سر حماية مصر لـ«حماس» من عواصف أزمة الخليج وقطر .. تقرير
رصدت وكالات الأنباء العالمية، تصريحات قيادي بارز بحركة حماس، توضح مصير العلاقات المصرية الحمساوية، من وجهة نظر الحركة الفلسطينية، وينقل "زهرة التحرير" أهم ما تداولته الوكالات العالمية بهذا الصدد.
قال نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، إن علاقة حركته مع مصر، “ذاهبة نحو التحسن والتطور”.
وأوضح الحية في مؤتمر صحفي نظمه “منتدى الإعلاميين” بمدينة غزة، الأحد أن “نتائج زيارة وفد حماس للقاهرة، الأسبوع الماضي، سيتم ترجمتها على الأرض قريبًا”.
وأضاف: “جاءت الزيارة الأخيرة لمصر، استكمالاً لزيارات وتفاهمات ثنائية بيننا، عمرها الزمني 15 شهرًا، في كل لقاء نبني على اللقاء الذي سبقه، واللقاء الأخير كان من أفضل اللقاءات”.
وأكد أن مصر “وعدت خلال الزيارة الأخيرة، بتخفيف المعاناة عن قطاع غزة عبر فتح معبر رفح بشكل منتظم، كما وعدت بفتح معبر تجاري لتسهيل الحركة التجارية من وإلى القطاع”، مشيرًا إلى أن “حماس ستشدد في المقابل إجراءاتها الأمنية على الحدود مع مصر”.
وأشار إلى أن وفد حركته، التقى مع قيادات مقربة من محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة “فتح”.
وبين أن “الوفد اتفق مع قادة تيار دحلان على إنشاء صندوق وطني لإنجاز ملف المصالحة المجتمعية، على أن يتم جمع الأموال فيه من عدة دول، بهدف دفع تعويضات لأهالي القتلى الذين سقطوا إبان أحداث الانقسام الفلسطيني الداخلي العام 2007”.
ومنذ سنوات، يسود خلاف حاد بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ودحلان، الذي فُصل من حركة “فتح” في يونيو] 2011، بعد تشكيل لجنة داخلية من قيادة الحركة وجهت إليه تهمًا بعضها خاص بفساد مالي، وهو ما ينفي صحته.
واستكمل الحيّة قائلاً: “نحن اليوم في حوارات متعددة مع كل الأطراف والفصائل لتشكيل وخلق جبهة وطنية عالية تحت مسمى (إنقاذ) للمشروع الوطني، وذاهبون للتحدث مع الكل حول القضية الفلسطينية”.
وهاجم الحية، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال إنه “لا يرغب بإتمام المصالحة”.
وفي 12 يونيو الجاري، عاد وفد قيادي من “حماس” إلى قطاع غزة، قادمًا من القاهرة، عقب زيارة استمرت أسبوعًا، التقى خلالها بمسؤولين في جهاز المخابرات المصرية.
وفي موضوع آخر، كشف الحية أن رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، سيبقى مقيمًا في قطاع غزة، ولن يغادرها، إلا “زائرًا” لبعض الدول.
وعادة ما يقيم رئيس حركة حماس، خارج فلسطين، بهدف امتلاك القدرة على التحرك، والإشراف على مؤسسات وأجنحة الحركة في كافة أماكن تواجدها.
وأقام رئيس حركة “حماس” السابق، خالد مشعل، في الأردن ثم سوريا، قبل أن يستقر في قطر.
وأضاف الحية: “لن نكون عبئًا على أحد، ونحن معنيون أن تكون قيادات حماس في كل مناطق تواجد الشعب الفلسطيني”.
وجدد الحية تأكيد حركته على أنها “غير معنية بخوض حروب عسكرية مع إسرائيل”، قائلًا: “ندير المقاومة بأشكال متعددة تؤلم العدو، وتقرّب من التحرير”.
واستبعد اندلاع أي حرب جديدة مع إسرائيل، خلال الفترة القريبة، لكنه وصف استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع بأنه “نذير خطر”، دون توضيح مقصده.
وفي ذات السياق، عبر الحيّة عن استنكاره لـ “تسارع وتيرة التطبيع العربي مع إسرائيل”، ولفتح “بعض العواصم العربية خطوط جوية مع إسرائيل”.
وعن علاقة “حماس” بـ”إيران”، وصفها الحية بـ”المستقرة والجيدة”.
وقال: “نسعى لتطويرها، ونثمن الجهود الإيرانية التي قدمت لدعم القضية الفلسطينية”.
وفيما يتعلق بملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركة حماس، قال الحية إن حركته “ترحب بأي جهد يطرح خاصة من قبل مصر، للتفاوض لإبرام صفقة تبادل أسرى”.
لكن أكد اشتراط حركته قبل البدء في التفاوض، الإفراج عن جميع الفلسطينيين الذين تحرروا في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة (أبرمت العام 2011)، والذين أعادت إسرائيل اعتقالهم.
من جهة أخرى، أعربت حركة حماس عن أسفها لـ”الزج” بها في الأزمة الخليجية القائمة، مؤكدة أن علاقاتها مع قطر، “لا تزال قوية”، وأن قادتها الذين يقيمون فيها لم يغادروها.
وقال خليل الحية: “نأسف لحشر حماس في الأزمة الخليجية، ولا نقبل أن تمثل حماس مشكلة لأي دولة عربية”.
وأضاف: “نريد علاقات متوازنة مع الجميع، لأننا حقيقة لسنا جزءًا من الأزمة وتم حشرنا فيها”.
وأكد أن “علاقات حركته بقطر، لا تزال قوية، وأن قادة الحركة المقيمين فيها، لم يغادروها”.
ويقيم عدد من قادة حركة حماس، وعلى رأسهم، رئيسها السابق خالد مشعل، في الدوحة، منذ عدة سنوات.
وكان عدد من المسؤولين الخليجيين، ومنهم وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ووزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش قد انتقدوا في تصريحات صحفية، احتضان قطر لحركة حماس.