بالتفصيل.. كل ما تريد معرفته عن واقعة «الحُضن» في جامعة المنصورة
مع النسمات الأولى لشهر يناير، داخل جامعة المنصورة، تحديدًا في الكافيتريا المجاورة لكلية الآداب، وقف طالب عشرينيّ بالفرقة الأولى بكلية الحقوق، مُمسكًا بـ«بوكيه ورد» ليحتضِن زميلته، الطالبة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، في مشهد اعتبره الكثيرون انتهاكًا صارخًا لتقاليد الحرم الجامعي، والمجتمع المصري الشرقي بطبيعته.
لم ينته المشهد عند ذلك الحدّ، بل تطوّر الأمر لفصل الطالبة من الجامعة والطالب أيضًا، الأمر الذي تطلب تدخُل شيخ الأزهر.
كيف بدأت الواقعة؟
الأربعاء 2 يناير، تداول مقطع «فيديو» يظهر الشاب وهو يحتضن زميلته بمناسبة «الاحتفال بعيد ميلادها»، لتفتح جامعة المنصورة تحقيقًا في واقعة احتضان طالب لزميلته داخل حرم الجامعة.
تلقى الدكتور أشرف عبدالباسط، رئيس الجامعة، إخطارا من أمن الجامعة بانتشار «الفيديو»، الأربعاء، ووجه إدارة الأمن بسرعة اتخاذ اللازم لتحديد هوية مرتكبي الواقعة.
وقال مصدر مسؤول في الجامعة إن الطالب بالفرقة الأولى في كلية الحقوق، والطالبة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر وغير مسجلة بالجامعة، مشيرا إلى أنها «دخلت الحرم برفقة زميلاتها».
الفيديو أثار استياء وغضب عدد كبير من الطلاب على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال أحدهم: «الله يرحم أيام ما كانت الجامعة مكان للعلم والتعليم»، وقال آخر: «أبوها قعد سنين يحافظ عليها علشان هي تروح الجامعة تتحضن».
كيف تطوّر الأمر؟
في اليوم التالي، الخميس 3 يناير، أحال الدكتور أشرف عبدالباسط، رئيس جامعة المنصورة، الطالب الذي احتضن زميلته داخل الحرم الجامعي لمجلس التأديب بكلية الحقوق.
كما أرسل رئيس الجامعة مذكرة إلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بشأن الطالبة كونها تدرس في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر.
وأظهر المقطع فتاة محجبة تغمض عينيها وينتظرها شاب آخر وخلف ظهره «بوكيه ورد»، بينما يقوم أصدقاؤهما بتوجيه الفتاة لتصل للشاب، وعندما وصلت وفتحت عينيها وجدت الشاب يركع على إحدى ركبتيه ويقدم لها «بوكيه الورد»، وما إن تقترب منه حتى يحتضنها ويدور بها في المكان، وسط تصفيق الطلاب.
وكشف مصدر مسؤول بالجامعة أن الطالب يدعى «محمود. ر.أ» طالب بالفرقة الأولى بكلية الحقوق، والطالبة تدعى «إسراء. م. أ»، ليست مسجلة في الجامعة، وتدرس في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر.
ماذا حدث للطلاب؟
في بيان لها، أكدت إدارة الجامعة «أن إدارة الأمن تعرفت على شخصيتي الطالب والطالبة وتم التحفظ عليهما، ومواجهتهما بتفاصيل الواقعة، وتبين أن الطالب مقيد بالفرقة الأولى بكلية الحقوق، والطالبة من خارج الجامعة، حيث تنتمي لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وتم عمل مذكرة بالواقعة، وتمت إحالة الطالب لمجلس التأديب لخروجه عن القيم الجامعية».
وبتاريخ السبت، 12 يناير، أصدر الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، قرارًا بفصل الطالبة صاحبة واقعة الحضن بحرم جامعة المنصورة، من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر.
واليوم الاثنين، 14 يناير، تم فصل الطالب الذي احتضن إحدى الفتيات بحرم الجامعة لمدة عامين «لإخلاله بالقيم والتقاليد الجامعية والإخلال بالآداب العامة داخل الحرم»، رغم اعتذاره، حسب تصريحات الدكتور شريف خاطر، عميد كلية الحقوق ورئيس مجلس التأديب الطلابى بجامعة المنصورة.
من جانبه، أكد الدكتور شريف خاطر، عميد كلية الحقوق، لـ«المصري اليوم»، أن العقوبة تتناسب مع الفعل الذي ارتكبه الطالب داخل الحرم الجامعي، والذي يخل بالقيم والتقاليد الجامعية والتي يجب أن يلتزم بها جميع طلاب الجامعة، مشيرًا إلى أنه مازال أمام الطالب التظلم من القرار أمام مجلس التأديب الأعلى بالكلية ولا يجوز لأي شخص من خارج الجامعة التدخل في القرار.
ماذا طلب شيخ الأزهر من مجلس تأديب الجامعة؟
طلب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الاثنين، من مجلس التأديب الأعلى للطلاب بجامعة الأزهر إعادة النظر في العقوبة التي تم توقيعها من قبل مجلس تأديب الطلاب بالجامعة بحق إحدى طالبات كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالمنصورة، لإقدامها على تصرف غير مقبول خلال تواجدها خارج مقر الجامعة بما يمس التقاليد الدينية والشرقية.
ودعا الإمام الأكبر، مجلس التأديب الأعلى بالجامعة، إلى أن يضع في اعتباره حداثة سن الطالبة والحرص على مستقبلها التعليمي وأن يقوم بواجب النصح والإرشاد قبل اللجوء لفرض العقوبات.
وعلى الفور، استجابت جامعة الأزهر، إذ طالبت المجلس التأديبي الأعلى للطلاب بالجامعة بإعادة النظر في عقوبة الفصل نهائيا التي تم توقيعها، بحق إحدى طالبات كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالمنصورة.
وقال الدكتور أشرف البدويهى، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات، إن الجامعة ستعيد النظر مرة أخرى فى قرار مجلس التأديب بشأن عقوبة طالبة المنصورة.