بعد حادث المنيا الإرهابي.. العالم يتحد ضد الإرهاب والدول الداعمة له.. تقرير
وكالات
صدرت ردود أفعال محلية وإقليمية ودولية منددة بالهجوم الذي استهدف حافلتين للمسيحيين في منطقة متاخمة للطريق الصحراوي الغربي قبالة محافظة المنيا جنوب القاهرة، ما أسفر عن مقتل عشرات المسيحيين وجرح آخرين كانوا متوجهين إلى دير الأنبا صموئيل.
وفي ردود الفعل المحلية، قالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بيان: «تلقينا بكل الألم والحزن أنباء الاعتداء الآثم الذي تعرض له مصريون أقباط أثناء ذهابهم لنوال بركة أحد الأديرة، وأسفر عن عدد من الشهداء والجرحى». وأضافت: «إذ نواسي كل هذه الأسر المجروحة ونتألم مع كل الوطن لهذا العنف والشر الذي يستهدف قلب مصر ووحدتنا الوطنية التي هي أثمن ما نملكه ونحفظه ونحميه، وإذ نقدر سرعة استجابة المسؤولين والتعامل مع الحادث، فإننا نأمل باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تفادي خطر هذه الحوادث التي تشوه صورة مصر، وتتسبب في آلام العديد من المصريين».
واتصل رئيس الوزراء شريف اسماعيل بالبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية معزياً، وأكد له العمل على سرعة كشف ملابسات الهجوم وتعقب الجناة لينالوا الجزاء الرادع، مشدداً على أن تلك المحاولات الجبانة لن تنال من وحدة الشعب المصري ونسيجه.
ودان اسماعيل في بيان الهجوم الإرهابي الغادر، مؤكداً أن الإرهابيين لن ينجحوا في شق النسيج الوطني. وأكد جبن تلك الأعمال الإرهابية وخستها، مشدداً على عزم الدولة حكومة وشعباً على التصدي بكل قوة لتلك الأفكار والأعمال الإرهابية والقضاء عليها.
وألقى الهجوم بظلاله على نشاط شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في ألمانيا، إذ طلب في مستهل كلمته خلال احتفال تقيمه الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا لمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها، الوقوف دقيقة حداداً على أرواح ضحايا الهجوم الإرهابي. وقال إن هذا الاعتداء «لا يرضى عنه مسلم ولا مسيحي، ويستهدف ضرب الاستقرار في مصر»، مطالباً المصريين بالاتحاد جميعاً في مواجهة هذا الإرهاب الغاشم.
كما دان مفتي الجمهورية شوقي علام بشدة «العملية الإرهابية الخسيسة»، وأكد أن «الخونة خالفوا القيم الدينية والأعراف الإنسانية بسفكهم الدماء وإرهابهم الآمنين». كما دان وزير الأوقاف محمد مختار جمعة الهجوم «الجبان»، وقال إنه «يدمي قلوبنا قبل قلوب أشقائنا ويستهدف وحدتنا الوطنية»، مطالباً بـ «تحرك دولي لمحاسبة الدول الراعية الإرهاب والممولة له».
وفي ردود الفعل الإقليمية والدولية، دانت المملكة العربية السعودية الهجوم. ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن مسؤول في وزارة الخارجية إدانة المملكة بأشد العبارات الهجوم المسلح في المنيا. وجدد تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب مصر، مشدداً على ضرورة تعزيز الجهود وتوثيق التعاون الدولي للقضاء على آفة الإرهاب والتطرف. وختم بتقديم العزاء لذوي الضحايا ولمصر حكومة وشعباً، والتمنيات للمصابين بسرعة الشفاء.
ودان الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الهجوم الإرهابي، مؤكداً وقوف الشعب الفلسطيني إلى جانب مصر وقيادتها في حربهم ضد الإرهاب وضد من يحاول خلق الفتنة والمس بالنسيج الاجتماعي. وعبر عن ثقته في أن هذه الهجمات الإرهابية لن تزعزع عزيمة مصر في مكافحة الإرهاب ومحاربته بكل الوسائل المتاحة، وأن هذا البلد سينتصر في النهاية، مؤكداً أن الإرهاب يستهدف الأمة جمعاء، ما يتطلب الوقوف بحزم لإفشال هذه المخططات التدميرية.
وقدم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش العزاء في شهداء الهجوم الإرهابي، مؤكداً وقوف بلاده مع مصر ضد التطرف والإرهاب. وكتب عبر حسابه في موقع «تويتر»: «الهجوم الإرهابي في المنيا جريمة إرهابية جديدة تسعى إلى الفتنة، نقف مع مصر الدولة والشعب ضد التطرف والإرهاب. المساحة الرمادية والتبرير مرفوضان».
ودانت وزارة الخارجية العراقية بشدة «العمل الإرهابي البشع»، وأكد الناطق باسمها في بيان وقوف العراق إلى جانب الشعب المصري الشقيق وحكومته ضد كل جماعات التطرف والإرهاب التي تستهدف وحدة الشعب المصري وتلاحمه الوطني. ودعا إلى ضرورة الضرب بمزيد من القوة على أوكار التشدد والتكفير في المنطقة، وتجفيف منابع دعمه وتمويله ومنابر الإعلام المروجة لخطابه.
ودانت وزارة الخارجية الروسية الهجوم، وقالت في بيان إنه يظهر «الطبيعة اللاإنسانية للإرهابيين الدوليين» الذين لم يستنكفوا أي وسائل لتحقيق أهدافهم الدنيئة المتمثلة في زرع الذعر وانعدام الأمن في قلوب المصريين ونشر الكراهية بين الأديان. وأكد موقف موسكو المبدئي المتمثل في رفض وإدانة جميع أعمال الإرهاب بغض النظر عن الدوافع، مشيراً إلى تضامن روسيا مع مصر قيادة وشعباً، في محاربة الإرهاب والتطرف.
ودان السفير البريطاني جون كاسن الهجوم، وكتب عبر حسابه في موقع «تويتر»: «أحتقر وأدين جرائم القتل في المنيا، أرجو أن يفشل الإرهابيون في نشر الكراهية، كل الدعم والتضامن مع جميع من يعانون».