بتكلفة 6.5 مليار جنيه.. الرئيس السيسي يفتتح قناطر أسيوط الجديدة
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ قليل، قناطر أسيوط الجديدة التى تعد من أكبر المنشآت المائية التى بنيت على نهر النيل مؤخراً، لتحسين حالة الرى.
وتساهم القناطر الجديدة فى تحسين حالة الرى فى مساحة مليون و650 ألف فدان، فى 5 محافظات، هى أسيوط، والمنيا، وبنى سويف، والفيوم، والجيزة، بما يعادل نحو %20 من المساحة المنزرعة بمحافظات الجمهورية، وتضم القناطر هويسين ملاحيين على أعلى مستوى تقنى ومحطة كهرباء تنتج نحو 32 ميجاوات، بقيمة 100 مليون جنيه سنويًا.
وبلغت التكلفة الإجمالية لإنشاء القناطر الجديدة نحو 6.5 مليارات جنيه، و تم تنفيذها من خلال اتحاد شركات عالمية ووطنية.
ويقع مشروع قناطر أسيوط الجديدة، ومحطتها الكهرومائية على نهر النيل على بعد حوالى 400 متر خلف القناطر القديمة، التى تخطى عمرها المائة عام، ويتكون من 2 هويس ملاحى بالناحية اليمنى من نهر النيل، و8 فتحات عرض 17 مترًا مزودة ببوابات نصف قطرية، موزعة على 3 فتحات على الناحية اليمنى لمحطة الكهرباء، و5 فتحات على الناحية اليسرى لمحطة الكهرباء، تسمح بمرور التصرفات المائية على مدى العام، وفقًا لمختلف الاحتياجات، بالإضافة إلى محطة كهرباء لإنتاج طاقة كهربائية 32 ميجاوات، بالإضافة إلى تدعيم قنطرة فم ترعة الإبراهيمية وإعادة تأهيلها، وتغيير البوابات ببوابات حديثة تعمل بنظام هيدروليكى للفتح والغلق، وكوبرى أعلى القنطرة مكون من 4 حارات حمولة 70 طنًا لربط شرق وغرب النيل، وأيضًا تحسين الرى فى زمام إقليم مصر الوسطى، الواقع خلف فم ترعة الإبراهيمية فى مساحة 1.65 مليون فدان، وتحسين الملاحة النهرية من خلال إنشاء هويسين ملاحيين من الدرجة الأولى، وتوفير منظومة تحكم على أحدث النظم العالمية للتحكم فى التصرفات والمناسيب. وتضمن التصميمات الهيدروليكية للقناطر الجديدة قدرتها على مقاومة جميع الظروف الجوية والكوارث الطبيعية، سواء الفيضانات أو الزلازل، حيث خضع التصميم الهندسى للقناطر لتجارب كثيرة، بما ساعد فى تحديد أشكال المداخل والمخارج لفتحات القناطر الجديدة التى تقل كثيرًا عن القديمة، وكذلك تحديد أعمال الحماية المطلوبة لقاع وميول نهر النيل بالمشروع، وتم وضع طبقات من الزلط والأحجار ذات مواصفات خاصة، وأنواع من «الفرش» البلاستيكى الذى يساعد على تثبيت قاع النهر بمنطقة المشروع، وليس المنشأ فقط.
من جانبه، أوضح المهندس أشرف حبيشى، رئيس قطاع الخزانات والسدود الكبرى، أن المشروع يعد تتويجًا للتعاون المصرى الألمانى، حيث يشارك بنك التعمير الألمانى فى تمويل المشروع من خلال قرض قيمته 300 مليون يورو، فيما تولى تنفيذ المشروع نخبة من الشركات المصرية والعالمية، لافتًا إلى أن المشروع يسهم فى تحقيق نقلة حضارية وبيئية لأبناء محافظة أسيوط، من خلال صياغة مساحة 23 فدانًا كأحد مكتسبات المشروع لتكون متنفسًا جماليًا وسياحيًا للمدينة.
