راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

تفاصيل ذبح قبطي على يد ملتحٍ في شارع خالد ابن الوليد بالإسكندرية

محمد أبوزيد

  استيقظت محافظة الإسكندرية اليوم على أصداء جريمة مفجعة، حادثة تضرب بكل معاني الإنسانسية عرض الحائط، وتهدف إلى شق صف الوحدة الوطنية، في وطن تعايشت كل طوائفه في محبة وسلام، كان من الصعب تصديق ذبح رجل ملتح، لصاحب محل خمور قبطي، يدعى "لمعي يوسف"، في شارع خالد ابن الوليد بمنطقة المتنزه في الإسكندرية.

   أصابت أسرة المجني عليه حالة من الصدمه، والقهر، فيقول ابن المجني عليه :"مقهور على أبويا اللي اتذبح قدام عيني مقهور علي بلد كانت في يوم فيها أمن وأمان أبويا اتخطف قدام عيني، راح السند والظهر والصاحب راحت كل حاجة حلوة في دنيتي الله يقدس روحك يابابا عمرك ما سيبتني في يوم زعلان.. طول عمرهم الغدر في دمهم منكم لله".

   ويصف الحاضرين الحادث، فيتحدثون عن ليلة شتوية هادئة، وإذا بالصمت يقطعه صوت صراخ، ويقول أحد الحاضرين: "فوجئنا بيوسف يسقط على الأرض والدم ينزف من رقبته حتى فارق الحياة"، وأكمل" القاتل ظل يردد عبارت غير مفهومة، لكنها لم تكن تحمل في طياتها عبارات طائفية، وأرتكب الفاعل جرمه وفر هارباً وسط محاولات المواطنين الفاشلة، للإمساك به، وتم إبلاغ الشرطة، فحضرت على الفور، وتم عمل كردون أمني حول موقع الحادث، لمنع المواطنين من الاقتراب من مسرح الجريمة، وتشكلت لجنة التحقيق في الحادث بإشرف اللواء شريف عبدالحميد، مدير مباحث الإسكندرية.

   وعندما قام رجال المباحث، بتفريغ كاميرات المراقبة التابعة للمحلات المجاورة، تبين أن القاتل كان ملتحي ويرتدي معطف أصفر اللون، وباغت الضحية يوسف لمعي صاحب المحمصه أثناء جلوسه علي مقعد علي رصيف محله بشارع خالد بن الوليد وأثناء تدخينه للشيشة ليفاجئه القاتل بالذبح من الخلف مستخدما سكين كبير الحجم، كما بينت الكاميرا محاولة الضحية المقاومة إلا أن القاتل قام بتمرير السكين علي رقبته مرتين حتي سقط علي الأرض وفر المتهم هاربا.

وقام ضباط مباحث الإسكندرية على الفور بالتحري عن هوية القاتل، بعد ظهور ملامحه، التي ألتقطتها كاميرات المراقبة، وتم توزيع صوره على فرق البحث والأكمنة الثابتة والمتحركة.

ولم يقف التحقيق عند هذا الحد، بل وسع فريق البحث دائرة الاشتباه لتشمل أعداء الضحية وأهله وجيرانه، وشهود العيان الذين حضروا الحادث، لمحاولة معرفة المزيد من المعلومات عن القاتل.

بعد مرور 10 ساعات من العمل الجاد، تمكنت الاجهزة الأمنية من تحديد هوية القاتل، ومحل إقامته

   تقول المصادر الأمنية، أن المجرم هو شخص يدعى "عادل.م.س" 50 عاما، بائع حلوى بموقف العوايد، وهو من محافظة كفر الشيخ، وتقف الأن الأجهزة الأمنية، على قدم وساق، لضبط المتهم، فالطريقة التي أرتكب بها الجريمة، تدل على ترصد شخص بعينه، أي انها مسالة شخصية، والغريب في الأمر أنه لم يتم رصد وجود أي علاقة، بين الجاني والمجني عليه، الأمر الذي أثار الريبة في نفوس المحققين.

وعلى الصعيد الاخر، تم نقل جثمان الضحية الرجل المذبوح، إلى كنيسة ماري جرجس بمنطقة الشاطبي، وكثفت مديرية أمن الإسكندرية الإجراءات الأمنية لتأمين مراسم تأبين "يوسف لمعي"، أمس الثلاثاء.

   وأكدت كنيسة ماري جرجس شرق الإسكندرية، خلال مراسم تأبين الضحية، على أن ما حدث، يؤكد وجود الإرهاب، ويجب أن يكون هناك رادع قوي للإرهاب،

   فيما أشار قس الكنيسة إلى أن تلك الجريمة لن تحدث خلافا بين المسلمين والمسحيين، وأن الجاني لا يمت للإسلام بصلة بل هو إرهابي متطرفاً، مؤكداً على ثقته في أجهزة الأمن التي ستلقي القبض على الجاني خلال ساعات، مستشهداً بوعد الرئيس السيسي في حادث الكاتدرائية البطرسية.

  ومن ناحيته تعهد اللواء عادل التونسي، مدير أمن الاسكندرية، بالقبض على الجاني والكشف عن ملابسات الجريمة في أسرع وقت ممكن.

  اتسمت الشخصية المصرية، بالطيبة والتسامح، والمعروف عن الشعب المصري، أنه شهم ومسالم، وينبذ العنف، لكن هذه الجريمة تضعنا أمام تساؤلات ومعطيات، لم تكن مطروحة على ساحة النقاش من قبل، فهل يتجه الإرهاب إلى حوادث القتل الفردي؟ أم أن هذه مجرد حادثة فردية، وهل أصبحت الشخصية المصرية بهذه الوحشية، وهل أصبحنا نصفي خلافتنا بهذه الطريقة؟! كل هذه الإسئلة، تجيب عنها التحقيقات، خلال الساعات القادمة.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register