تراجع مستوي عبدالله السعيد.. تدخل حسام غالي في ادوار اللاعبين وتوجيه زملاؤوه بحدة.. تالق صالح جمعة ( جبهة واحد ).

عبدالله السعيد لا يصلح.. حسام غالي متعالي ..جمعة لم يختبر جديا ( جبهة إتنين ).

عبدالله لا يوجد له بديل.. حسام غالي يتدخل بسبب تراجع الفريق.. صالح جمعة يحتاج ستة مباريات متتالية لنحكم ( جبهة ثلاثة ).

تتداخل الاراء بين جبهة وأخري ويمكن وضع كل راي في أحد الجبهات مع رأيين مخالفين لهما ولكن إذا أرت أن تعرف الأسباب عليك أولا بتنحية إنطباعك الشخصي حتي تصل لحل اللغز .

عبدالله السعيد

عبدالله السعيد لايوجد له بديل.. مقولة تقال وهي بالفعل صحيحة من زاوية التحرك دائما خلف ثنائي الإرتكاز وفتح زوايا التمرير لثنائي الإرتكاز وتسلم الكرة ونقلها للجزء الهجومي من الملعب ..والتصرف في أوقات كثيرة من لمسة واحدة.. سرعة القرار لديه عاليه ..هنا نتحدث عن إمكانياته في الظروف الطبيعية.

مستحيل أن تقول علي أحد أفضل صناع الألعاب في مصر خلال الثلاثة سنوات الماضية أنه لا يصلح ولكنه يمر بحالة شبيه بما حدث في فترة فتحي مبروك قبل موسمين عندما طلب أجازة بعد إنتهاء منافسات الدوري بفوز الزمالك به ومن ثم رفض مبروك وضمه في مباراة إنبي وجاءت أزمة عبدالله مع مبروك قبل رحيل الأخير .

عبدالله نال منه الإرهاق جسديا والأن ذهنيا وزادت الضغوط عليه بعدما تم إشتراك صالح جمعة وإحرازه لاربعة أهداف في ثلاثة مباريات فضلا عن مدي تأثيره ..لذلك التراجع سيزيد لإن الضغط البدني حتي وإن تراجع لن يتراجع الضغط الذهني في هذا الوقت ..لذلك كان عبدالله في أقل مستوياته منذ فترة خاصة مع المقارنة بما يقدمه صالح الذي ظل أغلب أوقات الموسم بدون مشاركة .

حسام غالي

سنبدأ من مباراة نيجيريا في كادونا ..غالي قام بالإشتراك بديلا في صفوف المنتخب المصري وبعد محاولات لإعادة شكل تنظيم اللعب من أجل إدراك التعادل ومطالبته لزملائه بالتقدم أتي هدف التعادل في الرمق الأخير من المباراة.. صحيح ان لطلبة دورا هائلا في إنقاذ هدف لصالح نيجيريا ولكن دون دور غالي لم يكن لمصر ان تتعادل في الأساس أنت مهزوم بهدف أو بإثنين.

غالي يتدخل في أدوار زملائه في الأهلي ويقوم بتوجيههم لا من أجل ( المنظرة ) ولكن من أجل تحسين جودة اللعب ..بالطبع هو بات يتأخر في التمرير في بعض الأحيان وأحيانا ما تفقد منه الكرة ولكن عامل أساسي في سبب ظهور صالح جمعة بهذا المستوي كان تواجد غالي الذي يسمح بإنتقال الكرة من منطقة الإرتكاز لمنطقة الوسط الهجومي بسلاسة وفي نفس الوقت عبدالله لم يعد يلعب كثيرا مع غالي وهي الثنائية التي باتت نادرة التواجد خاصة منذ بداية الدور الثاني ( مجموعات اللعب).

غالي ينفعل مؤخرا علي زملاؤه في الفريق ..هل فكرت يوما ما هو سبب الإنفعال ؟ كل الكارهين أو المحبين لغالي سيقولون بسبب رغبته في السرعة أو التحرك أو الإنتباه جيدا ..كلها أمور تتعلق بالفنيات لصالح الفريق.. غالي لم يطلب دوما الكرة مثلما كان يحدث من حسام حسن في أخر أيامه مع الأهلي.

أحد اللاعبين القدامي سجل هدفا فلامه حسام حسن وقال له نصا : كنت مررتها ليا كنت فاضي ..وكان الرد بضحك : يا كابتن أن سجلت هدف مضيعتهاش .
غالي لم يعترض علي الجلوس علي دكة البدلاء ولا علي التغيير.. صحيح أن مستواه يتراجع بسبب عامل السن وبسبب عدم أداء بعض الواجبات.. هنا نصل لسبب كبير من إنخفاض المستوي.

في الموسم الماضي كان لغالي أدوارا هجومية وحلقة وصل بين عاشور وعبدالله لتكتمل ثلاثية الوسط النموذجية لأي فريق وهي كانت دائما موضع إعجاب وخوف كل الفرق التي تواجه الأهلي ..الأن تغير أسلوب الأهلي.

