راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

بالصور ..والد شهيد القناطر : خطيبة محمد فقدت النطق لنبأ استشهاده .. ووالدته: "وهو ماشي قاللي سلميها لربنا"

 

 

  1236962_649955728350812_1215978388_n

أبو الشهيد : حماية المجندين مسئولية الدولة وأرجو أن يلحقني الله بالشهداء

حوار : عبدالله عويس

يخيم الحزن  والأسى على قرية قرنفيل مركز القناطر بعد أن فقدت أحد أبنائها  الشهيد محمد منصور فى حادث رفح الأخير والذى راح ضحيته 25 مجندا مصريا من قطاع الأمن المركزى يوم الاثنين الماضى بعد أن قتلتهم يد آثمة خائنة لا تعرف من الدين ولا الإنسانية شيئا  .

 فى مدخل القرية قام الأهالى بتعليق يافطة كبيرة دون عليها قول الله " ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " الشهيد محمد منصور اللبان .. وفى كل شارع تجد لافتة تحمل اسمه وصورته .. وتم تسمية الشارع باسمه وكذلك مدرستين فى القرية يحملان اسمه وميدان كبير بها .

الأهالى يقولون إنه كان نموذجا فى الأخلاق والتربية والاحترام ولا تمر بشارع أو طريق إلا وتسمع حديثهم يدور عنه وعن مقتله  ولا تركب وسيلة المواصلات المؤدية للقرية إلا كان هذا حديث السائق للركاب .

 حزن لن ينفك ما لم يتم القبض على مرتكبى هذه المجزرة هكذا يقول الأهالى  وأهله .

 خطيبة محمد أصابها حزن شديد أدى إلى إصابتها بصدمة عصبية تسببت فى فقدانها القدرة على النطق .. مشاهد مؤلمة بين دمع الأم وذهول الأب وتوعد الإخوة وقهر خطيبته وأسف قريته .. زهرة التحرير ذهبت إلى مسكن محمد ومنشأه لتجرى حوارا مع والد الشهيد وأمه اللذين كانا فى عيادة عيون للكشف على أمه .. البيت كأى بيت قروى بسيط فى هيئته .. كان هناك بعض المعزين مع الوالد والوالدة  فى حجرة الاستقبال حيث كان الحوار مع الوالد منصور عبدالرحمن اللبان

كيف علمت بمقتل محمد وماذا فعلت بعدها ؟!

كنت فى الحقل أسقى  الزرع واتصل بى وائل عواد ابن خالى وقال لى هل حدثت محمد بالأمس فقلت له نعم لكني شعرت بالتوتر فسألته هل حدث شيء ؟! فقال لى لا  فاستغربت من سؤاله ! فقلت حدثني بالصدق فأخبرنى بأن السيارة التى كانوا بها انقلبت بهم  وأدت إلى وفاة محمد فأخبرته بأن يتابع معهم علهم يدلونه على المستشفى التى بها محمد ابنى .

وعند عودتى  إلى البيت وعلى أول الشارع وجدته مكتظا بالناس بشكل كبير من الناحيتين لأن بيتنا فى المنتصف  والنساء تصرخ  بشكل هستيرى فذهبت إلى  بيت وائل  لأعرف منه ما حدث ويحيطنى بباقى التفاصيل فقال لى جاءنى اتصال بأن لا تذهبوا إلى أى مكان حتى نخبركم فى أى مستشفى محمد موجود .. حتى جاءنا اتصال هاتفى يقول لنا بأن نذهب إلى مطار ألماظة الآن وبالفعل توجهنا إلى هناك .

ما الذى حدث هناك ؟

وجدنا أهل القتلى جميعا هناك وكنا نحن حوالى سبعة  من القرية حتى جاءنى أحد الأشخاص وقال لى هل أنت من أهالى الشهداء ؟! فاستغربت فلم أكن أعلم بأنهم قد قتلوا فعرفت من كلامه أنهم قتلوا ولم يكن حادثا عاديا .  فقلت له نعم .. فأخرج كشفا فيه أسماء  الشهداء وأخذ يقرأها  اسما تلو الآخر حتى نطق اسم عبد الرحمن فقلت له أنا أبوه فسألنى أن أعطيه بطاقتى فأعطيتها له  وبعد أن تفحصها أدخلنى المطار حتى وصلت الطائرة بعد المغرب ثم صلينا عليه الجنازة هناك ثم اخذ كل منا قريبه ومضى فى طريقه للصلاة عليه فى القرية التى تخصه ودفنه ودفنا محمد فى مقابر العائلة فى جنازة مهيبة

ما الذى تنتظره من الدولة ؟

لا أنتظر من الدولة شيئا .. لدى ولدان غيره وأتمنى أن يطلبونا للقتال مع القوات المسلحة حتى وإن لقينا ما لقاه ابنى من قتل فى فداء الدولة ولو اضطررنا لدفع نسائنا سندفع بهم للقتال.

متى ستشعر أن حق محمد قد عاد ؟

الحكومة لا تعرف من القاتل ولا نحن نعرف بالتأكيد  وكل القتلى من سن واحد  كأنهم أبناء "بطن واحدة" وننتظر من الله القصاص لنا فى أولادنا الذين قتلوا لنشعر بأن دمهم لم يذهب هدرا وان ينتقم من قاتليهم وهذه أفعال لا يفعلها إلا خارج عن الدين  وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم .

ماذا تطلب من القوات المسلحة ؟!

أن يتم التعرف سريعا على هؤلاء الذين قتلوا أبنائنا ومحاكمتهم عسكريا وسرعة القصاص منهم لأن الذى يوجه سلاحه للمجند قادر على أن يوجهه لأى رتبة والقوات المسلحة لن ترضى بهذا ولن تترك هؤلاء والأمل فى الله ثم فيهم بالقبض على مرتكبى هذه الجريمة التى لا ترضى الدين ولا الله والقوات المسلحة كلها تدافع عن الدولة وحماية الجندى من الدفاع عن الدولة .

من تتوقع وقوفه خلف هذه الفعلة النكراء ؟

لا أتخيل أبدا أن يمد مسلما يده ليقتل مسلما آخر مثله  .. هؤلاء كفرة لا دين لهم ولا يفكرون فى عناء أهل القتيل فى تربيته ولا مستقبله ولا مصير أهله من بعده ولكن لا أستبعد أحدا فقد يكون الإخوان أو الجماعات الجهادية التى لا تعرف  عن الإسلام  شيئا .

ما الذى كان ينوى محمد فعله بعد انتهاء خدمته ؟!

محمد كنا نجهز له شقته ليتزوج بها  وبالفعل كنا قد  انتهينا منها وكان سيدخل بخطيبته بعد عودته  من خدمته وبعد ما حدث خطيبته الآن لا تتكلم بعد هذه الصدمة التى تلقتها  ولا تفعل شيئا غير الإشارة بيدها وقال الأطباء أنها صدمة عصبية بسبب مقتله .

كيف كانت علاقة محمد بأهل القرية  ؟!

محمد يشهد له القاصى والدانى الكبير والصغير فى أخلاقه واحترامه وسلوكياته  ولم يكن يتكلم فى السياسة مطلقا مع أحد كان يعود من الجيش إلى العمل  هنا وأهالى القرية توزع صوره وتعلقها على البيوت وفى الأماكن الكبيرة هنا فى القرية وفى يوم دفن جنازته القرية كلها عن بكرة أبيها خرجت فيها والبلدان التى بجوارنا كانت تشارك معنا ولم يبق رجل فى بيته ولا امرأة ولا طفل ولا شيخ فى بيته الكل خرج مشاركا

ما الذى توجهه لأهالى بقية الشهداء ؟!

كلنا عوضنا على الله وحده ونحن نصبر بعضنا بعضا وأقول لهم أبناؤنا فداء الوطن وأقول لهم الله لن يذهب دماء أبنائنا هدرا ولو طلبتم منا دماءنا نحن سنقدمها مثلهم وعليهم أن يحمدوا الله لأنه اختار أبناءهم شهداء وعليهم أن يصبروا ويقولوا إنا لله وإنا إليه راجعون

أما والدة الشهيد  التى كانت عائدة من كشف عند طبيب العيون الذى أخبرها أن وجع عينيها بسبب كثرة البكاء والتى لم تكف عن الدمع فسألناها :

كيف كانت آخر كلماتك له قبل خروجه وكيف ودعته ؟

آخر لقاء جمعنى به كان قبل سفره بيوم  قلت له مع السلامة يا بنى قال "لى سلميها لله يا أمى" ونصحته أن يبتعد عن "اللبش" أينما وجد فقال لى "سلميها لله يا أمى كله على الله والذى  يريده سيكون ونحن بيديه "

محمد كان أصغر أولادك والصغير " دلوع الأسرة " كيف كان محمد عندك ؟

دامعة قالت: كان عندى بالدنيا كلها وكان أحن ولد وكان يضمنى إلى صدره قبل سفره ويقول لى لم أشعر بحلاوة حضنك وحنانك  إلا بعد أن غبت عنك بالجيش ولو خيرونى بين كنوز الدنيا وبين ساعة واحدة ألقاه فيها لاخترته وكان يحبنى جدا جدا وكان لا يرفض لى طلبا وكان يجهز إفطارى لى بنفسه دوما عن الباقيين ويوقظنى لأتناوله  وكان دائم الابتسامة وكان لا يرد أحدا طلب منه أمرا ما خائبا .

ما الذى تقولينه لمن قتلوا محمد ؟ّ!

أقول لهم حسبى الله ونعم الوكيل فيكم وفوضنا أمركم لله لينتقم منكم ويسترد لنا حقه  منكم واحدا تلو الآخر وكل من أيدكم وشارك معكم  وخطط لكم وينتقم منكم كما قتلتموهم وحينها ستهدأ النار التى بداخلى  .. ربنا يخلصنا ممن قتلوه وقتلوا زملاءه و"يهدى" الأحوال وتستقر البلد ونحن لا نملك من أمرنا شيئا سوى الدعاء .

وفي نهاية لقائنا بالأسرة قال أخو الشهيد : أخى كان مشهورا بسمعته الحسنة ولم يحمل له أحد عداءً قط ولن يعوضنا فيه شيء ولكن على الدولة أن تتحرك وتنتقم لنا وأن تقبض على كل من يهدد الوطن ويفعل هذه الأفعال الإجرامية ولن نهدأ ولن يرتاح لنا بال إلا بعد القبض عليهم والانتقام منهم بالقانون وبما يرضى الله لأن الدولة ستظل فى هرج ومرج حتى نستأصلهم بشكل تام .

[wzslider autoplay="true" info="true" lightbox="true"]

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register