وقال المهندس مجدى عباس، المهندس المقيم للمشروع، إن القناطر تم تنفيذها باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة، على أن تكون مقاومة للزلازل حتى مقياس 8 ريختر، وتعتبر أحدث منشأ مائى على مجرى النيل الرئيسى، وهى تعادل فى أهميتها إنشاء السد العالى، لافتًا إلى أنها تسهم فى تحسين حالة الرى فى محافظات الصعيد، موضحًا أن القناطر القديمة كانت تضم 111 فتحة، بينما تضم الجديدة 8 فتحات وهويسين ملاحيين، مشيرًا إلى أن الخرسانة الحديثة والتقنيات الجديدة هى التى ساعدت فى تقليل الفتحات لقدرتها على التحكم فى سريان المياه، والتحكم فى المناسيب التى يتم صرفها خلف القناطر، وحفظ توازن المناسيب أمام وخلف القناطر، بالإضافة إلى وجود الأهوسة الملاحية، وقدرتها على زيادة معدلات مرور السفن السياحية فى وقت قصير دون انتظار الدور، مشيرًا إلى أنه يتم صرف المياه من خلال بوابات الأهوسة التى تتحكم فى تحريك السفن، ويتم رفع المنسوب ليحرك المراكب، ثم تغلق البوابة ويعاد فتح الأخرى بنفس كمية المياه. وتابع عباس أن قناطر أسيوط الجديدة تهدف إلى تحسين الملاحة النهرية من خلال إنشاء هويسين ملاحيين من الدرجة الأولى، علاوة على إنتاج طاقة كهربائية نظيفة، من خلال محطة توليد كهرومائية بقدرة 32 ميجاوات، وكذلك توفير محور مرورى جديد بإنشاء كوبرى حمولة 70 طنًا، أعلى القناطر الجديدة، بعرض 4 حارات مرورية لربط شرق وغرب النيل، وأيضًا توفير منظومة تحكم على أحدث النظم العالمية للتحكم فى التصرفات والمناسيب.
كانت وزارة الرى حرصت على توثيق جميع مراحل تنفيذ المشروع بالصور والفيديوهات، لتكون محلًا للدراسة والتعلم للأجيال المقبلة من أبناء الوزارة، ورصد التوثيق المعوقات التى ظهرت أثناء التنفيذ، وبينها ضرورة الحفاظ على منسوب المياه الجوفية بمنطقة المشروع وخلال التنفيذ، وتحويل مجرى النيل لضمان سلامة المنشآت والخرسانات.
وأشار بدوى مجاهد، مدير عام الدراسات والبحوث بهيئة تنفيذ مشروعات المحطات المائية لتوليد الكهرباء، المهندس المقيم بالمشروع، إلى أن محطة أسيوط الكهرومائية تعد أحد مشروعات قناطر أسيوط الجديدة، وتقع أسفل مياه نهر النيل، مبينًا أنها تتكون من 4 وحدات مائية، قدرة كل وحدة منها 8 ميجاوات، وتبلغ القدرة الإجمالية للمحطة 32 ميجا وات، وتوفر 50 ألف طن من الوقود البترولى، تبلغ قيمته 100 مليون جنيه سنويًا، كما تسهم فى خفض انبعاث ثان أكسيد الكربون من خلال توليد طاقة كهرباء نظيفة صديقة للبيئة من خلال ضخ 227 مترًا مكعبًا فى الثانية من المياه لتشغيل كل توربينة بالمحطة.
وأضاف أنه تم إنهاء الاستعداد لتشغيل المحطة من خلال أطقم عمل من الكفاءات الشابة، وذلك بعد أن أثبتت أعمال التشغيل التجريبية سلامة المعدات، وجاهزية المحطة للعمل، والافتتاح الرسمى لها، مشيرًا إلى أنه تمت إعادة إنشاء وتأهيل محطة محولات المعصرة بمركز الفتح، وتم ربط إنتاج الكهرباء من المحطة الكهرومائية بقناطر أسيوط عليها، وربطها على الشبكة القومية للكهرباء.