حتي قبل الخماسية الصعبة في الدور الأول ( المقاصة – سموحة –إنبي –المصري –الزمالك ) كان البدري يعتمد في أحيانا كثيرة علي السولية وغالي في الإرتكاز حتي عادت الإصابة لهما فبدأ في التفكير في ثنائية عاشور وفتحي وتغيير منهج اللعب وإستمر علي ذلك حتي مع الإستقرار علي السولية وعاشور.. هل لاحظت أن السولية لم يعد يتقدم كثيرا مثلما حدث حتي بداية الدور الثاني ؟ قريبا ستقول أن السولية مستواه يتراجع إذا إستمر الفريق علي هذا الأداء.. رغم أن الفريق أسلوبه تغير .

الأهلي تأثر نوعا ما بهيكتور كوبر وبات يميل أكثر إلي التحفظ وظهر ذلك بوضوح في بطء نقل الهجمات أمام الفرق الأفريقية ( بيدفست –زاناكو –الوداد ) غالي عندما تدخل في المنتخب كان بالنسبة للأهلاوية شيئا جيدا وعندما تدخل في الأهلي كان بالنسبة لهم مارقا.. غالي يلعب كما إعتاد أن يلعب وإذا كنت لا ترغب في رؤية أسلوبه عليك بإستبعاده ولكنك ستكون مجبرا علي إستبعاد نجم الفريق حاليا ( اللاعب الصالح ).

صالح جمعة

لا أحد ينكر قدرات صالح جمعة..جمعة لم يختبر جديا.. جمعة أزال موسم عبدالله السعيد.. في الحقيقة أن صالح لا يلعب في مكان عبدالله السعيد هو يميل أكثر إلي اللعب عند ثنائية خط الوسط لا خلف رأس الحربة لديه قدرة هائلة علي ارسال الكرات الهوائية متوسطة الإرتفاع التي تصل للأجنحة في وضع مواجه للمرمي وبالتالي تسهل عليهم مهمة الإستلام وتفرغهم لمهمة المراوغة قبل أن تصل الكرة علي الأرض وفي وضع لا يسمح للمدافعين بالتدخل مبكرا.

جمعة ظل طوال فترة مشاركاته القليلة علي مدار الموسم يلعب بنفس أسلوبه وكان دائما ردود الجهاز الفني أن صالح يحتاج الكثير كي يلعب مكان عبدالله السعيد وذلك كان موضع خلاف مع الجماهير التي تري في صالح نموذج لصانع الألعاب ولكنه ليس النموذج الذي يبحث عنه البدري.

جمعة ظل محافظا علي أسلوب لعبه وعندما جاءت الفرصة له في المباريات الثلاثة الأخيرة لعب بنفس طريقته المعتادة ..تسلم الكرة من وضع الثبات ثم محاولة الإختراق بالمراوغة أو التمرير لظهير الجبهة أو جناح الجبهة المعاكسة.. نقل الهجمة بشكل مباشر في إتجاه المرمي.

في ظل رغبة سموحة –إنبي –المصري في إلحاق الهزيمة الأولي بالأهلي هذا الموسم ومع قدراتهم الهجومية الجيدة سيصبح الأهلي في حالة أفضل أثناء إمتلاك الكرة بسبب قلة المدافعين لذلك ظهر جمعة بمستوي رائع فضلا عن أنه إحتفظ بأسلوبه المعتاد فلو إلتزم حرفيا بتعليمات الجهاز كان سيصبح نسخة مكررة من بعض اللاعبين في الفريق والذين فقدوا جزءا كبيرا من قدراتهم الفردية لحساب الإلتزام الجماعي.

بينما يحافظ عبدالله علي موقعه أغلب الوقت خلف رأس الحربة.. يأخذ صالح حرية أكبر في التحرك للأطراف وإلي تسلم الكرات مباشرة من ثنائي الإرتكاز في منطقة قوس منتصف الملعب وهو أمر يناسب قدراته ولكنه قد يكون عائقا في الإستمرارية من وجهة نظر الجهاز الفني في المباريات ذات الندية الأكبر .
أخيرا .. عبدالله السعيد هو صالح جمعه ولكنه إلتزم أكثر بتعليمات الجهاز فكان ذلك علي حساب أدائه الفردي فضلا عن الإجهاد.

وحسام غالي هوعبدالله السعيد ولكنه ليس بنفس درجة الإلتزام فتظهر لديه سمات جمعة.

وصالح جمعة هو حسام غالي اللبنة الأولي لمهارة اللاعب التي لم تلتزم بتعليمات المدرب الجماعية وعندما يلتزم بها تماما سيصبح عبدالله السعيد.

في أسبانيا كان هناك رجلا إسمه زين الدين زيدان إستطاع الإستفادة من كل عناصر الفريق في وقت ملائم فأحرز الثنائية التاريخية، وكان هناك تشافي هيرنانديز الذي تدخل في وضع خطة اللعب لهزيمة الميلان في الكامب نو برباعية بعد الخسارة في سان سيرو بهدفين.