بعد تحرير دير الزور.. هل خسر "داعش" معركته في سوريا؟.. تقرير
مازالت الخسائر تلاحق تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، ويفقد يوما بعد يوم أهم المناطق التي كان يفرض سيطرته عليها، ويفر عناصره من ميادين المعركة، حيث استعاد الجيش السوري السيطرة الكاملة على مدينة دير الزور، آخر مدينة كبرى يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا، كما تقدمت القوات العراقية، اليوم، داخل مركز مدينة القائم في غرب العراق.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر عسكري قوله "أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بدعم من القوات الرديفة والحليفة تحرير مدينة دير الزور بالكامل من براثن تنظيم داعش الإرهابي بعد ان قضت على اعداد كبيرة من إرهابيي التنظيم ودمرت اسلحتهم وعتادهم"، وبث التلفزيون صورا لمراسله الموجود في دير الزور وهو يخلع سترته الواقية من الرصاص، ويقول أنه لم يعد يحتاج اليها بعد "تحرير" المدينة، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، أن "قوات النظام والمقاتلين المتحالفين مع دعم جوي روسي يسيطرون بشكل كامل على مدينة دير الزور"، وقال مديره، رامي عبد الرحمن، إن "المعارك انتهت وهناك عمليات جارية".
واقتحم الجيش السوري مدينة دير الزور، في سبتمبر الماضي، لإنهاء الحصار الذي فرضه تنظيم "داعش" قبل ثلاث سنوات على أجزاء من المدينة، وطُرد عناصر التنظيم من محافظة الرقة المجاورة وبات تواجدهم يقتصر حاليا على بضعة جيوب في دير الزور، وقتل أكثر من 330 ألف شخص في سوريا منذ اندلاع النزاع، في مارس 2011.
وفي العراق، تقدمت القوات العراقية داخل مركز مدينة القائم في الغرب، الذي يعد آخر معقل لتنظيم "داعش" في العراق بمحاذاة الحدود مع سوريا، حسب وكالة "فرانس برس".
وفي وقت مبكر، من صباح اليوم، بدأت المدفعية العراقية وطيران الجيش والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات على مواقع التنظيم داخل مركز المدينة تمهيدا لاقتحامها.
وأشار الإعلام الحربي التابع لقوات "الحشد الشعبي" العراقية إلى هروب عناصر "داعش" باتجاه البوكمال السورية، بضمنهم مقاتلين أجانب رافقوا عائلاتهم.
وبدأت القوات العراقية، الأسبوع الماضي، هجوما على آخر معاقل تنظيم "داعش" في العراق لدحره من مدينة القائم المتاخمة للحدود مع سوريا، حيث يتعرض الجهاديون لهجمات أخرى على أيدي النظام السوري وقوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن.
من ناحية أخرى، يتنافس في الأمم المتحدة مشروعا قرار روسي وأمريكي، لتمديد مهمة التحقيق الدولي حول الأسلحة الكيميائية في سوريا، التي تواجه خطر توقف عملها في البلاد، وفقا لـ"فرانس برس".
واشتد التوتر بين القوتين العظميين بشأن التمديد للجنة تحقيق مشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة التي ينتهي التفويض المعطى لها في 16 نوفمبر الجاري.
وحملت اللجنة الحكومية السورية، الأسبوع الماضي، مسؤولية الهجوم بغاز "السارين" في بلدة خان شيخون، في 4 أبريل الماضي، في تقرير صب الزيت على النار، حسب "فرانس برس".
وسيطرت فصائل مقاتلة، معارضة وجهادية، على البلدة الواقعة في شمال غرب سوريا، والتي أدى الهجوم عليها بغاز "السارين" إلى مقتل أكثر من 80 من أبنائها.
وعرضت روسيا، أمس، على أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار يدعو إلى تمديد عمل لجنة الأمم المتحدة للتحقيق حول الأسلحة الكيميائية في سوريا، 6 أشهر، في المقابل يطلب من لجنة التحقيق المشتركة "الاحتفاظ بنتائج عملها حتى يصبح التحقيق الكامل والجيد في موقع الحادث ممكنا".
ويطالب المشروع الروسي اللجنة بأن "ترسل فريقا من المحققين إلى خان شيخون باسرع وقت ممكن"، وإرسال فريق آخر إلى قاعدة الشعيرات العسكرية "لجمع عينات بيئية".، وبانتظار تنفيذ هذه الخطوات يفرض المشروع الروسي على لجنة التحقيق "تجميد نتائج" تحقيقها في الهجوم على خان شيخون، حسب "فرانس برس".
في المقابل، يدعو مشروع القرار الذي عرضته الولايات المتحدة على مجلس الأمن إلى تمديد مهمة اللجنة لسنتين، ويشدد المشروع الأمريكي على "قلق بالغ" لمجلس الأمن حيال النتائج التي توصل إليها التحقيق والتي تحمل دمشق مسؤولية هجوم 4 أبريل، وفقا لوكالة "فرانس برس".
ويعتبر العديد من الدبلوماسيين أن التحدي الأبرز الذي تواجهه الأمم المتحدة، جراء صراع القوة بين روسيا والولايات المتحدة، هو المحافظة على مهمة اللجنة التي أنشأتها في الأصل موسكو وواشنطن للتحقيق في استخدام غاز الكلور.
وفي سياق الاتهامات المتبادلة بين روسي وأمريكا، اتهم الجيش الروسي الذي يشن حملة عسكرية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، الولايات المتحدة بمنع اللاجئين السوريين من الوصول الى المساعدات الإنسانية معتبرا أن ذلك يرقى إلى جرائم حرب، حسب "فرانس برس".
وأورد "المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع" أن الوضع الإنساني صعب جدا في منطقة التنف على الحدود بين الأردن وسوريا ، حيث تتمركز حامية تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وقال المركز في بيان: "الأكثر إلحاحا هو الوضع الإنساني في منطقة التنف بسبب الولايات المتحدة التي أقامت قاعدة عسكرية هناك بشكل غير شرعي وتمنع الاقتراب منها من على بعد 55 كيلومتر على الأقل، ما يحرم عشرات الآلاف من اللاجئين من تلقي المساعدات الإنسانية".
وأضاف المركز لروسي: "أفعال الجيش الأمريكي وما يعرف بالتحالف الدولي، انتهاك سافر للحقوق الإنسانية ويمكن توصيفها بجريمة حرب"، حسب وكالات أنباء روسية.