بعد 100 عام من انتهاء الحرب العالمية الاولي.. الأمم المتحدة تعيد طبع الكتاب الأكثر مبيعا سنة 1933 تعرّف عليه
قبل مائة عام، وفى تمام الساعة 11 صباحا يوم 11 نوفمبر 1918، سمعت فيرا بريتين، التى كانت تعمل ممرضة فى مستشفى الملكة أليكسندرا، أصوات طلقات نارية فوق لندن، وحينها تأكدت أن الحرب العالمية الأولى قد انتهت.
لكن رغم نهاية الحرب، إلا أن فيرا بريتين لم تستطع الاحتفال، وظنت أن الوقت قد فات بالنسبة إليها، خاصة بعدما أخذت الحرب أربعة أشخاص أحبتهم كثيرا هم شقيقها إدوارد، وخطيبها رولاند، واثنان من أصدقائها فيكتور ريتشاردسون وجيوفرى ثورلو.
ومع مرور الوقت، فكرت فيرا كيف تختفى تماما، فكل شىء صنع حياتها ضاع، لقد بدأ عصر جديد، لكنه دون الأشخاص الذين أحبتهم والذين ماتوا ولن يعودوا أبداً، كانت وقتها تبلغ من العمر 24 عاماً فقط ، لكنها عانت وتألمت بشكل كبير.
وبعد خمسة عشر عاما، وفى سنة 1933، نشرت "فيرا" سيرتها الذاتية بعنوان "وصية الشباب"، وفى يوم النشر بيعت الطبعة جميعها، وصنفت مذكراتها من بين المذكرات المؤلمة التى أصبحت الأكثر مبيعًا فى ذلك الوقت، ولهذا أُعيد إصدار مذكراتها هذا الشهر احتفالا بالذكرى المئوية لهدنة الأمم المتحدة.
وكتبت فيرا فى مذكراتها عن عملها ممرضة فى لندن ومالطا وفرنسا، والذى جاء بعد التجربة الحاسمة فى حياتها المبكرة ، كما كتبت بشكل مؤثر عن نضالها من أجل الاستقلال ومسيرتها المهنية.
ولدت فيرا عام 1893 فى باكستون، كان والدها رجل أعمال شهير، وفى الوقت الذى كان شقيقها يسعى للتواجد إلى أكسفورد، كانت هى تعد لإقامة حفل زواجها، لكن عندما ذهب إدوارد ورولاند إلى الحرب، شعرت فيرا بأن "أوكسفورد أصبحت الآن بعيدة كل البعد عن أى شىء تم حسابه"، ولهذا تطوعت كممرضة.
وفى يوم عيد الميلاد عام 1915 ، بينما كانت تستعد فيرا لـ لم الشمل مع رولاند ، رن جرس هاتف ليحمل خبر أن خطيبها قد قُتل فى الحرب، وخلال فترة خطوبتهما التقيا 17 يوماً فقط ومع ذلك كان حبهما كبيرا.
كان فيرا مثالية جداً، وكانت لها وجهات نظر متحمسة حول قضايا مثل التعليم وتكافؤ الفرص، كما أن مذكراتها تكشف أيضا عن القدرة على إيجاد الجمال فى أسوأ الظروف، حتى فى ظل عذابات الرجال المحتضرين،فقد كانت تلاحظ الزهور التى تتفتح وسط المذبحة: أرجوانى ، قزحية صغيرة ، والبنفسج الذى أرسله رولاند لها من الجبهة الغربية.
وكتاب "وصية الشباب" وصف حيوى وحميم للحرب، كما تتم مشاهدتها من خلال عيون امرأة شابة تغلبت على مآسيها الشخصية برعاية الجرحى وتعهدت ببناء عالم جديد من حطام القديم.