هل نتيجة الثانوية سبب كافٍ لتحقيق الأحلام؟».. سؤال يطرح نفسه مع اقتراب ظهور نتيجة الثانوية العامّة، التى من المقرر أن تُعلن اليوم الأربعاء.

وبالتزامن مع التوتر الشديد الذى يجتاح البيوت المصرية فى تلك الفترة، خوفًا على أبنائهم من مستقبل مجهول إذا ما كانت النتيجة لا تؤهل للالتحاق بكليات القمة، حاورت «الدستور» عددًا من الوزراء، ومشاهير الفن وكرة القدم، وتعرفت على آرائهم فى الفكرة السائدة حول «رعب الثانوية العامّة»، وارتباط المجموع العالى بتحقيق النجاح فى المجالات المختلفة، وكشفوا لأول مرة عن مجموعهم فى الثانوية العامة.

1:وزير النقل: جبت 85% ومرتب العامل الفنى ضِعف الطبيب والمهندس

«لا داعى للقلق الذى يصيب أولياء الأمور وأبناءهم خلال السنة النهائية لإتمام مرحلة الثانوية العامة أو الأزهرية، بسبب الحرص على تمكنهم من الحصول على مجاميع تؤهلهم لكليات القمة، المعروفة بكليات الطب فى المقام الأول، تليها الصيدلة والهندسة، وما إلى ذلك من أوهام باتت تهدد مستقبل الشباب».. هكذا بدأ الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، حديثه لـ«الدستور»، مدللا على صحة رؤيته بضرب مثل عملى بوزارته التى يديرها حاليًا، إذ كشف عن أن الوزارة فى حاجة إلى العمالة الفنية، وأن هناك عجزًا ملحوظًا فى العمال الفنيين المدربين بمستويات عالية.

وكما كشف الوزير عن مجموعه فى الثانوية، أوضح أنه كان يدرس فى نظام «الثانوى الإنجليزى»، وحصل على ما يعادل ٨٥٪ فى الثانوى العام، وذلك فى عام ١٩٨٠.

وتأكيدًا على ما قاله الوزير بشأن أهمية العمال الفنيين للدولة، أضاف: «العامل الفنى المتميز والمتمكن، بياخد فى الوزارة ضِعف مرتب الطبيب أو المهندس حديث التخرج»، مختتمًا حديثه: «الناس عايزه إيه أكتر من كده علشان تقتنع بأهمية التعليم الفنى».

2:وزير البيئة: مجموعى 83%.. وخرجت من «هندسة» إلى «شرطة»

فتح الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، قلبه لـ«الدستور»، معلنًا عن مجموعه فى الثانوية العامة، إذ حصل على ٨٣٪، ومن ثم دخل كلية الهندسة بجامعة الأزهر، ثم تركها ليلتحق بكلية الشرطة.

ويتذكر الوزير تلك الأيام ويعبر عنها، قائلًا: «النتيجة عمرها ما كانت معيار النجاح، ناس كتير ما دخلتش كليات قمة ودلوقتى محققين ناجح باهر».

وقال إن بذل الجهد، والإصرار على النجاح، والاعتماد على الذات فى الوصول إلى الهدف المنشود، هى أطراف المعادلة التى يتمنى أن تتحقق لدى طالب الثانوية العامة، مؤكدًا أن تلك النقاط هى الأسس الحقيقية للنجاح، دون النظر إن كان الطالب حصل على مجموع يؤهله لكليات القمة أم لا.

ويكشف فهمى، عن حاجة الاقتصاد المصرى للانتعاش، من خلال الطلاب الفنيين المتميزين وليس المهندسين، قائلا: «لا أعرف سبب الفكر السائد بأن الدولة لن تنهض إلا بالمهندسين»، متابعًا: «أمال مين اللى هيشتغل وينتج شغل غير العمال»، مؤكدًا أن الدولة فى حاجة للفنيين، وأنهم حجر أساس.

3:وزير التعليم العالى السابق: حصلت على 80%.. وطلاب الـ99% عبء على الدولة

قال الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى السابق، إن الدولة تتسع لكل التخصصات، «فالوزراء، وهم شريحة مهمة فى المجتمع، منهم رجال قانون ومثقفون وأدباء ومهندسون وأطباء، وهو ما يعنى عدم اقتصار النجاح على الأطباء والمهندسين فقط».

وتابع: «من وجهة نظرى، أرى أن نظرة الآباء إلى التعليم الفنى ترجع إلى عدم حصول هذا النوع من التعليم على حقوقه كاملة، فالطالب يتخرج من التعليم الفنى بعد دراسة تمتد لعامين، دون تشبع تام، مما يزيد رغبته فى الالتحاق بالتعليم الأكاديمى، وهنا تكمن الكارثة»، مضيفًا أن السبب الآخر أيضًا لتلك النظرة يعود إلى «الفارق الواضح بين مجموع الثانوية العامة والثانوية الفنية، على الرغم من أن التعليم الفنى لا يقل أهمية عن التعليم الثانوى».

ولفت الوزير إلى أن «الحاصل على التعليم الفنى من وجهة نظرى، أكثر حظًا من الحاصل على التعليم الأكاديمى، فالعبرة هنا بما حصّله الطالب، وما يؤهله لسوق العمل، وليس بقدر المعلومات الأكاديمية وحفظ الكتب، ويتحقق ذلك من خلال الاهتمام بالتعليم الفنى من قبل الدولة، ومنحه حقه بالكامل مثل التعليم الثانوى العام». وكشف وزير التعليم العالى السابق، عن مجموعه فى الثانوية العامة خلال عام ١٩٧٢، موضحًا أنه حصل على نسبة ٨٠٪.

4:رئيس جامعة حلوان: 76%.. والمجموع العالى مش مقياس

«بلد بتاعت شهادات صحيح، على رأى عادل إمام»، هذا هو الوصف الذى عبّر به الدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، عند سؤاله بشأن هلع الطلاب من نتيجة الثانوية العامة، وقلقهم من عدم القدرة على الالتحاق بكليات القمة.

فاستنكر «نجم»، فى بداية حديثه، الرغبة الملحة لدى الطلاب والأهالى فى الالتحاق بكليات القمة، وعدم التفكير فى المعاهد الفنية.

وقال نجم إن الدولة تحتاج إلى العمال الفنيين، لأنهم هم من يستطيعون النهوض بالاقتصاد وإنعاش سوق العمل.

وأكد أن التعليم الفنى هو المستقبل المثمر خلال الفترة المقبلة، وتساءل نجم: «ماذا يريد الأهالى أكثر من ذلك للتأكد من أن معيار نجاح الأبناء لا يمكن قياسه بالمحصلة النهائية للثانوية العامة؟».

وعند سؤاله عن مجموعه فى الثانوية العامة، أوضح أنه حصل على ٧٦٪، مشيرًا إلى أن الحاصل على المركز الأول فى القسم الأدبى حينها كانت نسبة نجاحه ٩٣٪ فقط