بعد حظر قطر.. الأمن المصري يرفع درجة الاستعداد لردع الإرهاب
وكالات
رصدت وكالات الأنباء العالمية، استنفار أجهزة الأمن المصرية، بعد حظر العلاقات مع دولة قطر، من غالبية الدول العربية، بسبب اتهام قطر بدعم الإرهاب، لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
قال مسؤول أمني بارز إن أجهزة الأمن في مصر رفعت درجة الاستنفار الأمني في مختلف مناطق الجمهورية إلى الدرجة القصوى، وتم إلغاء إجازات آلاف الضباط والأفراد في الشرطة، ضمن حالة الاستنفار ذاتها.
وأتت تلك الخطوات بالتزامن مع نشر السفارة الأميركية في مصر تحذيراً أمنياً لمواطنيها بعدم زيارة أي كنائس أو تنظيم رحلات دينية خارج القاهرة، وذلك في أعقاب هجوم دموي الشهر الماضي، استهدف مسيحيين في صحراء المنيا كانوا قاصدين دير «الأنبار صموئيل»، قُتل فيه نحو 30 مسيحياً، وتبناه تنظيم «داعش».
وأوضح المسؤول الأمني لـ «الحياة» أن المناطق الخطرة ممثلة في المنطقة الشرقية، خصوصاً شمال سيناء ومناطق عدة في وسطها، وأيضاً مناطق التماس مع المدن في الصحراء الغربية، ومناطق الحدود، ومناطق الحدود الجنوبية الغربية، تشهد في هذه الأيام استنفاراً غير مسبوق تحسباً لصد أي هجوم مباغت من الجماعات الإرهابية «التي تسعى إلى تكثيف ضرباتها ضد مصر في هذه المرحلة في محاولة للنيل من الروح المعنوية للشعب».
وأضاف: «رصدنا أدلة على أن هناك رغبة لدى تلك المجموعات في تكثيف الضربات في تلك المرحلة، لإيهام الشعب بأن هذا النظام وقوات الأمن غير قادرة على حمايته، والتأثير على الروح المعنوية للمواطنين».
وأوضح أن هناك «أدلة لدى أجهزة الأمن تشير بوضوح إلى القوى الضالعة في هذا المخطط». ولفت الى أن «هجوم المنيا على سبيل المثال كُشفت أدلة عن المخططين له في ليبيا، وتحديداً في درنة، إذ كان تم اعتراض مكالمات تمت بين متطرفين في المدينة الساحلية من أصول مصرية وآخرين في الصحراء الغربية في مصر، ضمن السعي للتخطيط لتلك العملية. وفي غضون الأيام الماضية تم اعتراض مكالمات مماثلة».
وأوضح أنه تم رصد مسارات عدة لعودة متطرفين من سورية وليبيا، لافتاً إلى أن «العائدين من سورية» بعضهم يسعى إلى دخول البلاد من طريق شرعي، وعبر منافذ شرعية، اعتقاداً منه بأن نشاطه في تلك الدولة وانخراطه في الصراع المسلح هناك لم يكن مرصوداً من قبل الأجهزة الأمنية في مصر، مشيراً إلى أن «العائدين الذين تثور شكوك حولهم يتم توقيفهم لأيام، لحين التأكد من مواقفهم، أما من يعودون بطرق غير شرعية، فموقفهم معروف ابتداء». وأضاف أن العائدين من جبهات القتال في ليبيا غالبيتهم يسعون إلى التسلل، من جهة الغرب أو الجنوب.
وأشار المصدر إلى أن دور العبادة المسيحية باتت ضمن المناطق الخطرة في الخطط الأمنية، التي «خضعت إلى مراجعات» في أعقاب وضع تنظيم «داعش» المسيحيين في مصر ودور عبادتهم على رأس أهدافه في الآونة الأخيرة، بعد أن بات عاجزاً عن استهداف قوات الأمن. وأشار إلى أن الكنائس مؤمنة بدرجة كبيرة واحترافية من خلال خدمات أمنية معلنة وسرية، فضلاً عن مشاركة الأمن الإداري في الكنائس في عملية التأمين.
أما الأديرة في الصحراء، فأشار المصدر إلى أن الرهبان والقساوسة فيها فليست لديهم رغبة في تأمينها بقوات الشرطة، لأنهم في الغالب يرغبون في عدم التقيد بإجراءات الأمن، والتفرغ للعبادة تنفيذاً لرسالة تلك الأديرة، التي تتسم بطبيعة خاصة.
ولفت الى أن هذا الأمر ربما يتغير بعد هجوم المنيا النوعي الذي لم تشهد مصر مثيلاً له في عصرها الحديث. وأضاف أن الفترة الحالية ستشهد توقفاً للرحلات الدينية إلى كل الأديرة بفعل الأمر الواقع، إذ تُجرى امتحانات في المدارس سيتبعها بدء فترة «صوم الرسل» للمسيحيين، وجرت العادة على توقف الرحلات الدينية إلى الأديرة في فترات الصوم، ما سيمنحنا فرصة للنقاش مع الكنيسة عن سبل تأمين الأديرة، أو الرحلات الدينية القاصدة تلك الأديرة. ولفت المصدر إلى تكثيف التواجد الأمني السري في المناطق السياحية والمزارات الأثرية، مع الاعتماد على آلات التأمين الإلكتروني لكشف أي تهديدات.