تجاوزت إيران عتبة 500 وفاة يومية بسبب «كوفيد»، للمرة الأولى، منذ بدء الوباء، فيما سجلت أيضاً عدداً قياسياً من الإصابات، وفق أرقام رسمية أعلنتها وزارة الصحة أمس الأحد.

وواصلت بذلك إيران، أكثر الدول تأثراً بالجائحة في منطقة الشرق الأوسط، تسجيل نسق تصاعدي على صعيد التفشي الوبائي منذ أواخر يونيو (حزيران)، تعزوه السلطات إلى «موجة خامسة» تعود بشكل أساسي إلى المتحورة «دلتا» شديدة العدوى.

وأفادت وزارة الصحة بوفاة 542 شخصاً في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وتسجيل 36619 إصابة. وبذلك، بلغ العدد الإجمالي للوفيات 94015 من أصل أربعة ملايين و158 ألفاً و729 إصابة سجلتها رسمياً إيران، منذ ظهور المرض للمرة الأولى في البلاد في فبراير (شباط) 2020. والعدد الجديد للوفيات اليومية هو الأعلى منذ 26 أبريل (نيسان) حين أعلنت الوزارة وفاة 496 شخصاً، وهي الحصيلة القياسية السابقة.

إلى ذلك، سجلت إيران حصيلة قياسية للإصابات اليومية أكثر من مرة في الأسابيع الماضية، كان آخرها في الرابع من الشهر الحالي بلغت 9357 إصابة. وسبق لمسؤولين إيرانيين أن أكدوا أن الأرقام الرسمية تبقى ما دون الفعلية. وأعلن الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، السبت، خلال ترؤسه اجتماع الهيئة الوطنية لمكافحة «كوفيد – 19»، أنه سيتم خلال الأسبوع المقبل «دراسة خطة لتغيير طريقة مواجهة فيروس كورونا»، من دون تحديد تفاصيل. كما تعهد بالعمل على «دعم إنتاج اللقاح المحلي»، وفي الوقت عينه «عدم التردد» في استيراد لقاحات خارجية.

ومنذ بدء جائحة «كوفيد – 19»، لم تفرض السلطات الإيرانية إجراءات إغلاق شامل على غرار تلك التي اعتمدتها العديد من دول العالم، عازية ذلك للظروف الاقتصادية الصعبة العائدة بالدرجة الأولى إلى العقوبات الأميركية. وأوعز المرشد الإيراني علي خامنئي، مطلع الأسبوع، للهيئة الوطنية لمكافحة الجائحة، باتخاذ «الإجراءات اللازمة» لاحتواء الموجة الجديدة من الوباء، وذلك في أعقاب رسالة بعث بها إليه وزير الصحة سعيد نمكي، اقترح فيها إجراءات منها «الإغلاق لفترة أسبوعين»، لمواجهة تزايد انتقال العدوى.

وشكا المسؤولون من تأثير العقوبات على إمكان استيراد اللقاحات، لا سيما لصعوبة القيام بالتحويلات المالية اللازمة من أجل الحصول عليها. ورأى التلفزيون الرسمي الإيراني في تقرير أمس الأحد، أنه «رغم تسارع إيقاع التطعيم، التقيد بالإجراءات الصحية انخفض بشكل لافت». واعتبر أن الوضع قاتم والمستشفيات تواجه «أزمة» بسبب تزايد الإصابات.

ولا تزال حملة التلقيح الوطنية التي أطلقت في فبراير تمضي بشكل أبطأ مما كان مأمولاً. ومن أصل إجمالي عدد السكان الذي يناهز 83 مليوناً، تلقى نحو 12.5 مليون شخص جرعة واحدة من لقاح مضاد لـ«كورونا»، في حين تلقى 3.7 مليون شخص فقط الجرعتين، وفق أرقام وزارة الصحة. وسعياً لتعويض نقص اللقاحات المستوردة، عملت إيران على تطوير مشاريع لقاحات محلية. وأعلنت السلطات في الفترة الماضية منح موافقة طارئة على استخدام اثنين من هذه اللقاحات.

ووفقاً لوكالة «بلومبرغ» للأنباء، فإن حصيلتي الوفيات والإصابات الجديدة بـ«كورونا» هي الأعلى التي يتم تسجيلها في إيران في يوم واحد. وذكرت الوزارة اليوم أن إجمالي عدد إصابات «كورونا» في البلاد تجاوز أربعة ملايين و158 ألف حالة.

وأوضحت العلاقات العامة في وزارة الصحة أن 6462 من المصابين في حالة حرجة، وأن عدد المتعافين تجاوز ثلاثة ملايين و539 ألف حالة، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). وشهدت إيران في الفترة الماضية ارتفاعاً كبيراً في إصابات «كورونا» من جراء تفشي سلالة «دلتا» سريعة العدوى.