راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

بكين تواصل التوغل الأفريقي.. 4 جولات سمراء للرئيس الصيني غدا .. تقرير

جولة الرئيس الصيني تشمل السنغال ورواندا وجنوب أفريقيا وموريشيوس

شي جينبينج اختار أفريقيا كأولى محطات جولتيه الخارجيتين خلال فترتيه الرئاسيتين

خطط صينية طموحة لمد هيمنة بكين إلى الشواطئ الأطلنطي

الاستثمارات الصينية غيرت ملامح أفريقيا على مدى عقود

 

يتوجه الرئيس الصيني شي جينبينج في جولة أفريقية الأسبوع المقبل، لتعزيز مكانة بلاده في إفريقيا كواحدة أهم الحلفاء الاقتصاديين والدبلوماسيين للقارة السمراء.

 

وأوضحت شبكة "سي إن إن" أن جولة شي جينبينج الأفريقية تشمل السنغال ورواندا وجنوب أفريقيا وموريشيوس، حيث تغطي جولته مساحة واسعة من أفريقيا جنوب الصحراء.

 

وقالت الشبكة إن النفوذ الصيني يتزايد في أفريقيا بشكل مضطرد، وتتزايد معه بالتبعية الطموحات الاستراتيجية للصين عامًا بعد عام.

 

وتُعد الصين الشريك التجاري الأكبر لأفريقيا، وقد استولت على هذه المكانة من الولايات المتحدة قبل نحو عشر سنوات، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والقارة السمراء 220 مليار دولار في 2014، وفقًا لإحصاءات رسمية.

 

ودأب الرئيس الصيني على زيارة دول أفريقية بانتظام، فقد اختار القارة لتكون ضمن محطات جولته الخارجية الأولى عندما تولى رئاسة بلاده للفترة الأولى عام 2013، كما أن جولته المرتقبة الأسبوع المقبل هي الأولى لفترته الرئاسية الثانية، بعد تجديد ولايته في أكتوبر الماضي.

 

ولا يقتصر اهتمام الصين بأفريقيا على النواحي التجارية، فمن ناحية تُعد أفريقيا المصدر الوحيد لمواد خام لا تستطيع الصين الحصول عليها من مصادر أخرى، ومن ناحية أخرى دأبت دول القارة على تبادل المساندة والتأييد مع الصين في الأمم المتحدة.

 

ونقلت "سي إن إن" عن الخبير بالشأن الصيني بجامعة سانت أندروز الأمريكية إيان تايلور أن نفوذ الولايات المتحدة في أفريقيا تراجع أمام الصين لأن واشنطن استهانت بالقارة وتعاملت معها باعتبارها شريكًا مضمونًا.

 

وأضاف تايلور "ينظر الأمريكيون إلى أفريقيا من المنظور الأمني فقط، بخلاف الصينيين الذين ينظرون إلى القارة من المنظور الاقتصادي. لقد تخلف الأمريكيون منذ وقت طويل".

 

وللوهلة الأولى، تبدو السنغال ورواندا اختيارين غريبين ضمن جولة شي جينبينج، بالنظر إلى ضآلة حجم تبادلهما التجاري مع الصين وقلة عدد سكانهما، لكن تايلور أوضح أن رواندا تحتل موقعًا مهمًا على خريطة مشروع "الحزام والطريق"؛ مشروع شي جينبينج الطموح لربط آسيا وأوروبا وشرق أفريقيا اقتصاديًا.

 

أما بالنسبة للسنغال، فهناك إشارات إلى تطلع الصين للاستثمار في بناء موانئ فيها على المحيط الأطلنطي.

 

ونقلت الشبكة عن الكاتب الأمريكي جوردون تشانج، مؤلف كتاب "الانهيار القادم في الصين"، أن اختيار الشنغال وموريشيوس يتماشى مع مساعي الصين لإيجاد موطئ قدم لها يطل على المحيط الأطلنطي، وللهيمنة على المحيط الهندي.

 

ويرى خبراء صينيون أن العلاقات الصينية الأفريقية التي بلغت ذروة متانتها هي نتاج عقود طويلة من رعاية هذه العلاقات من الجانب الصيني منذ حقبة الحكم الشيوعي خلال عقد الخمسينات.

 

وأوضح الخبراء أن البنية التحتية التي تولت الصين تطويرها في أفريقيا، من خطوط سكك حديدية وطرق وسدود وشبكات اتصالات ومحطات كهرباء، قد غيرت ملامح القارة السمراء.

 

وبجانب ذلك، فإن الاستثمارات الصينية في المناجم والمصانع بأفريقيا تنتج كل شيء، من المعادن إلى الأحذية، كما أن التدفق السياحي الصيني الكثيف إلى أفريقيا يمثل نسبة كبيرة من مدخولات دول القارة، ويتزايد باضطراد تأثير البرامج التعليمية والمنصات الإعلامية التي تمولها الصين في أفريقيا.

 

وفي الوقت ذاته، تعزز الصين وجودها الدبلوماسي والعسكري عبر أفريقيا، من خلال المشاركة بفاعلية في مهمات حفظ السلام تحت إشراف الأمم المتحدة في مناطق الصراعات بالقارة، كما دشنت أول قاعدة بحرية خارج حدودها في جيبوتي العام الماضي، في خطوة تقرع أجراس الإنذار لواشنطن وسائر دول الغرب.

 

لكن مع كل ذلك، هناك من يتحدث عن الدور الصيني في أفريقيا بوصفه "استعمارًا جديدًا" كل ما يريده هو استغلال موارد القارة، وقد أشار البعض إلى ممارسات صينية تنتهك حقوق العمال الأفارقة في الاستثمارات الصينية، لكن خبراء صينيين يردون على هذا الطرح بالتساؤل عما يدفع دول القارة للشراكة مع الصين إذا كانت تشعر أنها تتعرض لمعاملة سيئة من دولة استعمارية.

 

أما النقطة التي تحظى بإجماع بين المتابعين، فهي أن الاتزام الصيني تجاه أفريقيا "عميق وواسع النطاق"، بخلاف الموقف الأمريكي الذي لا يولي اهتمامًا كافيًا للقارة السمراء.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register