تعرف على دعاء وفضل ليلة النصف من شعبان
تبدأ مع غروب شمس اليوم الإثنين، 14 شعبان وحتى غروب شمس يوم الخامس عشر من شهر شعبان، نفحات ليلة النصف من شعبان تلك الليلة التى ينزل فيها الله للسماء الدنيا فيقول : ألا من مستغفر لي فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلي فأعافيه، ومعني النزول هو نزول أمره ورحمته ، فالله منزه عن الجسمية والحلول، فالمعني علي ما ذكره أهل الحق نور رحمته، ومزيد لطفه علي العباد وإجابة دعوتهم.
تلك الليلة التى ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث ، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَطَّلِعُ الله إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ».
الرئيس ينيب محافظ القاهرة فى احتفال الأوقاف
ويحتفل العالم الإسلامى بتلك الليلة وتحرص وزارة الاوقاف على إحيائها ،حيث تقيم احتفالا بتلك الليلة المباركة عقب صلاة المغرب غدا الاثنين ،بمسجد السيدة زينب رضى الله عنها ، ويلقى الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف كلمة ، حيث أناب الرئيس عبدالفتاح السيسى ، رئيس الجمهورية ، المهندس عاطف عبدالحميد ، محافظ القاهرة ، لحضور الاحتفال بتلك الليلة المباركة.
عضو مجمع البحوث الإسلامية: يغفر الله فيها للجميع إلا لمشاحن أو مشرك
من جانبه ، قال الدكتور محمد الشحات الجندى ،عضو مجمع البحوث الإسلامية ، إن ليلة النصف من شعبان يجب أن نتزود من الخيرات فيها، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر لي فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلي فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر".
وأضاف وقد ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة، ومن الأحاديث الواردة في فضلها: حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَطَّلِعُ الله إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ».
أستاذ بكلية الدعوة: قيام ليلها وصيام نهارها
من جانبه ، قال الدكتور محمد محمدى المدرس المساعد بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الازهر ، انه على المسلم أن يقوم بعدة أمور اولهما : صيام نهارها وهو يوم الثلاثاء القادم، والثاني قيام ليلها وهو من بعد مغرب الاثنين حتى فجر الثلاثاء، والثالث الاشتغال في ليلها ونهارها بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن الكريم، والتصدق فيها، وترك فيها المخاصمة والمشاحنة.
وتابع أن من فضل تلك الليلة عن عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (ان الله تعالي ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب)، ومعني النزول هو نزول أمره ورحمته فالله منزه عن الجسمية والحلول، فالمعني علي ما ذكره أهل الحق نور رحمته، ومزيد لطفه علي العباد وإجابة دعوتهم وقبول معذرتهم: فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب وخص شعر غنم كلب لأنه لم يكن في العرب أكثر غنما منهم.
مدير الفتوى بالأوقاف: هنيئًا لمن جاهد نفسه وخلص قلبه من الغل والحقد والحسد والبغضاء والشحناء في هذه الليلة
إلى ذلك قال الدكتور أيمن أبو عمر، مدير عام الفتوى والبحوث بوزارة الأوقاف، إن لله (عز وجل) في أيام الدهر نفحات تأتينا بين الحين والآخر تذكرنا إذا نسينا ، وتنبهنا إذا غفلنا ، وتحثنا على فعل الطاعات والخيرات ، واجتناب الذنوب والسيئات ، والعاقل هو من استشعر نعمة الله عليه بإدراك الأيام الفاضلة فتعرض لنفحات ربه عسى أن تصيبه نفحة منها فلا يشقى بعدها أبدًا ، وإن من ليالي النفحات الربانية ليلة النصف من شهر شعبان ، فهي ليلة مباركة ، يطلع الله (عز وجل) فيها على خلقه اطلاع رحمة ، وعفو ، مغفرة ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: "يَطْلُعُ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ" ، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَطْلُعُ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْهِلُ الْكَافِرِينَ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدْعُوهُ" ، فهنيئًا لمن جاهد نفسه ، وخلص قلبه من الغل والحقد والحسد والبغضاء والشحناء في هذه الليلة .
وأضاف فأفضل الأعمال عند الله (عز وجل) سلامة الصدر ، وحب الخير للناس ، قيل للنبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ". قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: "هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ" ، فلنتسامح مع أنفسنا ، ولنصل من قطعنا ، فإن من كريم خصال المرء أَنْ يصِلَ مَنْ قَطَعَه، وَيعْطِيَ مَنْ حَرَمَه، وَيعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَه ، قال تعالى: { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، فلنري الله من أنفسنا خيرًا في هذه الليلة المباركة رجاء أن يطلع علينا برحمته ويدخلنا بكرمه في زمرة من يغفر لهم.
صيغة الدعاء المستحب فى ليلة النصف من شعبان
تقول أمانة الفتوى بدار الإفتاء إن صيغة الدعاء هي: "اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ".
وتلاوة هذا الدعاء وتخصيص ليلة النصف من شعبان به أمرٌ حسنٌ لا حرج فيه ولا منع؛ فذكر الله تعالى والثناء عليه والتوجه إليه بالدعاء كل ذلك مشروع؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ».