يوما بعد يوم تثبت المرأة والفتاة الأسوانية جديتها فى القيام بأعمال ومهام خاصة بالرجال ، ومن بينها مهنة " المأذون " ففى محافظة أسوان توجد أصغر مأذونة في تاريخ مصر وهى " سمر محمد بركة " البالغة من العمر 27 عامًا وحازت على هذا اللقب الذى طالما حلمت به منذ تخرجها في عام 2013 .

" صدى البلد " يلقىالضوء على ما قامت به أصغر مأذونة فى مصر من نشاط فى هذا المجال منذ تسلمها مهام عملها الجديد بمحكمة الأسرة بمدينة دراو شمال أسوان فى فبراير من العام الماضى ، وأكدت " سمر محمد " على أنها استطاعت على مدار العام أن تعقد قران 50 عروس .

وفى سرد لأجمل لحظات عاشتها سمر محمد بركة أثناء تسلمها دفاتر العمل كمأذونة للقرية التى تعيش بها وتسمى بنبان بحرى التابعة لمركز دراو قالت أنها وقتذاك لم تتمالك دموعها من الفرحة، لأن هذه الوظيفة كانت بمثابة طموح وتحدى حلمت به كثيرًا منذ تخرجها من كلية الحقوق جامعة جنوب الوادى عام 2013 ، وكانت هناك تحديات عديدة تمثلت فى كونها صغيرة السن حيث لم يتجاوز عمرها 26 عامًا في ذلك الوقت ، بالإضافة إلى كونها فتاة مقارنة بالرجال المنافسين لها لنفس الوظيفة ، علاوة على أنها حاولت نيل وظيفة المأذونة خلفًا لعمها الذى كان يشغل الوظيفة حتى وافته المنية مؤخرًا .

وأضافت " سمر " أنها تسلمت 5 دفاتر "زواج وطلاق ومصادقة ومراجعة وتحكيم" .

وعن إختيارها لوظيفة المأذونة أكدت أن ذلك جاء رغبة فى تحقيق طموحات ونجاح شخصى تثبت من خلاله أن المرأة المصرية من حقها أن تشارك الرجال فى عدد من الوظائف ولا تتوقف أمانى وطموحات المرأة بعد زواجها أو إنجابها ، بالإضافة إلى أن الوظائف فى الدولة متاحة للمرأة كما هى متاحة للرجال ، فى ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى دعم المرأة الصعيدية من خلال أنه إختار عام 2017 ليكون عام المرأة المصرية وبالفعل كان كذلك والدليل حصولها على الوظيفة رغم تقدم رجال معها لشغل الوظيفة .

وأوضحت أصغر مأذونة فى مصر، أنها تسعى لتحقيق ما حققه عمها المأذون الراحل من إتمام سنة الزواج بين الناس فى قريتهم ، وأن هدفها الأول من الوظيفة هو تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين من الأزواج ، والإصلاح بينهما للحفاظ على قوام البيت وعدم تعرضه للتفكك وتشرد الأطفال بين خلافات الآباء والأمهات .

وتابعت "سمر بركة " أنها تعيش مع أسرتها وزوجها وأطفالها بقرية بنبان بحرى التابعة لمركز دراو ، وتزوجت من "محمد علام على" الذى يعمل فنى تشغيل بشركة الكهرباء ، وحصلت على ليسانس الحقوق عام 2013 ، وفى نفس العام توفى عمها وكان مأذون القرية ، وكان مثلها الأعلى حتى طرأت لديها فكرة التقدم بأوراقها لشغل وظيفة مأذونة خلفًا له، وبالفعل بعد مرور 3 أشهر جهزت الأوراق اللازمة، وتقدمت بأوراقها قبل غلق باب التقدم بثلاثة أيام فقط".

وأضافت أن تشجيع زوجها "محمد" فى المقام الأول كان لها دافعًا للاستمرار فى حلمها والتقدم لشغل الوظيفة بعد أن رأى فى عينيها الإصرار على الحلم وفى همتها الحماسة لشغل الوظيفة فقرر الزوج أن يشجعها ويساندها، لافتة إلى أنها تقدمت بأوراقها للوظيفة خلال فترة خطوبتهما، ثم تزوجت وأنجبت طفلين، وتم ترشيحها للوظيفة بعد مرور 3 سنوات من زواجها .