب الأهلية السورية، أكد أن الدولة الإسلامية لم تحقق أي تقدم ملحوظ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، خاصة بعد تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية في العراق وقالت إنها لن تتردد في ضرب التنظيم في سوريا لكنها تريد حلفاء للانضمام إلى حملتها ولم تحدد موعد أو مكان بدء ضرباتها في سوريا .
نهاية .. الموقف التركي قد يتغير فى المستقبل القريب، خاصة في ظل الاتهامات التي تداهم تركيا باحتواء الإرهاب، وهو ما يجعل الدولة الكبيرة فى حلف شمال الأطلسي – والتي تستضيف قاعدة جوية أمريكية في بلدة انجر ليك الجنوبية، تغير من موقفها، وتتبوء دوراً عسكريا قياديا في التحالف ضد داعش، بالرغم من كل التصريحات التي خرجت تؤكد أن أنقرة تشعر بقلق بالغ من محاولات القضاء علي الدولة الإسلامية ولكنه بات الامر في ظل تضيق الخناق عليها في طريقها لتغيير السياسة تجاه بناء علاقاتها مع دور الجوار خاصة، والمجتمع العالمي بشكل عام .

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register