"بعد رحيلها"..التاريخ الكامل للمناضلة السودانية "فاطمة إبراهيم"..تقرير
ودع اليوم، الأربعاء، الآلاف من فئات المجتمع السودانى، وقواه السياسية والتنظيمات النسوية ومنظمات المجتمع المدنى المناضلة فاطمة أحمد ابراهيم، أول نائبة برلمانية فى السودان وأفريقيا والشرق الأوسط، بعد أن وافتها المنية عن عمر يناهز 85 عاماً السبت الماضى فى لندن بعد صراع مع المرض.
فاطمة أحمد إبراهيم، من مواليد الخرطوم 1933، ومن أشهر النساء المكافحات والوطنيات والشيوعيات فى السودان، فهى أول سيدة سودانية تنتخب كعضو برلمان فى الشرق الأوسط مايو 1965، ومن أشهر الناشطات فى مجال حقوق الإنسان والمرأة والسياسة فى السودان.
تلقت تعليمها الأول فى المدرسة الإرسالية بود مدنى، ومن ثم تلقت التعليم الأوسط بمدرسة أم درمان الوسطى، وتلقت التعليم الثانوى بمدرسة أم درمان الثانوية، من الدفعة الأولى التى قادت أول إضراب عرفته مدارس البنات فى السودان.
عملت بالتدريس بالمدارس الأهلية بعد أن رفضت مصلحة المعارف تعيينها لأسباب سياسية، من أبرز العاملات فى الحقل النسائى ورغم أنها لم تكن من العشر الأوائل اللاتى أسسن الاتحاد النسائى إلا انها عملت منذ لجنته التمهيدية الأولى بعد تأسيسه وظلت عضواً قيادياً، وتولت رئاسته بين 1956 -1957 وفى الستينيات اشتركت فى تكوين هيئة نساء السودان خلال الحكم العسكرى عام 1962.
ولعبت دورا بارزا فى ثورة أكتوبر 1964، وكانت عضوا فى جبهة الهيئات، وأول سودانية تدخل الجهاز التشريعى بالبلاد حيث فازت فى دوائر الخرجين فى انتخابات عام 1956، وبعد ثورة 21 أكتوبر 1964 دخلت البرلمان، ثم تفرغت للعمل النسائى وبذلت الكثير فى سبيل المرأة السودانية فى النضال السرى والعلنى.
وحصلت فاطمة إبراهيم عام 1993 على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومنحت الدكتوراه الفخرية من جامعة كاليفورنيا عام 1996، لجهودها فى قضايا النساء ومكافحة استغلال الأطفال.
فاطمة ابراهيم أرملة الشفيع احمد الشيخ أحد أبرز قيادات الحزب الشيوعى السودانى و(رئيس اتحاد عمال السودان ونائب رئيس الاتحاد العالمى لنقابات العمال) حتى إعدامه فى يوليو 1971.
وأسهمت فاطمة إبراهيم بفعالية فى القضايا الوطنية وتحرير البلاد من الاستعمار ومقاومة الأنظمة الدكتاتورية، كما كان لها دور محورى فى قضية تحرير المرأة السودانية من الاضطهاد والجهل والنضال من أجل مساواتها فى الحقوق مع الرجل، وحقها فى العمل السياسى حتى نالت المرأة حق الاقتراع والترشيح والترشح، حتى تبوأت المرأة فى السودان عبر النضال المثابر مكانها وحقها فى شغل الوظائف العليا بالدولة وحقها فى الأجر المتساوى للعمل المتساوى.
وتقول فاطمة أحمد ابراهيم فى السيرة الذاتية التى كتبتها الراحلة: لقد قام جدى لأمى بخطوة جريئة، اذ ادخل أمى واخواتها فى مدرسة البنين التى يراسها، لانه لم تكن هنالك مدرسة للبنات فى مدينة الخرطوم – والمدرسة الوحيدة للبنات فى السودان انذاك، أسسها صديقه الشيخ بابكر بدرى، بمدينة رفاعه – وقد تعرض جدى لهجوم عنيف من قبل اقربائه – ومعارفه – هذا وبعد أن اكملت والدتى وأخواتها المدرسة الأولية مع الأولاد، الحقهن والدهن بمدرسة الارسالية الانجليزية الوسطى للبنات بمدينة الخرطوم وهكذا أصبحت أمى أول سودانية تتعلم اللغة الإنجليزية.