تأثيرات سلبية على شركات الطيران العربية بسبب الحظر الأمريكي..تقرير
بعد إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, قرار بحظر حمل الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة على متن الرحلات المتجهة لأراضيها من و10 مطارات، بينها 7 في بلدان عريية، هي مصر والسعودية والإمارات وقطر والكويت والأردن والمغرب إضافة إلى تركيا, وبحسب خبراء فإن هذا القرار له تأثيرات سلبية عديدة على البلدان وشركات الطيران التابعها لها».
ونتيجة للإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطات الأميركية أعلنت شركة طيران الإمارات أنها قررت خفض الرحلات إلى 5 مدن أمريكية اعتبارا من مايو المقبل نظرا لهبوط الطلب، فيما قالت منافستها الاتحاد للطيران إنها لا تخطط لخفض الرحلات الجوية.
وشملت هذه الإجراءات التشدد في منح تأشيرات الدخول وتشديد التفتيش الأمني وعدم السماح للمسافرين باصطحاب أجهزتهم الإلكترونية في قمرات الركاب على الطائرات.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا حظرتا مؤخراً حمل الأجهزة الإلكترونية بحجم أكبر من الهاتف المحمول على متن الرحلات القادمة من العديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ذات الغالبية المسلمة، وقيل إن السبب وراء الحظر أمني يستند إلى تقارير استخباراتية، دون تحديد ماهيته.
وتتضمن قائمة المحظورات، الحواسب المحمولة (لابتوب)، والحواسب اللوحية (تابلت وآيباد)، ومتصفحات الكتب الإلكترونية (أي ريدر)، والكاميرات ومشغلات أقراص "الدي في دي" المحمولة، والإلعاب الإلكترونية الأكبر من الهاتف النقال، وأجهزة الطباعة والنسخ المحمولة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقع أواخر يناير قراراً تنفيذياً يحظر دخول الزوار من سبع دول إسلامية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وأعلن البيت الأبيض أن الدول هي سوريا وإيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن.
ووقتها قالت شركات الطيران الرئيسية في الشرق الأوسط إن قرار حظر ترامب السفر سيكون له "أثر قليل" على مستوى الرحلات.
ولكن مع إضافة قرار حظر الأجهزة الإلكترونية الشهر الماضي، جاءت شركة طيران الإمارات على رأس أكبر الخاسرين، وأعلنت الناقلة المملوكة بالكامل لحكومة دبي، إنها ستخفض عدد رحلاتها المتجهة إلى 5 من محطاتها في الولايات المتحدة الأميركية، نتيجة لتراجع الطلب.
وطيران الإمارات هي الشركة الوحيدة التي تسير رحلات مباشرة إلى الولايات المتحدة من مطار دبي الدولي، وتسير يومياً رحلات إلى 12 مدينة أمريكية بما في ذلك نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس، من 101 رحلة أسبوعياً انطلاقاً من دبي، لربطها مع محطات شبكة خطوطها العالمية التي يزيد عددها على 150 وجهة.
وحسبما أعلنت وطيران الإمارات في بيان رسمي، سيكون تخفيض الرحلات اعتباراً من 1 إلى 23 مايو على الترتيب، على عدد الرحلات المتجهة إلى فورت لودرديل وأورلاندو من رحلة يومية إلى 5 رحلات أسبوعياً لكل منهما.
واعتباراً من 1 و 2 يونيو على الترتيب، ستقوم الناقلة بتخفيض أعداد رحلاتها إلى سياتل وبوسطن من رحلتين يومياً إلى رحلة يومية واحدة لكل منهما، ومن الأول من يوليو ، ستخفض عدد الرحلات إلى لوس أنجلوس من رحلتين إلى رحلة واحدة يومياً.
وقالت طيران الإمارات إنها اتخذت هذه القرارات على أساس تجاري بعد تراجع الطلب على السفر إلى الولايات المتحدة نتيجة للإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطات الأميركية.
