بعد تصدره الدوري الأسباني بجدارة.. "برشلونة" يمرض ولا يموت
يعيش برشلونة حالة من ازدواجية المعايير، هو الفريق الوحيد الذي لم يُهزم في أوروبا، تشعر أن دفاعه كالورقة حيث يُمكن أن يُخطىء في أي وقت يؤدي إلى اهتزاز شباكه، وعلى الرغم من كل ذلك فالفريق ما زال عصيًا على الهزيمة.
إذا ما قرر فريق أن يُدافع في منطقة جزائه أمام برشلونة فالنتيجة ستكون حتمية، هو أكثر من يُفضل الاستحواذ ويلعب في المساحات الضيقة، يملك الحلول الفردية والثنائيات ويسدد من بعيد، إلا أن برشلونة أكثر إغراءً من هذا للمنافسين، بات أكثر من مجرد فريق يُجيد الاستحواذ، برشلونة يُعطي خصمه الكرة أيضًا، هل يصدق أحد أن نسبة استحواذ ريال سوسيداد في الشوط الثاني كانت 53% وبرشلونة سجل 3 أهداف؟
يمكن أن يكون هذا الطمع الذي زرعه برشلونة في منافسيه استثنائيًا، وسط ملعب يضم لاعبين لا يجيدون الاحتفاظ بالكرة (باولينيو وأندريه غوميز) دفاع فيه مسافة غير قليلة من الفراغات ولاعبين يخسرون الكثير من المواجهات الثنائية، ليس هذا فحسب برشلونة لا يُهاجم، ومستوى الطمع هنا يزداد إلى حد رفع الدماء إلى الرأس، فـ 45 دقيقة والفريق يلعب وكأنه غير موجود. تكرر هذا الأمر في أكثر من مباراة، حتى إن الطمع يزيد عن هذا تستطيع أن تُسجل هدفين في شوط واحد في شباك شتيغن وبرشلونة لا يُهزم.
يؤكد كرويف أن الدقائق التي يُمسك بها كل لاعب على أرض الملعب الكرة لا تتجاوز الثلاثة أو الأربعة إذا بالغنا في الرقم، وأن المطلوب من كل لاعب هو حفظ الطاقة في الوقت المتبقي مع حسن التمركز ليستطيع أن يضع الجهد المناسب حين تكون الكرة بين قدميه.
من الفلسفة إلى الحقيقة نقل برشلونة التجربة، توفير الطاقة بات سلاحًا قاطعًا قادر على طعن برشلونة، لكنه قادر أيضًا على تمزيق خصومه بشكل أكبر، يسير برشلونة مع فالفيردي بفلسفة "إذا قُمت بجرحي سأقوم بقتلك". يُرهق الخصم الذي يسقط في فخ الطمع، طمع يكاد أن يصل إلى درجة النشوة، ثم يخطف منه كل هذا في 45 دقيقة فقط.
تنجح استراتيجية فالفيردي حتى الآن ورُبما هي استراتيجية ميسي أيضًا، تلك التي تقوم على حفظ الطاقة لأن الليغا حُسمت والتركيز يجب أن يكون في مكان آخر، فدوري الأبطال على الأبواب وكأس العالم ليس بعيدًا والجميع يُريد أن يكون مُرتاحًا خاصة البرغوث.
يُجيد برشلونة السير على "الخط الرفيع"، لكن تلك المغامرة لا يُمكن أن تدوم طويلًا، لن يكون الجميع بلياقة سوسيداد المهترئة، فالعبث مع النار غالبًا ما يحرق، لكن لا شك أن من يُشاهد برشلونة يُمكنه أن ينام قليلًأ في الشوط الأول على أنغام غوميز وباولينيو ويستيقظ في الشوط الثاني ليُشاهد ميسي يفعل ما يُريد، وإذا ما أراد أحد أن يقتل المارد يجب ألّا يكتفي بجرحه.