عقد الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والغيني ألفا كوندي، الذي يرأس الاتحاد الأفريقي، لقاء قمة أمس، خلص إلى اتفاق على تعزيز التعاون بين البلدين، خصوصاً في الملفين الاقتصادي والأمني، وحضر الرئيسان احتفالاً أقامته الرئاسة المصرية لمناسبة اللقاء لذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، وأكدا أهمية تطوير أداء الاتحاد الأفريقي في مواجهة التحديات.
وكان الرئيس المصري استقبل في قصر الاتحادية الرئاسي أمس رئيس غينيا حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الضيف قبل بدء المحادثات بين الرئيسين، التي أعقبها مؤتمر صحافي مشترك رحب فيه السيسي بزيارة ضيفه، «في هذا اليوم الخاص والمميز– يوم أفريقيا– الذي نحتفل فيه بذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية العام 1963، ونجدد فيه كأفارقة التزامنا بروح التعاون والتآخي والتضامن الأفريقي». وأوضح أنه ناقش مع رئيس غينيا «تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين. واتفقنا على أهمية المضي قدماً في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، والإسراع بعقد الدورة المقبلة من اللجنة المشتركة بين البلدين لتفعيل الأفكار المطروحة لتعزيز التعاون الثنائي»، مشيراً إلى أنه تم تبادل وجهات النظر في شأن تطوير وتنشيط أداء الاتحاد الأفريقي «ليتواكب مع المتغيرات المعاصرة وما تفرضه من تحديات».
وأضاف: «استعرضنا تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في القارة الأفريقية، وتبادلنا الرؤى في شأن تطورات الأوضاع في ليبيا، واتفقنا على أن عودة السلم والأمن إلى هذا البلد الشقيق يعزز من السلم والأمن في القارة الأفريقية بصفة عامة وفي منطقة الساحل بصفة خاصة، ومن ثم أهمية تكثيف الجهود والتعاون مع مختلف الأطراف الليبية للتوصل إلى الاستقرار المنشود لاستعادة الأمن في ليبيا».
وأوضح الرئيس المصري أنه تم الاتفاق على «أهمية تعزيز التنسيق الأمني والعسكري بين مصر وغينيا في إطار الجهود الإقليمية الرامية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل الأفريقي، سواء عبر القنوات الثنائية، أو في إطار تجمع الساحل والصحراء و «مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب» الجاري إنشاؤه في مصر، والذي نأمل بأن يكون له إسهام إيجابي في تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي لمواجهة الأنشطة الإرهابية والجريمة المنظمة في منطقة الساحل».
من جانبه، أكد الرئيس الغيني في كلمته أن مصر «ساهمت في استقرار الدول الأفريقية ولعبت دوراً كبيراً في إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية واستقلال دولها»، وأوضح كوندي أننا نسعى لإحداث إصلاحات في الاتحاد الأفريقي». ورأى أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «لا تلعب دوراً إيجابياً بالقدر الكافي في أفريقيا»، مشيراً إلى «مساع عدة لحل مشكلة ليبيا كدولة كبيرة ولا نود أية تدخلات خارجية في الشؤون الأفريقية»، وأضاف: «نريد أن يكون لنا مقعدان دائمان في مجلس الأمن، و5 غير دائمين، ويتم الاستماع إلينا وأخذ الأمر بجدية. فأفريقيا لا تنام وتتحدث بصوت واحد وندية مع الدول الأخرى ويجب أن نبين شخصيتنا وأن يسير السفراء في هذا الصدد من خلال التعاون والتحاور».
ودعا الرئيس الغيني إلى حل المشكلات الأفريقية من خلال الحوار، سواء في ما يتعلق بإنشاء السدود بين الدول، مطالباً الدول المعنية بالحوار بدلاً من تبادل الاتهامات، من أجل إيجاد حل يستفيد منه الجميع، وشدد على أهمية التغلب على مشكلات البطالة والتي تدفع الشباب الأفارقة إلى الهجرة، ونبه إلى أن الإرهاب مشكلة كبيرة، ويجب علينا أن نجابهه ليس فقط من طريق الأسلحة، بل يجب أن يكون أيضاً عن طريق مكافحة الفقر وتشغيل الشباب.
ونبه إلى أن «عدم تشغيل الشباب وتقسيم الثروات بصورة غير عادلة سيجعل الإرهاب يجتاح مناطق عدة، ويجب أن نكافح الإرهاب أمنياً، ولكن يجب أيضاً تقليل الفقر، لأن هذا هو الذي سيسمح لشبابنا بمواجهة ظاهرة الإرهاب».