راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

بعد زيارتها لمصر.. ماذا قالت الافتاء عن الروبوت «صوفيا»؟

في أول توضيح شرعي حول ظهور الروبوت صوفيا، أكد د. مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، في دراسة حديثة، جواز صناعة الروبوت «الإنسان الآلي» واستخدامه شريطة تحقيق مصلحة وعدم التعظيم أو التقديس له أو الاستخدام في مجالات سيئة.

وقال د. عاشور، في دراسته، التي كشف عنها، الأربعاء، إنه «اجتمعت في شكل الروبوت معاني التصوير التمثال، حيث أنه له ظل وفيه محاكاة ظاهرة للإنسان، وأنه استقرت الفتوى بشأن التماثيل والتصوير لدى العلماء المعاصرين على جواز صناعتها واستخدامها، والتعامل بها بالبيع أو الشراء ما دام قد انتفى عنها مضاهاة خلق الله، وأنها لا تقصد بالعبادة والتقديس، لم تصنع لغرض محرم، بل تتأكد مشروعيتها إن قصد بها غرض صحيح: من تَعلُّمٍ، أو تأريخٍ، أو زينةٍ، أو غيرها من الأغراض المباحة في الشريعة».

وأضاف أن «تجسيد شكل الروبوت على غير الهيئة الكاملة للإنسان وذات الأرواح جائز باتفاق ولا حرج في ذلك شرعًا، وأنه يمكن استمداد مشروعية تجسيد وتصوير الروبوت بصورة تحاكي خلق الإنسان بشكل كامل تقليدًا لمذهب من أجاز ذلك ما دام الغرض صحيحًا شرعًا، ولم تكن هناك ثمة مضاهاة لخلق الله، ولم يقصد بها العبادة والتقديس، ولم تصنع لغرض محرم، خاصة أنه قد ثبت واقعا أن صناعة واستخدام الروبوت فيه مصلحة راجحة، ومنفعة مجرَّبة عبر مجالات الحياة المختلفة».

وأشار إلى أن «الأصل في استعمال هذه التكنولوجيا في كافة الاستخدامات والوظائف هو الجواز؛ ذلك لأن القاعدة الشرعية تقرر أن الوسائل تأخذ حكم المقاصد، وتعتري ذلك الأحكام التكليفية الخمسة بحسب الاستعمال»، لافتا إلى أن الروبوتات مقيدة بعدة ضوابط ومعايير من الناحية الشرعيَّة والأخلاقية ينبغي مراعاتها عند الصناعة وعند الاستخدام، كأن لا يقصد بها مضاهاة خلق الله، وألا يقصد بها العبادة والتقديس، وألا تصنع أو تستخدم في غرض محرَّم، وأن تخلو الصور والرسوم لهذه الروبوتات من مظاهر التعظيم، ومظنة التكريم، وإثارة الغرائز، وتسهيل ارتكاب الفواحش والتحريض على ارتكاب المحرمات.

كما اشترط «عاشور»، في دراسته، على ضرورة الاتفاق وبشكل إنساني وعالمي على سقف أخلاقي وميثاق عمل لهذه التكنولوجيا من أجل تحقيق عوامل السلامة والأمان التي تضمن جلب المصالح وتحقيق المنافع للإنسان المعاصر والحضارة الإنسانية، موضحا أن التفكير في صنع آلالات تحاكي الشخصية الإنسانية ليس حديثًا، بل له نماذج في واقع المسلمين عبر التاريخ؛ فقد ذكر أن إسماعيل بن الرزاز يُعَدُّ أَوّل من اخترع ذلك من أجل الخدمة في المنزل، فقد طلب منه أحد حكام عصره أن يصنع له آلة تُغْنيه عن الخدم كلما رغب في الوضوء للصلاة، فصنع له آلة أسماها «نافورة الطاووس»، وكانت على هيئة صبي منتصب القامة، وفي يده إبريق ماء، وفي اليد الأخرى منشفة، وعلى عمامته يقف طائر، فإذا حان وقت الصلاة يُصَفّر الطائر، ثم يتقدَّم الخادم نحو سيده، ويصب الماء من الإبريق بمقدار معين، فإذا انتهى من وضوئه يُقدم له المنشفة، ثم يعود إلى مكانه، والعصفور يغرّد.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register