ونوّهت الناقلة الإماراتية إلى أنه رغم أن عملياتها إلى الولايات المتحدة سجلت حتى مطلع يناير 2017 أداءً جيداً ونمواً صحياً، مدفوعاً بطلب المستهلكين.
وفي توجه مختلف، قالت شركة الاتحاد للطيران ومقرها أبوظبي، في بيان وصل "الأناضول"، إنها لا تخطط لخفض الرحلات الجوية على مساراتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال متحدث باسم الاتحاد للطيران وفق البيان، إن شركته لم تشهد تغييرا كبيرا في الطلب على المسارات الأمريكية في الأسابيع الماضية رغم القيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بعض الرحلات الجوية.
وفي تصريحات صحفية سابقة، قال صفوت مسلم رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، إن القرار سيظهر تأثيره اقتصاديا بعد أيام من تطبيقه، حيث ستعمل مصر للطيران على رصد تأثير هذا القرار على حجوزات الركاب على الرحلات المتجهة لنيويورك، وكذلك إلى لندن.
واستبعد مسلم، أن يكون هناك تأثير مباشر على الركاب إلا في أضيق الحدود وعلى بعض الركاب المضطرين لاصطحاب الأجهزة الالكترونية على مقصورة الطائرة.
ولا يوجد شركات طيران أمريكية تشغل رحلات من مصر، ومعظم الشركات العربية أو الأجنبية تقوم بتسير رحلاتها إلى أمريكا، عن طريق الترانزيت، سواء من دبى، أو تركيا، وليس مباشرة من القاهرة.
وقال الخبير والمستشار في صناعة الطيران خالد المزروعي، إن قرار الحظر قد يؤثر على شريحة كبيرة من المسافرين، لاسيما من ركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال.
وفي محاولة منها لتخفيف تأثير هذا الحظر على الركاب، لجأت شركات الطيران المعنية بالحظر لخطوات عملية، لم ينقص بعضها الطرافة والفكاهة، بهدف الحد من النقص المتوقع في أعداد المسافرين نتيجة الحظر.
وبحسب رصد للأناضول، تتفاوتت الحلول من جانب شركات الطيران بين تقديم خدمات تغليف الأجهزة دون أى رسوم أو الاتصال بشبكة الإنترنت اللاسلكي بشكل مجاني، وتوفير أجهزة لوحية للمسافرين على متن رحلاتها، إلى مجموعة أخري من العروض المغرية، ومنشورات بها نصائح بعضها طريفة.
ووصف ألكسندر دو جونياك المدير العام لاياتا ، قرار حظر الأجهزة الإلكترونية واللوحية في مقصورات ركاب الرحلات القادمة من عدد من الدول العربية وتركيا بالأمر "غير مقبول" مهما كانت التهديدات التي يراد الحماية منها.
ولم تعلن خطوط الطيران التركية أو السعودية أو الملكية الأردنية على تأثيرات القرار على حركة السفر لديها منذ تطبيق القرار.
ومن جانبه قال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات، إن تخفيض أعداد الرحلات إلى الولايات المتحدة الأمريكية "أمر مؤقت".
وأضاف آل مكتوم، للصحفيين على هامش معرض سوق السفر العربي (الملتقى 2017)، إن الخفض مرهون بقوي العرض والطلب، ويعتمد في الأساس على تقييم الأوضاع والعمليات التشغيلية فيها.
وقال "أكبر الباكر"، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، إن شركة الطيران المملوكة لحكومة قطر تأثرت بقرار الحظر الأمريكي على نقل بعض الأجهزة الإلكترونية والذي تسبب في إنخفاض أعداد المسافرين على متن رحلات الشركة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف "الباكر" على هامش معرض سوق السفر العربي في دبي هذا الأسبوع، إنه رغم هذا التراجع في أعداد المسافرين، ولكنه لا يزال تحت السيطرة حتى الآن.
وأكد الباكر على أن الناقلة القطرية لن تقلص معدل رحلاتها إلى الولايات المتحدة، وستواصل خطط التوسع في الوقت الذي تقوم فيه شركات أخرى بتقليص عملياتها.